سيكتشف أشقاؤنا في المملكة الاردنية الهاشمية - ونحن على يقين من ذلك - أن كل التفريخات والمسميات الإرهابية التي ارتكبت الجرائم ضد الانسانية في الأردن قد خرجت من رحم جماعة الاخوان المسلمين، وفي أبسط الأحوال من تحت عباءة الجماعة ولكن بتعاميم ومفاهيم وتوجهات لضرورة التمايز، فهؤلاء الذين استغلوا تسامح المملكة لن يتورعوا عن ضرب أمنها عندما تأتيهم الأوامر من الخارج، أو لابتزاز الدولة عبر ضرب ركائز الأمن فيها ، ولعل نظرة سريعة على كيفية تحول جماعة الاخوان في مصر الى جماعات منظمة مسلحة دموية تحارب الدولة في سيناء تحت مسميات عدة، ستفيد جميع المعنيين في البحث عن أصول الجريمة والهمجية التي يتبناها الارهابيون المجرمون للوصول الى مبتغاهم.
نحن واثقون أن العقلية الاستراتيجية لدى القيادة في المملكة ستمكنها من استكشاف خيوط المؤامرة على أمن واستقرار وسيادة المملكة، فإن ما حدث أخطر من مجرد عملية لمجموعة إرهابيين هدفت لإلحاق خسائر بجنود وضباط الأمن الأردني المميزين، فالجريمة في توقيتها ومكانها بالنسبة للاردن، وكذلك بالنسبة لنا هنا نحن في فلسطين، لا يمكننا إلا القول إن نهاية خيطها معقودة عند الموساد الاسرائيلي.
نثق جيدا بقدرات وشجاعة قادة ورجال الأجهزة الأمنية في المملكة الاردنية الهاشمية، كثقتنا بوعي المسؤولين والسياسيين فيها، خاصة وأنهم اثر كل مرة يغدر المجرمون بشعب المملكة، نلاحظ سرعة الرد من الأجهزة الأمنية، ما يعني بالنسبة لنا طبيعة العلاقة المميزة والمفتوحة بلا حدود بينها وبين الجماهير التي تسهل وتوفر المعلومات الأولية اللازمة لمحاصرة الخلايا الارهابية الاجرامية والقاء القبض على عناصرها أو قتلهم بعد ابتدائهم بإطلاقهم النار على جنود الأمن والقانون.
المعلومات التفصيلية التي ستبث لاحقا وبالتدريج، ستبين للمواطنين الاردنيين المستفيد من زعزعة أمنهم واستقرارهم وبث الرعب في نفوسهم، وتسعى لإغراقهم في موجات تسونامي داعش الهمجية المهزومة في العراق وسوريا، كما ستكشف للفلسطينيين حجم المؤامرة المدبرة في الخفاء لمنعهم من الاتكاء على المملكة الاردنية الهاشمية كعمق استراتيجي، وسند قوي رسمي وشعبي، وقانوني في معركة الدفاع عن المقدسات في القدس ولإيقاف مشاريع حكومات الاحتلال لتهويدها.
مجرمون ارهابيون خارجون على قوانين ومبادئ القيم والاخلاق الانسانية عموما، والاسلامية خصوصا، اولئك (المتخفون بشعارات اسلاموية) الذين سفكوا دماء أشقائنا في الفحيص والسلط في المملكة الاردنية الهاشمية.
مجرمون ضد الانسانية، استأجرهم طغاة يشتغلون سرا وعلانية على كسر موقف المملكة الاردنية من صفقة القرن، واشغال القيادة الاردنية عن تأمين مصالح الشعب الاردني وأمنه في خضم المخاطر المحدقة الناتجة عن الصراع الداخلي في سوريا، فجريمتهم لا نراها الا بمثابة عقاب لقيادة المملكة على عقلانيتها وواقعيتها التي استطاعت بحكمتها منع وصول النار الى داخل حدود المملكة، ومنعت كل محاولات اقحام المملكة ودفعها الى دوائر النيران المشتعلة والتي لم تكن بعيدة عن الحدود!.
بين فلسطين والمملكة مصير واحد مشترك، فإذا جرح إخوتنا في المملكة ننزف نحن هنا في فلسطين، ومن يغدر بالمملكة ويجرحها فإنه يعلم أنه يقصد استنزاف قلب فلسطين (القدس).
يسهل على الكافر بالانتماء للوطن، التخطيط لكسر العمود الفقري للوطن (الأمن) وينفذ بعقلية انتقام لا مثيل لها في عالم الوحوش الا في عالم الضباع والكلاب البرية التي تنهش فريستها فيما لا تزال على قيد الحياة، وهذه سمة جماعات مستترة بأثواب ويافطات وشعارات دينية اسلاموية هي في الحقيقة توأم التلموديين الذين يبيحون ويجيزون مالم يخطر على بال الشيطان لتحقيق مآربهم وأهدافهم عبر تحليل وشرعنة سفك الدماء وزهق الأرواح البشرية والردة عن القيم الانسانية.