ما تتحدث عنه وسائل الإعلام العبرية أنَّ موجة من العنف ستندلع في الضفة الغربية بعد خطاب الرئيس أبو مازن يوم 27 من الشهر الجاري، يدل أنَّ هناك مخطط إسرائيلي لنشر الفوضى في الضفة الغربية واتهام القيادة بالتسبب في اندﻻعها أو عدم السيطرة عليها، وتوجيه تلك المظاهرات لتحمل شعارات ضد السلطة الوطنية الفلسطينية تحقيقًا لتهديدات كوشنر وغرنبيلات لتقويض السلطة وإغراقها في مشاكل داخلية، وفي نفس الوقت أبعاد اﻻنظار عن قطاع غزة وإشغال الرأي العام بمستجدات ساخنة.

القيادة ليست بعيدة عن توقع وإبعاد هذا المخطط العدائي الصهيوأمريكي وبالتالي على الجميع أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على الاستقرار وعدم الانجرار خلف السيناريوهات العبرية.

وهنا يبدو السؤال منطقيًا حين يكون كالتالي: كيف يمكن الحفاظ على الاستقرار في ظل وجود العدوان والاستيطان؟!.

الجواب وطنيًا يمكننا قراءته من التاريخ، حيث يتفق الكل الوطني وحتَّى في أوج الاختلافات على مواجهة العدو المشترك، ففي معاركنا بالجنوب اللبناني، كلَّما اشتد الخلاف الفلسطيني كانت هناك وحدة في مواجهة الحرب الإسرائيلية أو حتَّى صناعة اشتباك ومواجهة مباشرة مع الاحتلال وفي انتفاضة الأقصى كان الجميع يتوحد في الدفاع عن المدن والقرى لصد الاجتياحات الإسرائيلية، واليوم في ظلّ المسيرات الموجهة - ضد السلطة والقيادة - في محاور بالضفة الغربية ومراكز بعض المدن، كانت المقاومة الشعبية في كفرقدوم والخان اﻻحمر ومناطق التماس، كفيلة بإخماد تلك المسيرات الموجهة والتي تستنزف السلطة وتريح الاحتلال، وبالتالي هناك فرق بين الحفاظ على الاستقرار المقصود به أن يدفع الاحتلال ثمن استمرار احتلاله وبين إشعال المقاومة الشعبية ضد الاعتداءات الاحتلالية على الجغرافيا والتاريخ والهوية والحق الفلسطيني، وهكذا يمكن تعريف الصمود المطلوب تعزيزه وإخماد الفوضى الموجهة ضد القرار الفلسطيني، وأيضًا مواجهة كل التحديات والمخاطر المحدقة بقضيتنا وشعبنا وثوابتنا ووجودنا.