تحت عنوان (مدينة صور تتضامن مع فلسطين) نُظِّمت وقفةٌ تضامنيّةٌ بعد عصر يوم الجمعة 3 آب 2018 أمام نصب الشهداء القادة في مدينة صور جنوبي لبنان، بدعوةٍ من "منبر الإمام الصدر الثقافي"، وجمعية "حواس"، وجمعية "هلا صور" الثقافية الاجتماعية، وجمعية "الأكاديميين"، وجمعية "كشّافة الجرّاح"، وجمعية "التواصل اللبناني الفلسطيني"، وبحضور حشدٍ من مُمثِّلي الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، ومُمثِّلي الجمعيات والنقابات، وفعاليات ثقافيّة وإعلامية.

واستُهلَّت الوقفةُ بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، وتقديمٍ من رئيس جمعية "التواصل اللبناني الفلسطيني" عبد فقيه، ثُمَّ ألقى النائب في البرلمان اللبناني عضو كتلة "التنمية والتحرير" علي خريس كلمةً قال فيها: "نقفُ اليوم على مقربة من فلسطين، من هُنا من جنوب الجهاد والشهادة، من صور مدينة الإمام الصدر وأيقونة المقاومة والتحرير، ومن على بعد أمتار من ساحة القَسَم، الساحة التي عاهدَ منها اللبنانيون فلسطين، وأقسَموا خلف إمام الوطن والمقاومة أن تبقى فلسطين البوصلة والهدف".

وأضاف: "نتضامن مع فلسطين لأنَّها مرآة قلوبنا، وقِبلَة نفوسنا، ولأنَّها المدرسة والعقيدة، والميثاق والقضيّة. لقد أثبتت التجارب دائمًا أنَّنا نقترب من ذواتنا باقترابنا من فلسطين وقضيَّتها، وبأنَّ طريق فلسطين لا تمرُّ بالمفاوضات، ولا بالقرارات الدوليّة، إنَّ اللغة الوحيدة مع العدو الصهيوني هي لغة الرصاص، والطريق الأقصر نحو فلسطين هو طريق المقاومة، والوحدة الفلسطينية هي مسار النَّصر الحاسم. ولطالما كُنَّا في حركة "أمل" دعاة وحدة وحرّاس حوار بين الفصائل والقوى الفلسطينية، لأنَّنا نؤمنُ بأن لا نصر بدون وحدة ولا قضية بدون اتحاد".

وأردف خريس : "أمام ما نشهده من تطوّرات بعد قرارات الرئيس الأمريكي وصفقة القرن وتداعياتها وبعد قرار الكنيست القاضي بتهويد دولة فلسطين وما نشهده من تقاعس وتخاذل عربي لا بدَّ للشعوب أن تسبق أنظمتها، وأن تتضامن أخلاقيًّا وإنسانيًّا وتربويًّا وثقافيًّا مع فلسطين، إيمانًا بأنَّ هذا التضامن سيُشكِّل مفهوما حقيقيًّا للمقاومة في مجتمعاتنا"، وختمَ كلمته بتوجيه التحية إلى فلسطين ومقدَّساتها ومقاوميها وأهلها الصابرين الصامدين.

وبعدها تحدَّث النائب في البرلمان اللبناني عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي الذي أشاد بنضالات الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني لفلسطين، وشدَّد على ضرورة وأهمية وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشروعه التدميري للعالم العربي والإسلامي .

ثُمَّ ألقى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة كلمةً وجَّه خلالها التحيّة إلى الحضور من الفعاليات السيّاسيّة الرسميّة والشعبيّة والأحزاب، وشكرَ الجمعيات المنظِّمة للوقفة التضامنية الوطنية القومية الشعب الفلسطيني، ووجَّه التحيَّة بِاسم المشاركين في الوقفة التضامنية من أبناء المخيمات، ومن أبناء الشعب اللبناني إلى أبناء الشعب الفلسطيني في كلِّ الأراضي الفلسطينية التاريخية، وخاصة إلى المشاركين في مسيرات العودة المتواصلة منذُ 30 آذار وحتى الآن، رغم سقوط أكثر من مئة وثمانين شهيدًا وعشرة آلاف جريح، وحيَّا المشاركين في دعم أهالي قرية الخان الأحمر لمنع الاحتلال من تجريف القرية، وبناء المستوطنات فيها.

وأكَّد شناعة أنَّ الموقف الصلب الذي تبنَّته قيادة "م.ت.ف" برفض صفقة العصر- التي دبَّرها وخطط لها التحالف الاستعماري الصهيوني- هو الذي عطَّل تمرير هذه الصفقة الهادفة إلى تدمير الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهويدها، وممارسة التطهير العرقي والعنصري، وأضاف: "إنَّنا نتطلَّع إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتفويت الفرصة على القرار الإسرائيلي الأميركي بفصل القطاع عن الضفة، لأنَّ ما يصبو إليه ترامب هو إقامة كيان فلسطيني في غزة، وإغراق القطاع بالاستثمارات والأموال تحت شعار الوضع الإنساني. لذا نُؤكِّد أنَّ توحيد الموقف الفلسطيني هو الضمانة لمستقبل القضية الفلسطينية، ولمستقبل توحيد الأرض، والشعب، والصمود أمام مشاريع الاقتلاع".

كما وجَّه التحية إلى دولة الرئيس نبيه بري على حرصه الدائم على وحدة الموقف الفلسطيني وخاصة العلاقة الأخوية بين حركتَي "فتح" و"حماس".

كلمة الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأمة ألقاها عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عبّاس الجمعة، رحَّب فيها بالحضور وشكر الجمعيات والمؤسسات الأهلية في مدينة صور لهذه الوقفة التضامنية، وقال: "نقِفُ في مدينة صور، مدينة عبد الحسين شرف الدين والإمام المغيَّب السيد موسى الصدر ومحمد زيات، مدينة المقاومة التي عوَّدتنا دائمًا مع جبل عامل أن تبقى إلى جانب فلسطين".

ولفتَ الجمعة إلى أنَّ التضامن مع فلسطين يكون بالقول والفعل، وأشار إلى أنَّ معظم الأنظمة العربية الرسميّة تخلَّت عن فلسطين القضية المركزية مُنوِّهًا بوقفة الشعب اللبناني الدائمة إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "مسيرات العودة والمقاومة الشعبية في غزة والضفة والقدس والخان الأحمر تؤكِّد قوة الشعب الفلسطيني وإرادته وعزيمته الصلبة، وبأنه مصنوع من معدن خاص لا يمكن لأيِّ قوة إجرامية على هذا الأرض أن تخترقه أو أن تفرض عليه حلولاً أو مشاريع. لقد أربكت مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية حسابات الاحتلال الإسرائيلي، وضربت كلَّ المشاريع المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها صفقة القرن، وهذه المسيرات أعادت الاعتبار للقضية للفلسطينية".

ونوَّه الجمعة بمواقف حركة "أمل" ودولة الرئيس نبيه بري الذي كان دائمًا حاملاً قضية فلسطين في كلِّ البرلمانات العربية، ورعى حركتَي "فتح" و"حماس" في لبنان مؤكِّدًا أنَّ الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى في مواجهة العدو الصهيوني .

وتوجَّه الجمعة بالتهنئة إلى الجيش اللبناني في عيده، وإلى القوى الأمنية اللبنانية التي قدَّمت التضحيات الكبيرة حفاظًا على وحدة وأمن واستقرار وسيادة لبنان في مواجهة الأخطار والتحديات. وهنَّأ لبنان الرسمي والشعبي وقيادة "حزب الله" على انتصار تموز الذي شكَّل نقطة تحوَّل مهمّة في مسيرة النضال على العدو الصهيوني. وأشاد بصمود الأسيرات والأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني، ووجَّه تحيّةً خاصّةً لأيقونة فلسطين الأسيرة المحرَّرة عهد التميمي ووالدتها.

كما ألقى قائد جمعية "كشّافة الجرّاح" المهندس أحمد يونس كلمة الجمعيات المنظمة، توجَّه فيها للحضور بالشكر والتقدير لمشاركتهم في هذا اليوم التضامني مع فلسطين.

#شدي_حيلك_يا_بلد

#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية

#إعلام_حركة_فتح_لبنان