بدعوةٍ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صيدا، نُظِّمت ندوةٌ سياسيةٌ حول مستجدّات القضية الفلسطينية حاضر فيها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة اليوم السبت 11-8-2018 في مركز "الأمل" للمسنين في عين الحلوة، وحضرها أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا ماهر شبايطة، ومسؤول الضمان الصحي الفلسطيني في لبنان د.محمد داوود، وممثِّلون عن فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" واللجان الشعبية، وحشدٌ واسعٌ من أعضاء الاتحاد.

وافتتحت الندوة أمينة سـر الاتحاد في منطقة صيدا عليا العبدالله بالترحيب بالحاج رفعت شناعة والحضور، وقالت: "إنَّها فلسطين... إنَّها القدس ... وإنَّه الشعب الفلسطيني، شعب الصمود والثبات والعطاء، وفلسطين تستحق منّا التضامن، والتضحية والبذل، وأن نجود بكلِّ ما نملك وحتّى الروح ترخص في سبيلها".

ثُمَّ استهلَّ الحاج رفعت شناعة محاضرته بالحديث عن (صفقة القرن) فقال: "هذه الصفقة التي يتزعّمها ويُروّج لها الرئيس الأمريكي ترامب ابن الكنيسة الإنجيلية الصهيونية، شكَّلت منعطفًا خطيرًا للعلاقات السياسية على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووضعت العالم بأجمله على حافة الهاوية، واستهدفت بشكل واضح الفلسطينيين كقضية سياسية واللاجئين والقدس، ومهَّدت لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها العاصمة الأبدية لـ(إسرائيل) من جهة، وللإعلان عن أنَّ (إسرائيل) هي دولة اليهود في أنحاء العالم كافّةً منذ نحو خمسة آلاف سنة من جهة ثانية، ما يعني أنَّ كلَّ ما هـو غير يهودي، دخيل ولا يحق له البقاء، وينطبق هذا على الوجود الفلسطيني في أراضي العام 1948، وفي الضفة والقدس، والمقدّسات الإسلامية والمسيحية، والأقصى بالتحديد، وما يُسمَح به فقط هو إقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى وحسب، وعليه تمتنع (إسرائيل) عن المفاوضات، ولا تعترف بحدود العام 1967، والقدس حُسم أمرها وهي كليًّا خارج نطاق أي تفاوض، في وقت تسكت أمريكا عن عمـد حيال أعمال البطش والقتل والنهب والاقتلاع والتدمير والاستيطان في أرضنا، بل وتمارس حقها في الفيتو للحيلولة دون حصول شعبنا على الحماية الدولية، كما كان يحصل مع الشعوب المحتلة، وزد عليه أنَّها أعلنت مؤخّرًا عدم التزامها بتسديد التزاماتها المالية لـ"الأونروا" للنيل من قضية اللاجئين، وتمارس ضغوطها على الدول العربية للحيلولة دون الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ومساندة شعبنا، وتخويفها والضغط عليها للتراجع عن تقديم الدعم المالي للمنظمة تحسُّبًا من أن تُستنهَض المنظمة وتُعيد بناء نفسها".

من ناحية أخرى، أشاد شناعة بصلابة موقف القيادة الفلسطينية الرافض لصفقة ترامب الذي أعلنه الرئيس محمود عبّاس، ونوَّه إلى أنَّ السيّد الرئيس نجحَ مؤخَّرًا في إقناع القمَّة العربية بالموقف الفلسطيني، والحذو حذوه مستشهدًا بتصريح القيادة السعودية (نقبل ما يقبل به الفلسطينيون ونرفض ما يرفضه الشعب الفلسطيني).

وفي عرضه لمستجدات المصالحة الفلسطينية الوطنيّة، ومشروع اتفاق الهدنة بين "حماس" و(إسرائيل) برعاية أممية، تساءل الحاج رفعت شناعة: "أيُّهما أولى وأجـدى.. إنجاز المصالحة الفلسطينية استنادًا لما تمَّ التوافق عليه، أم هدنة تُوفِّر الخبز والطعام والعمل لأهلنا في القطاع؟"، وأكَّد أنَّ "شعبنا في غزّة هم جزء من الشعب الفلسطيني، وهمهم ومعاناتهم من معاناة شعبنا، وقضيَّتنا في غزّة والضفة والقدس والشتات قضية تحرُّر وطني أولاً وأخيرًا".

وختم عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حديثه بالتنويه إلى جملة تحدّيات أمام اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني منتصف شهر آب الراهن في رام الله، تتطلَّب مراجعة نقدية لمسار المفاوضات والاتفاقات الأمنية والاقتصادية، وتحديد مواقف حول سُبُل المواجهة للمرحلة القادمة.

كما تخلَّلت الندوة مداخلات من بعض الحاضرين.

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان