دعا إلى توفير قدر أكبر من الحماية للمدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والصحي في مناطق النزاع

دعا المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، إلى توفير قدر أكبر من الحماية للمدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والصحي في مناطق النزاع.

وأشاد ماكغولدريك في بيان له اليوم الجمعة، لمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف الأحد (19 الجاري)، بالعاملين في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الذين دأبوا على مواجهة المخاطر التي تطال شخوصهم والاعتداءات التي تمسّ كرامتهم، وهم يواجهون نفس الظروف التقييدية التي تسبّب الأزمة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأُعرِب ماكغولدريك عن تقديره الخاص للعاملين في المجال الصحي في قطاع غزة، الذين ما يزالون يبذلون جهودًا بطولية، منذ يوم 30 آذار الماضي ، في سبيل معالجة المصابين خلال المظاهرات على امتداد السياج الحدودي مع إسرائيل. وقال انه "يشعر بالحزن حيال مقتل ثلاثة فلسطينيين من العاملين في المجال الصحي في هذا السياق وانه مستاء جدا من إصابة اكثر من 370 آخرين، والذين خاطروا بحياتهم وهم يحاولون إنفاذ حياة غيرهم من الفلسطينيين."

وأشار إلى انه جرى تحديد مليونيْ فلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة على أنهم في حاجة إلى تدابير فعالة لحمايتهم خلال العام 2018، وذلك بسبب تعرُّضهم للنزاع والعنف، وتهجيرهم أو تقييد وصولهم إلى سُبُل عيشهم والخدمات الأساسية.

واضاف: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بدا غياب الحماية جليًّا خلال الأعمال التي هدّدت المدنيين في قطاع غزة وجنوب إسرائيل مرة أخرى. ونتيجةً لذلك، فقد شهدنا منذ يوم 1 تموز مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين، من بينهم أم حامل وطفلتها وهما نائمتان في سريريهما في غزة، وإصابة فتاتين إسرائيليتين بنيران الصواريخ في سديروت، وهما من جملة 100 مدني فلسطيني وما يقرب من 30 إسرائيليًا أصيبوا بجروح. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن العالم الخارجي تحجَّر شعوره أمام هذه المأساة التي تتكشف فصولها".

وذكر ماكغولدريك بان المدنيون في غزة ما يزالون يحاولون النهوض من آثار حالات التصعيد السابقة والتعافي منها. وما ينفكّ 17.700 فلسطيني مهجَّرين بسبب الأعمال القتالية التي شهدها العام 2014 وحدها. وقال "مما يبعث على القلق أنه على الرغم من الأدلة الموثوقة التي تشير إلى الانتهاكات الخطيرة التي وقعت على القانون الدولي خلال حالات التصعيد المذكورة، فما تزال المساءلة لصالح الضحايا أمرًا بعيد المنال".

ولفت إلى أن شواغل الحماية ما تزال قائمةً في الضفة الغربية كذلك، حيث يواجه العديد من الفلسطينيين في المنطقة (ج)، والقدس الشرقية والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، السياسات والممارسات المرتبطة بالاحتلال، والتي تحرمهم من حقوقهم وتولّد الضغط عليهم لكي يرحلوا من تجمّعاتهم. وعلى وجه الإجمال، فقد باتت الحماية المتاحة للفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة تتضاءل عامًا بعد آخر، مما يؤدي إلى بروز نمط يشهد تزايُد الاعتماد على المساعدات الإنسانية على نحو يصعب عكس اتجاهه.

وقال ماكغولدريك: "في اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي نحتفي به هذا العام، أدعو جميع الجهات الفاعلة لضمان قدرة العاملين في المجال الإنساني على مزاولة عملهم بما يتواءم مع المبادئ الإنسانية وبعيدًا عن القيود والمضايقات"، داعيا إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

وأضاف: "أضمّ صوتي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في دعوته التي وجّهها إلى الدول لإجراء تحقيقات ذات مصداقية وفعالة في الادعاءات المتعلقة بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وإخضاع مرتكبيها للمساءلة.

يذكر أن اليوم العالمي للعمل الإنساني، هو مناسبة سنوية تخصّصها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لرفع وعي حول ملايين الناس الذي يعرّضون أرواحهم للخطر من أجل تقديم الغذاء والمياه وغيرها من المساعدات للناس الذين هم في حاجة ماسّة إليها في النزاعات، وفي الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى.