(أسرانا البواسل يسّطرون صفحات المجد صموداً، وصبراً، ومعاناة، واستشهاداً)

يا جماهير شعبنا الفلسطيني على أرض الوطن وفي أراضي الشتات...

من لبنان ومخيماته التي احتضنت مأساة الشعب الفلسطيني جيلاً بعد جيل على مدى ثمانية وستين عاماً، وما زالت تعاني من الغربة القاتلة، ومن النكبة وجرحها وعذاباتها، وليس أمامنا إلاّ الصبر والاصرار على قبول التحديات، نعيش هموم الوطن بكل تفاصيلها، نبكي شهداءها، ونحزن لنزيف جرحاها، وتتأجج فينا روح الانتقام من عصابات نتنياهو التي تأسر شبابنا، وأطفالنا، ونساءنا، وتنكل بأهلنا، وتهدم بيوتهم، وتستعمر أرضهم، وتتلذذ بتعذيب شعبنا، وتدنيس مقدساتنا.

يا أهلنا في فلسطين في الضفة وقطاع غزة،  وفي القدس، وفي الجليل، والمثلت، والنقب إليكم منا التحية تحية الافتخار يا  شعب الشهداء والتضحيات، نقف إلى جانبكم وأنتم تطالبون بالحرية لأسراكم البواسل لأنهم طلاب حرية ولأنهم أصحاب الأرض، ولهم الحق في استعادة التراب، والماء، والهواء، والحرية والاستقلال.

وأمام هيمنة الطغاة الصهاينة، وأمام مصادرة العدالة الدولية، وأمام الانحياز الأميركي وأعوانه إلى أداة الإجرام، والقتل اليومي، وانتهاك المقدسات، فإنّ شعبنا في الأراضي الفلسطينية يقف وحيداً أمام سطوة الإجرام، وأمام أحقاد الصهاينة الدفينة وأمام تمردهم على الإرادة الدولية، وإصرارهم على

استكمال مخططاتهم في أسرع وقت قبل أن تستعيد الأمة العربية وعيها، وبعد اجتياح طوفان الحرب والموت والدمار لأراضيها، وانعدام قدرتها وفقدان توازنها.

يا جماهير شعبنا.. يا أهلنا في الوطن السليب نفتقد وإياكم اليوم أسيراً مناضلاً أمضى ما يزيد على ثلاثة عشر عاماً في معتقلات الاحتلال وزنازينه، وقد نهشت جسده الأمراض، وزاد السجَّان الصهيوني من عذابه عندما كان يحرمه من العلاج المناسب للداء الذي أصابه مما زاد في معاناته، وهذا استهداف مباشر لحياة انسان مناضل قاتل من أجل تحرير وطنه، وحرية شعبه. وهذا ما عانى منه مئات الأسرى والشهداء في المعتقلات الاسرائيلية، وقد جاء الاعلان عن استشهاد الأسير ياسر دياب حمدونة الذي أصيب بسكتة دماغية ليُشكِّل صدمة لأهله ولنا، ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني، لأنَّ ما حدث جريمة قتل متعمّدة سببها استهداف الأسير المريض بعدم إعطائه العلاج المناسب وذلك لتسهيل إصابته بالمزيد من الأمراض.

إننا نحيي دور الحركة الأسيرة، وهيئة شؤون الأسرى، وكافة نوادي الأسير الفلسطيني الذين ينهضون ويتكاتفون ويساندون الأسرى وقضاياهم. وخاصة إنتصار الأسرى محمد ومحمود البلبول، والقاضي على إرادة السَّجان وغطرسته، وقد نالوا حريتهم فهنيئاً لهم ولأهلهم.

إننا على ثقة بأن عملية التشريح لجسد الشهيد ياسر حمدونة بوجود أطباء فلسطينيين، ومحامين قانونيين سيكون له الأثر الكبير في كشف هذه الجريمة، جريمة القتل العمد، وهي نفسها التي تنتظر الكثير من الأسرى الذين يُعاملون اليوم معاملة عنصرية بعيداً عن أية رقابة دولية.

إن الجانب الصهيوني بعنصريته، وبأحقاده الدفينة، وتعاليمه التلمودية يسعى إلى تدمير حياة الأسرى لأنه لا يعترف بالشخصية القانونية للأسير الفلسطيني، وبحقه في الدفاع عن أرضه واستقلاله حسب ما أقرته الشرعية الدولية. وللأسف فإنه حتى الآن يرفض الجانب الاسرائيلي إستقبال اللجان الدولية التي تهتم بشؤون الأسرى، وأوضاعهم داخل المعتقلات، والتعامل الطبي، وزيارات الأقارب، وأساليب التحقيق.

أمام هذا الحدث المؤلم، ورحيل مناضل وطني أسير بعد معاناة قاسية مع المرض وغياب العلاج المناسب فإننا نؤكد النقاط التالية:

أولاً: ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني، وكافة الفصائل الفلسطينية إلى تناسي الخلافات والالتفاف حول الأسرى وقضاياهم ونضالاتهم لتعزيز صمودهم. وإلى تكثيف الاحتجاجات والاعتصامات.

ثانياً: ندعو المؤسسات والهيئات الدولية إلى فرض سلطتها على الاحتلال الصهيوني لأرضنا، وإلزامه بإحترام الشخصية القانونية للأسير الفلسطيني، ومعاملته كمناضل من أجل حقوقه وعدالة قضيته.

ثالثاً: ندعو مجالس حقوق الانسان الدولية للتدخل المباشر في القوانين العنصرية الاسرائيلي، وإلغائها خاصة الاعتقال الإداري وهو المحرم دولياً، وغير مسموح استخدامه إلاَّ في الكيان الاسرائيلي العنصري فقط.

مزيداً من الصمود والصبر يا أسرانا البواسل، فإنتم اليوم منارة الحرية والاستقلال، والاعتزاز، انتصاركم على السجان هو خطوة على طريق إنتصار شعبنا ودولتنا، وقدسنا.

إن نجاحنا في حماية حقوق أسرانا هو الانجاز الوطني الأهم في هذه المرحلة.

المجد لشهدائنا الأبرار.. والنصر لحماة الأقصى والمقدسات، والعزة لأجيال الانتفاضة جيلاً بعد جيل إلى يوم النصر المؤزر.

وإنها لثورة حتى النصر

حركة فتح- اقليم لبنان

2016/9/26