أصبتِ بلا شك

نحن عجين الصخور وحبات التراب الضاحكة،
ونحن قطرات الماء المتدفقة بلا كلل
المتجمعة بدفء في بحر ونهر وبحيرة وعيون ودماء بنات وأبناء فلسطين منذ بدء الخليقة،
ونحن عبق الأزهار ذاتها منذ البدايات تتناسل بلا مضض،
ونحن ساق الزيتون الجسور وأغصان البرتقال الحليم،
نحن منها
فنحن وطء أقدام آلاف الأجداد لم ينقطعوا عن تقبيل أديم هذه الأرض ثانية
ونحن سماء الهدير الشاخصة بغضب نحو الأغراب
العامرة بالخير الأبدي والكرم
نحن عز الأيام وفترات النكوص
ونحن ثغاء الأغنام حين تقبل وتدبر بين الروابي وتحت الأشجار المتلحفة بغناء الطيور،
ونحن مقاعد الدراسة منذ القلم الاول
وكما كنا عجاج المعارك وصليل السيوف
كنا نهارات قيس وليلى الندية
وغضب أيام الحصاد الهزيلة
وفرح الأبنة الوليده
وشفق الحياة
وسطوع شمسها
نحن من زين السماء واشترى المصابيح لها
ونحن من خلط حليب الأمهات بصعيد النضال ورواية الكفاح
ونحن من اخترع رقة العشق السرمدي...للأرض
نحن من بادر وناجز وعاجز وأسهب واوجز
فكانت فلسطين عنوان واحد
وضمة عبير
وقصيدة آلاف الشعراء
وبندقية الفدائي الاول
ومخزون جراب الفارس
وحريق الأعداء
وسقيا المتلهفين
ونهايات الاماني
نحن الدرب والسبيل
ومقصد القوافي
فينا خلق الله العطاء
ومن أرضنا ألقى بظلال السلام على العالم.
نعم أصبتِ