عندما سمعت فوزي برهوم الناطق باسم حماس، يقول: "أن الوقود وصل إلى محطة الكهرباء في غزة، وصل فعلا إلى القطاع رغم تهديدات حسين الشيخ، فإنني تذكرت على الفور المثل الذي يقول: يكاد المريب أن يقول خذوني" والمريب هنا هو فوزي برهوم العضو الرئيس في جوقة الضجيج والشتائم والأكاذيب الحمساوية، هذه الجوقة تنسى اليوم ما قالته أمس، وترقص فرحا كما بكت منه أمس، وتلعن الشيطان الذي قالت عنه قبل قليل انه الرحمن!!! لكن لا أريد اليوم أن أناقش موضوع جوقات حماس، فأكثر من يعرف أن لا مصداقية لها هي حماس نفسها، ولكن أريد الحديث عن مآزق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعودنا عليه وهو يلصق على شفتيه ابتسامة زائفة، ويتظاهر بأنه "لن يحدث شيء لأنه ليس هناك شيء" فملامحه يوم الجمعة قبل الماضية حين انتهى من جولة التحقيق الثانية عشرة، كانت مضطربة، وكانت ملامح زوجته سارة الخارجة من المحكمة يوم الأحد الماضي تعكس مدى الخوف من المصير، فكيف يخرج من المآزق؟ هل بحرب رابعة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ هل بمزيد من التحرش بالخان الأحمر الذي تنصحه جهات كثيرة بألا يتورط؟ هل بالذهاب فعلا إلى انتخابات مبكرة على خلفية إنهاء الخلافات داخل الائتلاف الحاكم بإسرائيل؟ مع العلم أن أعضاء هذا الائتلاف الإسرائيلي لا يرعبهم شيء أكثر من فقدان حقائبهم الوزارية، خاصة أن العديد منهم متنمر ضد الآخر ولكن ليس إلى حد المقامرة بحقائبهم الوزارية.

الحسابات كثيرة ومتناقضة أمام نتنياهو وأعضاء ائتلافه، خاصة أنهم يواجهون أوضاعا مستجدة على صعيد الخصم الأكبر، وهو القيادة الفلسطينية المتوحدة مع شعبها في حالة غير مسبوقة، وتستعد في نهاية هذا الشهر لرسم المشهد بأولويات جديدة من أبرزها فك العلاقة مع إسرائيل سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وتعليق الاعتراف بإسرائيل ما دامت إسرائيل طافية على موجة ترامب، ولا تلتزم بما يجب الالتزام به، وهو أولا الاعتراف بدولة فلسطين، خاصة أن التسريبات التي كان يروجها الاسرائيليين حول تغير عربي لصالحهم بشأن القضية الفلسطينية لم يحدث، بل أن الموقف الفلسطيني الواعي جدا والشجاع جدا الذي بلوره الرئيس أبو مازن، تحول إلى رافعة عربية وإسلامية ودولية، وان الخطوات غير المحسوبة من نتنياهو قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة أن العالم كله يرصد حالة مهمة من الانجاز الوطني والسياسي والأمني في الحالة العربية، مثل نجاحات مصر على كافة الأصعدة وخاصة قرار إلحاق الهزيمة للإرهاب في سيناء وامتلاك سوريا للصواريخ "اس - 300" من روسيا، أو التقدم النوعي في العراق في انتخاب رئيس للوزراء ورئيس للجمهورية، وكل نقاط التقدم الأخرى في الموقف العربي، والنهوض الجديد من قبل المجتمع الدولي بشأن حل الدولتين.

الصغار البائسون مثل حماس يحاولون ترتيب أوراقهم ولكن المجالات ضيقة والوسائل مخيبة مثل الثرثرة التي أدلى بها فوزي برهوم أو الحديث الصحفي الذي تورط فيه يحيى السنوار لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنه لا يريد الحرب مع إسرائيل، وكأن إسرائيل من عادتها أنها تستأذنه! لكن كل من يهرب من أولويات شعبه وفي مقدمتها المصالحة ويصور هذا الهروب كما لو انه انجاز كبير سيجد نفسه يتسول أمام أعدائه لعلهم يعطونه شيئا.