بدعوةٍ من اللجان الشعبية في منطقة صيدا، وتمسكًا بالأونروا وحق العودة ورفضًا لسياسة ترامب الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى بصفقة القرن، اعتصمت الجماهير الشعبية الفلسطينية أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في عين الحلوة اليوم الاثنين 2018/9/10.

شارك في الاعتصام قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء أبو عرب، وأمينة سر المكتب الحركي للمرأة في لبنان زهرة ربيع، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، ومسؤول الارتباط في الأمن الوطني سعيد العسوس، وأعضاء قيادة منطقة صيدا، وممثلي فصائل العمل الوطني، واللجان الشعبية، ولجان الأحياء والاتحادات، والأخوات في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية .

قدَّم الخطباء محمود أبو سويد الذي أكد أن "م.ت.ف" هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي قد وجدت لتبقى رافعة للمشروع الوطني.

كلمة "م.ت.ف" ألقاها العميد شبايطة أشار فيها إلى أن الأونروا وجدت لتبقى حتى العودة، ومنوهًا بأن وجود الأونروا يرتبط بتنفيذ القرار 194 الذي يؤكد حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، مؤكدًا على البعد السياسي من قبل الدول التي اعترفت بإسرائيل متناسية الطرف الآخر وهو الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشيرًا أن أبرز تلك الدول أميركا وبريطانيا.

كما أشار إلى البعد الإنساني والالتزام الأخلاقي اتجاه الشّعب الفلسطيني الذي حُرم من أرضه ووطنه وتحويله إلى شعب لاجئ. مؤكدًا أن خطوة ترامب جريمة مع سبق الإصرار بحق الشعب الفلسطيني والعالم، منوهًا إلى ترامب وإدارته بوقف تمويل الأونروا الذي يعتبر انتهاك للقانون الدولي والالتزام الأخلاقي، كما نوّه أن تلك الخطوة الأحادية تعبر عن جنوح تلك الإدارة نحو الفاشية والتطرف وتهديد السلم العالمي، واعتبر القرار الترامبي عملاً عدائيًا يستدعي التصدي لتلك الصفقة التآمرية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد أن هذه الجريمة تمثل جوهر المشروع الصهيوني، وأردف أن كل الضغوطات لن ترهبنا ولن نستسلم، وأن لا حل إلا الحل الفلسطيني الوحيد مبادرة الرئيس أبو مازن الذي يدعو إلى مؤتمر دولي والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

وتابع: "لا دويلة في غزة ولا مطار وميناء خارج السيادة الفلسطينية"، وحيا شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الرمز الخالد أبو عمار والحرية للأسرى .

كلمة اللجان الشعبية ألقاها سمير الشريف أشار فيها إلى الحكاية الفلسطينية وأبشع جرائم العصر التي تلت الحرب العالمية الثانية في معاناة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه ووطنه، وأن التمسك بالأونروا حق سياسي أجمع عليه العالم معترفًا بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على تراب وطنه.

وأضاف: "إن مشروع صفقة القرن يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وفق المعايير الأميركية الإسرائيلية وتمريرها في سياق الفوضى العربية أو ما يسمى بالربيع العربي وانشغال العرب عن القضية المركزية".

وتحدث عن الانقسام الفلسطيني الذي ينخر المشروع الوطني الفلسطيني، وحيا بإسم اللجان الشعبية كل الرافضين للانصياع للضغوط الأميركية، ومسؤولي الأونروا على موقفهم الرافض لقرارات ترامب، داعيًا جامعة الدول العربية لعقد مؤتمر لاتخاذ موقف إلى جانب الشعب الفلسطيني .

تلاه كلمة مدير خدمات الأونروا في مخيم عين الحلوة عبد الناصر السعدي الذي نوه إلى الخطر الذي تمر فيه الأونروا نتيجة العجز في ميزانيتها على خلفية القرار الأميركي وقف تمويلها، مشيرًا إلى أن قرار ترامب له علاقة بتوتر العلاقات الفلسطينية الأميركية في إعقاب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منوهًا بأن القرار السياسي تحدٍ للمجتمع الدولي، وأن الأونروا ملتزمة الحيادية والمسائلة والانضباط، مشيراً إلى ما يبذله مفوض العام للأونروا لضمان عودة الطلاب اللاجئين الفلسطينيين إلى مدارسهم.

واختتم كلمته مقتبسه عن المفوض العام للأونروا السيد بير كرنبول، موجهاً التحية للاجئين الفلسطينيين وقال لهم: "لن نخذلكم إن شراكتنا معكم أقوى من أي وقت مضى وإن كرامتكم لا تقدر بثمن".