حسن بكير

على وقع موسيقى وغناء الأغاني الثورية"أصبح عندي الآن بندقية- علّي الكوفية- طل سلاحي– لوّحنا عالقواعد – اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت – وموطني" لفرقة حنين للأغنية التراثية الفنية، تشابكت الأيدي الفلسطينية واللبنانية التي دافعت عن بيروت العام 1982 ضد الغزو الإسرائيلي لعاصمة المقاومة.

اليوم وبعد أربعة وثلاثين عاماً على هذا التصدي البطولي، عادت ذات الأيدي لتتشابك إحياءً لهذه المناسبة الوطنية في الحفل الفني الذي أحيته فرقة حنين والذي دعا إليه تكتل الجمعيات والروابط الأهلية اللبنانية والفلسطينية لدعم المقاومة والإنتفاضة في فلسطين، على مسرح قصر الأونيسكو، مساء الجمعة 23\9\2016.

وتقدَّم الحضور دولة رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني، والعميد سمير ابو عفش ممثلاً سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين" المرابطون" العميد مصطفى حمدان، والعميد الركن أمين حطيط باحث إستراتيجي، ووفد تجمُّع العلماء المسلمين، ود.ناصر حيدر ممثّلاً منسّق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الأستاذ معن بشور، ورئيس رابطة أبناء بيروت محمد الفيل، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو قادة فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ورئيس المجلس الإنمائي لمدينة بيروت الإعلامي محمد العاصي، ورئيسة المجلس النسائي اللبناني السيدة ليندا مطر، وممثلو الجمعيات والروابط الأهلية اللبنانية والفلسطينية، والاتحاد الاشتراكي العربي، وممثّل التنظيم الناصري منير الصياد، وممثّل حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي محمد تميم، وممثّلا اتحاد قوى الشعب العامل حسن مطر ومحمد عفرا، وممثّل حزب الاتحاد عبدالفتاح ناصر، وممثّل حركة الشعب إبراهيم الحلبي، وشخصيات وطنية لبنانية، وحشد فتحاوي وشعبي كبيرين.

بداية عزفت فرقة حنين النشيدَين الوطنيّين اللبناني والفلسطيني، تلاهما كلمة رابطة أبناء بيروت ألقاها رئيسها محمد الفيل جاء فيها: "لن ننسى أول عملية فدائية على كورنيش المزرعة قرب مبنى منظمة التحرير الفلسطينية، وعملية الويمبي، وعملية نفق سليم سلام، وعملية الصنائع وعملية عائشة بكار وعملية جل البحر وملاحم المرابطون على بوابة المتحف.  هذه هي الجغرافيا التي لن ننساها والتاريخ يشهد أنَّ تعاون وتكتُّل كل القوى كان صفعة في وجه العدو الإسرائيلي وكسرَ مقولة الجيش الذي لا يُقهر، من هنا ولّى عصر الهزائم، وبدأ عصر الانتصارات".

وتابع: "عندما جالوا في شوارع بيروت ينادون (يا اهالي بيروت لا تطلقوا النار علينا إننا راحلون)، وذلك بفضل سواعد الابطال والمناضلين والثوار في كل ساحات القتال ويكفينا شرفاً أننا دافعنا عن بيروت لتبقى سيدة العواصم. صدق القائد المعلم جمال عبد الناصر حين قال: (لا يقدر على دفع ضريبة الدم الا الذين يقدرون شرف الحياة). نعم يا ريس فنحن شباب بيروت إذ نقدّر غالياً شرف الحياة، ودفعنا غالياً ضريبة الدم لندافع عن عقيدتنا ومبادئنا وعروبتنا ولحماية وطننا من العدو  الاسرائيلي، وحقّقنا الانجازات  العسكرية والبطولات الوطنية واطلقنا شرارة المقاومة والنضال. وفي يومنا هذا نحن بأمس الحاجة للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والمذهبية كي لا يتاجَر بدماء ابنائنا، وان نبقى قوة موحدة ضد انظمة الاستعمار".

وأضاف "إنّنا في تكتل الجمعيات والروابط الاهلية اللبنانية والفلسطينية كنا وما زلنا وسنبقى ثوار وفدائيين على العهد والوعد اوفياء للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولن تنحرف  بوصلتنا عن فلسطين مهما تكالبت علينا الامم ومهما تكاثرت علينا انظمة الدول الرجعية والانهزامية والظلامية والاستكبارية والاستعمارية والامبريالية والصهيونية ومهما حاولوا ان يضعوا في طريقنا عوائق وموانع وحواجز، ونقول كما قال القائد المعلم جمال عبد الناصر (سوف نشق طريقنا فوق بحر من الدم وتحت افق مشتعل من النار)".

وألقى ابو العردات كلمة الثورة الفلسطينية، وجّه فيها التحية لبيروت شقيقة القدس ولشهداء المقاومة الوطنية والإسلامية ولشهداء الثورة الفلسطينية، ولكل المدافعين عن بيروت الذين صمدوا ٨٣ يومًا في وجه الاحتلال الصهيوني ليسطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء وليرغموا الاحتلال الصهيوني عن الانسحاب من اول عاصمة عربية احتلوها مذلولاً مكسوراً مندحراً.كما وجَّه التحية لابناء الشهيد ياسر عرفات ابو عمار ورفاقه الابطال الذين صمدوا مع إخوانهم اللبنانيين. مؤكّداً "نعم أنتم اهل الوفاء كنتم وما زلتم مع فلسطين بوصلتكم فلسطين ولم تبدلوا تبديلا".

واستطرد ابو العردات قائلاً: "عندما سأل أحد الصحافيين ابو عمار وهو يغادر بيروت (الى اين يا ابو عمار؟). قال الى فلسطين... الى القدس، وفعلاً ذهب الى فلسطين ليبني هناك الدولة الفلسطينية، واستشهد هناك وهو يرفع الراية كما ترفعون أنتم أعلام فلسطين وأعلام لبنان.. هذه الراية، والرايات ستبقى ترفرف بإذن الله لأن هدف الاحتلال كان هو كسر إرادة النضال والمقاومة.. كسر هذه العلاقات الاخوية التي عُمِّدت بالدماء ما بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.

اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى بعد مرور ٣٤ عاماً وارتكاب الاحتلال الصهيوني المجازر، مجزرة صبرا وشاتيلا التي أحييناها منذ ايام مع مناضلين أُمميين أتوا من ايطاليا واليونان وبلاد اخرى نحييهم من هنا لأن بوصلتهم فلسطين".

وختم بتوجيه التحية لشهداء الانتفاضة وللاسرى المناضلين الذين انتصروا على الاحتلال وأجبروه على كسر قرارته في الاعتقال الاداري والعزل الانفرادي والابعاد، ومنهم كايد والاخوين بلبول والطفلة براء التي استشهدت على الحاجز الصهيوني قبل ايام، ولأهلنا المرابطين الصامدين في القدس الشريف عاصمة فلسطين شاء من شاء وابى من ابى.

ثم ألقى العميد حمدان كلمة المرابطون حيث قال: "نقول للجميع، وليسمع الجميع ان هذا المخيم، مخيم عين الحلوة، وكل مخيمات الشتات هي مخيمات القومية العربية وفلسطين ولا وجود للبؤر الارهابية، وهذه البؤر الارهابية لن تستطيع أن تصمد امام عظمة الشعب الفلسطيني لذلك اقول للجميع نحن مطمئنون، والمخيمات بألف خير وأهلها بألف خير. لقد أثبت الشعب الفلسطيني بوعيه وإدراكه أنّه الاحرص على الأمن الوطني اللبناني وعلى الامن الوطني الفلسطيني، من كان يخطّط البارحة للفتنة، نقول له لقد سقطت مخططاتك وانتصر الشعب الفلسطيني وانتصر لبنان.

نحن اليوم نستذكر نضال ابناء بيروت ونضال اهلنا الفلسطينيين ابناء بيروت من كل القوى الوطنية دون استثناء. نستذكر هذا الصمود في اعتى هجمة من هجمات العدو التلمودي على ارض أُمتنا العربية كان هدفه بيروت، ولكن باذن الله وبقوة وسواعد المقاتلين اسقطنا ما كانوا يهدفون اليه".

ورداً على موضوع التوطين قال حمدان: "الجنسية الفلسطينية هي أشرف جنسية في العالم.. الجنسية الفلسطينية تشرّف العالم من هنا الى الأمم المتحدة".

بعدها قدَّمت فرقة الكرامة التابعة للكشافة والمرشدات الفلسطينية مجموعة من الدبكات التراثية واللوحات الوطنية، لينتهي بعدها الحفل بتكريم ثلة كبيرة من التنظيمات والأحزاب والروابط والجمعيات والشخصيات الوطنية والحزبية التي واجهت وتصدت للغزو الإسرائيلي.  وكان في مقدمة المكرمين سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثَّلاً بالعميد سمير أبو عفش، وحركة "فتح" ممثلة بأمين سرها في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، إلى جانب الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية، الجبهة الشعبية القيادة العامة، جبهة النضال، أنصار الله، حركة الجهاد الإسلامي، جبهة التحرير العربية، الجبهة العربية الفلسطينية، فتح الانتفاضة، جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حزب الاتحاد، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، اتحاد قوى الشعب العامل، الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، الاتحاد الاشتراكي العربي، التنظيم الناصري، حركة الشعب، نجاح واكيم ممثّلاً بالأخ عمر واكيم.