الغيبوبة الحمساوية...في الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية تحديات التصفية والعداء السافر الفاجر والمعلن من قبل الإدارة الأمريكية، والذي كنا ننتظر فيه موقف مسؤول من قبل القيادة الحمساوية يساهم في إنهاء الانقسام والذي أنتجه الانقلاب في عام 2007 من قبل حركة حماس، وإطلاق على الحدث اليوم كيوم فتح مكة، والتحرير الثاني لغزة، وفي الوقت الذي كشرت فيه الإدارة الأمريكية عن أنيابها من التصريح بإزالة القدس من طاولة التفاوض وذلك من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني ضاربة بعرض الحائط الأصوات الرافضة والمنددة بهذه الخطوة، وتلاها وقف الدعم المقدم من قبل الولايات المتحدة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، والتي أنشئت بقرار أممي من قبل الأمم المتحدة تعويضًا عن القرار الظالم 181 في1947 بتقسيم فلسطين، تمهيدًا لشطب حق العودة بإنهاء قضية اللاجئين، ووقف كل أشكال الدعم ، ووقف العلاقات والاتصالات من منظمة التحرير، وعدم التجديد السنوي لمقر المنظمة في واشنطن، وصولاً إلى الإلغاء، ومن ضمن هذه الخطوات التي تستهدف ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية للخضوع والانخراط فيما أطلق عليه صفقة القرن تحقيق كل المطالب الصهيونية ، وإحالة كافة الحقوق الفلسطينية للتفاوض، أي بمعنى رهن الحقوق الفلسطينية بإرادة الاحتلال، وأخر هذه الخطوات حرمان المؤسسات الطبية الفلسطينية بالقدس من الدعم المقرر من قبل الإدارة الأمريكية والبالغ 25مليون دولار بمبرر حقير ومهين للإدارة الأمريكية بأن يتم توجيه الدعم بما بخدم المصالح القومية الأمريكية، والإفصاح بلا خجل بأن هذه الإجراءات العقابية بسبب رفض القيادة الفلسطينية الانخراط في عملية السلام التي أطلق عليها من قبل المروجين لها بصفقة القرن........وبدلًا من أن تخرج علينا قيادة حماس بإنهاء والتغلب على كافة العقبات والمعوقات التي تحول دون انجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام التي مضى عليها ما يزيد على عقد من الزمان دون حلحلة، والغريب أن يأتي التصريح على لسان محمود الزهار وباسم المجلس التشريعي وبعد مرور 25عامًا على توقيع اتفاقية أوسلو، التي أنتجت المجلس التشريعي الذي يتكلم باسمه الزهار، والذي بموجب هذه الاتفاقية خاضت حماس انتخابات2006 وبموجب ما ادعى انه الأغلبية لها قامت بانقلابها في2007، وتتحدث عن شرعية وجدها في الحياة السياسية الفلسطينية، وحق تمثيلها للشعب الفلسطيني متجاوزة الاعتراف العربي والدولي عبر رحلة الدم والمعاناة مع الأشقاء قبل الأصدقاء، والأعداء بان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الذي بموجبه استقبل الشهيد الرمز أبو عمار في الأمم المتحدة (الجمعية العامة) متحدثا باسم الشعب الفلسطيني رافعا الغصن الأخضر وبندقية الثائر، ومن قبلها ذهبت الجمعية العامة إلى المقر الأممي في جنيف بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة الدخول، والحصول على تصويت128 عضوًا في الجمعية العامة لصالح فلسطين عام 2012، بالإضافة إلى التصويت الكاسح من الجمعية العامة ضد الاستيطان، وضد القرار الأمريكي بأن القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني، وإذ بالزهار يطالب بحل المنظمة ومحاكمة من وصفهم بالمجرمين الذين وقعوا أوسلو، ومن الزهار يحيى سنوار الذي صرح عند توليه منصبه القيادي في حماس بأنه أن يسمح بوقف مسيرة المصالحة بل هدد كل من يقف في طريق المصالحة، وبعد قام بخطوة خلط الأوراق وتوجيه الاتهامات والنكوص على كل ما تعهد به......هل حان الوقت الذي تحقق فيه حماس ما عجز عنه الكيان الصهيوني ومن يدعمه ويناصره،،،؟! إنها الغيبوبة الحمساوية مثل الوثيقة المشهورة التي لم نعرف حتى ألان لمن كانت هذه الرسالة هل هي للشعب الفلسطيني صاحب الحق الأصيل في تقييم كل خطوة وكل إجراء، وما هذا الانفصام في الشخصية الذي تعانى منه حركة حماس حيث استفادت بكل ما أفرزته أوسلو وفي ذات الوقت يهاجمون من وقعها ويطالبون بمحاكمته. ويمارسون كل ما يصفونه بالخطايا الفتحاوية، والسلطوية وفي ذات الوقت يمارسون وينفذون ذات الممارسات التي اعتبروها من المحرمات التي ارتكبتها فتح التي أعدت من المحرمات ولكن عند تأتيها حماس فهي حلال...، أيهما حماس...مشعل أم هنية اوسنوار، وإلا أخير الزهار سؤال سيظل معلقًا في رقاب قادة حماس ومن يحركهم والإجابة عليه ستفك كثير من الطلاسم، وتجيب على كثير من الأسئلة التي ستساهم في رفع الغمة عن أعين الكثيرين الذين مازالوا لا يرون الصورة على حقيقتها.