"نأسف..لقد قتل عن طريق الخطأ" بهذه البساطة أبلغت مخابرات الاحتلال والدي الشهيد مصطفى نمر سبب اطلاق النار عليه، وبذلك نفت روايتها الأولى والتي ادعت بأن الشابين حاولا تنفيذ عملية دهس ولم ينصاعا لأوامر التوقف التي أصدرها الجنود المتواجدين في مكان الحادث.

واستشهد الشاب مصطفى طلال نمر 27 عاماً، فيما أصيب علي تيسر نمر 25 عاماً، بعد ان اطلق الاحتلال النار باتجاه مركبتهما في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، ونفت العائلة منذ فجر أمس رواية الاحتلال بأنهما حاولا تنفيذ عملية دهس، حيث كان الطعام ( الخبر والبيتزا) داخل السيارة.

وأضاف طلال نمر – والد الشهيد- أن المخابرات الإسرائيلية في مركز شرطة "النبي يعقوب" في حي بيت حنينا، استدعته وزوجته الى المخفر، أخبرتهما بأن وحدة التحقيقات مع الشرطة الإسرائيلية (ماحش)، تجري تحقيقاتها مع الجنود الذين تواجدوا في مخيم شعفاط واطلقوا النار باتجاه المركبة، ولم يقوم ولم يحاول هو ورفيقه علي تنفيذ عملية دهس ضد الجنود فجر أمس.

وقال والد الشهيد :"ان الأسف من قبل المخابرات والمحققين لن تعيد ابننا مصطفى، ولن يعود الى المنزل مجددا، وللأسف لا قيمة لأرواح الإنسان لدى جنود الاحتلال، فهم يقومون بقتلهم لأسباب وحجج مختلفة... وكأنهم يصطادون العصافير."

وأضاف والد الشهيد:" لا يوجد أي حجة أو مبرر لقتل أبنائنا، وحتى اذا أمر الجنود المركبة بالتوقف لماذا يتم اطلاق الرصاص بشكل مباشر على الجهة العلوية

بقصد القتل وليس محاولة الاعتقال والسيطرة، ومن الممكن أن يكون علي "زوج ابنتي" قد ارتبك خلال محاولة توقيفه لأنه يقود دون رخصة لسيارة "مشطوبة" ، وكان من الممكن توقيفهم دون قتل أحدهم وإصابة الآخر".

وأضاف نمر:" يوميا نسمع عن حوادث مشابهة في المناطق الإسرائيلية، ويتم تحرير مخالفة للسائق أو اعتقاله كأشد عقوبة، لماذا يتم قتل أبنائنا بهذه الطريقة."

وأكد نمر أنه سيتابع قضية قتل نجله، لمعاقبة مطلقي النار من جنود الاحتلال من جهة، ولحماية الشبان الآخرين وعدم تكرار هذه الظاهرة من القتل الميداني المتعمد، مطالبا من المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية متابعة قضية نجله ،

وقال :"شهدنا خلال الأشهر الأخيرة حالات مشابهة لقتل ابني مصطفى تحت ذريعة "محاولة طعن أو محاولة دهس".

وحول تسليم جثمان نجله أوضح نمر ان مخابرات الاحتلال أخبرته بأنه جثمان نجله في معهد أبو كبير، وسيتم تسليمه لدفنه في مقبرة عناتا بعد تشريحه، دون أي تفاصيل اخرى عن الدفن.

من جهته أوضح عبد الله نمر أن محكمة الصلح الاسرائيلية مددت توقيف شقيقه المصاب علي نمر 25 عاماً، ليوم الخميس القادم، للتحقيق معه بتهمة "القيادة دون رخصة"، وحسب المعلومات المتوفرة للعائلة فإن القاضية طالبت من الشرطة تحويل نمر للعلاج حيث حضر الى المحكمة وهو مصاب ويعاني من أوجاع مختلفة.