من رام الله إلى غزة هاشم إلى الأردن وصولاً إلى لبنان، موقف رسمي وشعبي فلسطيني واحد، التضامن والوقوف إلى جانب وكالة الغوث، حفاظاً على حق العودة بصفتها الشاهد الحي على نكبة الشعب الفلسطيني.
رفضاً للقرار الأمريكي بوقف المساعدات لوكالة الغوث الذي يحمل في طياته شطب القضية الفلسطينية وفي مقدمها إلغاء حق العودة، والذي سبقه إعلان معتوه العصر الأمريكي ترامب القدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، دعت منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان إلى وقفات تضامنية مع وكالة الأونروا ودعماً لحق العودة، تزامناً مع وقفات تضامنية في رام الله وقطاع غزة والأردن، وذلك أمام مكاتب مدراء مخيمات بيروت، قبيل ظهر الإثنين 2018/9/10.
شارك في الإعتصامات ممثلو القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية، وعضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد عبد الفتاح ناصر، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت والمخيمات، ودائرة شؤون اللاجئين في لبنان، ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، ورجال دين وأئمة مساجد، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية؛، وأهالي المخيمات، ونازحي مخيمات سوريا.
هذا ورفع المشاركون اللافتات المنددة بالقرار الأمريكي، وآخَرُ تعلن التمسك بالأونروا والمطالبة بتقديم التمويل اللازم لاستمرار عملها.
ففي مخيم شاتيلا تمَّ التواصل بين رام الله وغزة ومخيم شاتيلا بنقل مباشر، حيث ألقى أمين سر اللجان الشعبية في لبنان عضو قيادة حركة "فتح"-إقليم لبنان أبو إياد الشعلان، كلمة جاء فيها: "إن المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى بصفقة العصر والتي أطلقها الرئيس الأمريكي باعترافه بالقدس عاصمة دولة العدو الصهيوني، ونقل سفارته إلى القدس ومن ثم إعلانه عن وقف تمويل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث طالب المجتمع الدولي بوقف خدمات الوكالة والتي تهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين وحقهم في العودة، إننا نقول لترامب وأعوانه، حق العودة حق مقدس وثابت، لا يسقط إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وإن وكالة الغوث باقية كما نصت عليها بنود قرار الأمم المتحدة رقم 302 الخاص بانشائها".
وتابع قائلاً: "إن أزمة وكالة الغوث تحظى باهتمام القيادة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومتابعة من قبل السيد الرئيس أبو مازن، وقد شكلت لجنة متابعة للازمة مكونة من ستة أعضاء من اللجنة التنفيذية التي تبنى خطة عمل تم إقراراها من المجلس المركزي للتحرك على المستويين الدولي والجماهيري، بهدف مواجهة الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية وإفشالها، ولحشد التمويل الكافي والمستدام، لدعم موزانة وكالة الغوث، وللتعويض عن المساهمات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة".
واستطرد الشعلان قائلاً: "إن أهمية الجهود الجماهيرية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لمواجهة استهداف القدس واللاجئين، ليكون الرد الشعبي على مستوى التحدي خلال هذا الشهر".
وأضاف: "إن انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، بحضور المفوض العام للأونروا، يتبعه مؤتمر دولي لمناقشة أزمة الأونروا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية أيلول الجاري يتطلب مضاعفة جهود الدول المانحة بالدعم السياسي والمالي للمنظمة الأممية ومهامها وموظفيها والخدمات الحيوية المقدمة للاجئين الفلسطينيين".
ولفت الشعلان إلى أن مخطط اسرائيل الرامي إلى إخلاء التجمعات البدوية الفلسطينية المحيطة بالقدس التي يصل عددها الى 46 تجمع في مسعى اسرائيلي، لإنهاء الوجود الفلسطيني، وتكريس احتلالها وإقامة دولة يهودية عرقية، تبدد المسعى الدولي لحل الدولتين.
وأشار إلى أن محاولة اسرائيل ترحيل 40 عائلة من عرب الجهالين في تجمع الخان الأحمر البدوي من أراضيهم، وتدمير بيوتهم، هي جريمة بحق الإنسانية، وإرهاب دولة منظم، وإعلان حرب مفتوحة على الفلسطينيين.
وطالب الشعلان المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على جرائمها التي ترتكب بحق شعبنا، وتوفير الحماية الدولية، والزامها بالإنصياع لقواعد القانون الدولي، ووقف سياستها الإستيطانية وممارساتها العنصرية والعرقية تجاه شعبنا، والإقرار بحقوق شعبنا التي أقرتها الشرعية الدولية، وتمكينه من تجسيد سيادته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، طبقًا للقرار 194.

وألقت السيدة فريال كيوان مدير خدمات مخيم شاتيلا كلمة قالت فيها: "نشكر جميع شركائنا والدول المضيفة والمانحة لمساندتنا في هذه الأوضاع الصعبة، إننا نعبر عن أسفنا العميق من اعلان الولايات المتحدة عدم تقديمها التمويل لوكالة الأونروا بعد عقود من الدعم المالي القوي، سوف نستمر بتقديم الخدمات والالتزام تجاه اللاجئين الفلسطينيين ونعمل رغم التحديات".
وتابع: "الأونروا ستواصل بمزيد من التصميم حشد الدعم مع الشركاء الحاليين، ودول أخرى جديدة، وهي ملتزمة بتطبيق الولاية التي منحت لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستظل تدافع عن كرامة لاجئين فلسطين، ونطالب بايجاد حل عادل ودائم لمحنتهم"، وتوجهت بالشكر للطاقم التعليمي، وموظفي الوكالة لتفانيهم وتضحياتهم ووقوفهم إلى جانب الأونروا.
وفي مخيم برج البراجنة ألقى مسؤول المتابعة المركزية في اللجان الشعبية ناصر الأسعد كلمة الفصائل الفلسطينية، جاء فيها: "من وعد بلفور المشؤوم عام 1917 إلى قرارات ترامب المشؤوم 2018 مئة عام من النضال المستمر على مساحة فلسطين، كل فلسطين، غادر بلفور المشهد وبقيت فلسطين وشعب فلسطين القضية، وسيغادر ترامب والإدارة الأمريكية الصهيونية المشهد، وستبقى فلسطين وشعب فلسطين القضية لتحقيق الحلم بالتحرير والعودة".
وتابع قائلاً: "نجتمع اليوم في مخيم الشهداء، في مخيم برج البراجنة، لنؤكد ونقول بإسم فصائل الثورة الفلسطينية في لبنان واللجان الشعبية، بأن أساليب الضغط والإبتزاز التي تمارسها الإدارة الامريكية وحلفاؤها لتحقيق مآرب سياسية، لن تنال من إرداة شعبنا العربي الفلسطيني وصمود، ونضاله العادل من تحقيق كامل حقوقه المنصوص عليها في مواثيق وقرارات الشرعية الدولية".
وطالب المجتمع الدولي بأكمله بضرورة التعبير عن رفضه وإدانته للقرار الأمريكي، والقيام بخطوات عملية لسد العجز المالي الذي أحدثه قطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا، واعتبر أن القرار هو عدوان على الشعب الفلسطين، ومكملاً لقرار ترامب، بإعتبار القدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها .

واستطرد الأسعد قائلاً: "قرار ترامب والإدارة الأمريكية هي محاولة لإنهاء حق العودة، وهو الحق الثابت إلى جانب الحق في القدس وحق كل فلسطين، وكالة الأونروا تعبر عن المسؤولية السياسية الخولة إليها من الأمم المتحدة تجاه اللاجئ الفلسطيني وفق القرار 181 الصادر عام 1947 الذي أعطى بموجبه شرعية مزيفة بوجود الكيان الصهيوني، وتسبب بطرد وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني، أصبح عددهم ستة ملايين مسجلين في سجلات الوكالة، لذلك يجب أن تستمر وكالة الأونروا بتقديم خدماتها إلى حين العودة.

وتابع: "الأزمة حتمًا سياسية وليست مالية، والعجز المالي حوالي 217 مليون دولار هو مبلغ زهيد جدًا لذلك استهداف الأونروا له علاقة مباشرة بجوهر القضية الفلسطينية، وليس فقط بقضية اللاجئين، فالاستهداف سياسي بأعلى مستوياته، ومن هنا نقول، من مخيم برج البراجنة وكل مخيمات الشتات والتجمعات الفلسطينية لا يستطيع أحد، مطلق أحد أو جهة أن يشطب حق العودة سواء بوجود الأونروا أو بغيابها هذا الحق محميّ:

أولاً: بارادة الملايين من اللاجئين الذين حافظوا عليه رغم مرور سبعة عقود على النكبة.

ثانيًا: محمي وفق القوانين والقرارات الدولية ومنها قرار 194 الصادر في شهر كانون الأول 1948 أي قبل انشاء الأونروا بسنة كاملة في كانون الأول 1949 .
ثالثًا: محمي أيضًا بالمادة 5 من اتفاقية القضاء على كافة التمييز العنصري 1969 ومن المادة 12 من العهد الدولي من الحقوق المدنية والسياسية (1979) وعشرات من القرارات الدولية .

رابعًا: محمي أيضًا بعشرات آلاف الشهداء، وآلالاف من الجرحى والأسرى والنبض الحي فينا على ما تقدم فإن لهذا الشعب العظيم على مدى سنوات نضاله الطويل كانت لديه قيادة أرواح شهداء على طريق فلسطين، وما تنازلت وما فرطت، وما خانت من الرمز ياسر عرفات شهيد التفاصيل والعناوين وكل فلسطين إلى الرئيس أبا مازن صاحب الصوت المدوي، لا وألف لا لسياسات الإدارة الأمريكية وصفقات ترامب وقراراتها العنصرية بحق فلسطين وشعب فلسطين.

وتابع: "في هذا السياق ونحن إذ نشيد بالرسالة التاريخية للمفوض العام بيير كرينبول الموجهة للاجئين الفلسطينيين، أكد فيها أن لا أحد يستطيع نزع صفة لاجئ عنهم، وأن وكالته ستواصل تقديم خدماتها، وأن رسالة المفوض وضعت النقاط على الحروف، عندما أكد أن اللاجئين الفلسطينيين لهم حقوق بموجب أحكام القانون الدولي، كما أن كلمة المفوض العام قد كشفت حجم المؤامرة التي تحاك على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وأن قرار الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات المالية ليس له أي علاقة بعملية الإصلاح، وأن هذا القرار سياسي بامتياز، يهدف إلى إنهاء عمل الوكالة، وتصفية قضية اللاجئين، نحن أصحاب حق وسوف نظل شامخين ندافع عن حقوقنا".
وفي مخيم مارالياس ألقى أمين سر اللجنة الشعبية في بيروت أبو عماد شاتيلا كلمة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، فقال: "تشهد الأونروا التي تأسست عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أزمة غير مسبوقة في ظل استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي الإمريكي على الشعب الفلسطيني، الذي يستهدف حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمها حق العودة، ومحاولة تمرير صفقة القرن".
وتابع: "إن قرار الإدارة الأمريكية العدواني الجائر بوقف الالتزامات المالية لتمويل الأونروا، هدفه التصويب على قضية اللاجئين، واستهداف حق العودة، نظرًا لما تمثله هذه المؤسسة الدولية من تجسيد المسؤولية الدولية والالتزام السياسي والقانوني للمجتمع الدولي، تجاه قضية اللاجئين وحقهم في العودة وفقًا للقرار 194".
وأضاف: "إن صفقة القرن الأمريكي التي تلبي مصالح الاحتلال الإسرائيلي، سوف تتحطم على صخرة صمود شعبنا ووحدته في الميدان وتضحياته ونضالاته، بمسيرات العودة في قطاع غزة الباسلة، وفي انتفاضة الشباب، وهبّة القدس، وحراك شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 وحركة اللاجئين دفاعاً عن حقهم في العودة، وستتحطم كافة المشاريع التصفوية الإسرائيلية الأمريكية".
وقال: "إننا في مخيم مارالياس وأهالي وفصائل ومؤسسات نستنكر وندين عدوان الإدارة الأمريكية على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، ونؤكد على التمسك بالأونروا وخدماتها وبالقرار 194 ونحيي مواقف وجهود الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا، والدول المضيفة، ولاسيما الموقف الرسمي اللبناني، وكل الدول التي عبّرت عن دعمها ومساندتها للأونروا ورفضها للسياسة العدوانية الأمريكية، ونطالب بمضاعفة الجهود لتأمين التمويل والايفاء بالالتزامات المالية والسياسية تجاه وكالة الغوث وخدماتها إلى حين تأمين الحل العادل لقضية اللاجئين بتحقيق العودة تطبيقًا للقرار رقم 194 نقيضًا لكل مشاريع التوطين والتهجير والتشتيت المرفوضة فلسطينيًا".
وفي هذا السياق نجدد الدعوة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها القادمة إلى اعتماد موازنة ثابتة للأونروا أسوة بالمؤسسات والمنظمات الدولية الأخرى، كي لا تبقى هذه المؤسسة عرضة للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي.
وندعو الأخوة المجتمعون في عمان اليوم لبحث البدائل للموقف الأمريكي، ونشد على أيديهم لأخذ قرارات منصفة، وندعوهم لإدانة الموقف الأمريكي الذي يصب في مصلحة اسرائيل وخدمة لأهدافها.
وأخيرًا نوجه التحية للمفوض العام، ومدراء الأقاليم في الأونروا، لوقفتهم مع حق الشعب الفلسطيني في بقاء الأوةنروا وخدماتها، لانجاز الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها هذه الوكالة، ونوجه التحية إلى الشعوب والدول الممولة التي ترفض الانصياع إلى التوجهات الأمريكية.
بقلم: حسن بكير