كعادتها في كلِّ عام كرَّمت حركة "فتح" - إقليم لبنان/ منطقة بيروت والمكتب الطلّابي الحركي كوكبةً من الطالبات والطلاب الناجحين والمتفوّقين في الشهادات الرسمية والجامعية، ومدير وكالة "الأونروا" في منطقة لبنان الوسطى ومدراء المدارس، بتقديم دروع تقديرية ومجسَّمات القدس وشهادات تقدير لهم، وذلك خلال احتفال تكريمي نُظِّم في المركز الثقافي لبلدية الغبيري "رسالات" عصر اليوم الجمعة 3 آب 2018، أحيته فرقة البيادر للفنون الشعبية الفلسطينية، حيثُ قدَّمت وصلات فلكلورية من وحي التراث الفلسطيني الملتزم.

وحضر الحفل أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وعدد من أعضاء قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان، ومسؤول دائرة شؤون اللاجئين في لبنان، وممثِّلو فصائل "م.ت.ف" وقيادة حركة "فتح" في بيروت، ومسؤول المكاتب الحركية في بيروت، ونائب مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله" الشيخ عطالله حمود، ومدير "الأونروا" في منطقة لبنان الوسطى الأستاذ محمد خالد، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، ومختار برج البراجنة، وممثِّلو اللجان والهيئات والروابط البيروتية، والهيئة التعليمية لمدارس "الأونروا"، والطلاب الناجحين وعائلاتهم، والأُطر والمكاتب الحركية كافّةً.

وقد بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدان الوطنيّان اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ نشيد حركة "فتح".

وكانت كلمة لمدير منطقة لبنان الوسطى الأستاذ محمد خالد قال فيها: "العام هو ككلّ عام، عهد نجاح وفرح لأنَّنا كالعادة نحقِّق في منطقة لبنان الوسطى نتائج مشرّفة، ودرجات متألّقة على صعيد الامتحانات الرسمية في صفَي التاسع الأساسي والثاني عشر.

قلوبنا عامرة بمشاركتكم وكلّنا جميل وعرفان بحضوركم البهي. إنَّنا في منطقة لبنان الوسطى نعتزُّ بكلِّ الجهود التي بُذِلَت والتي أثمرت نجاحًا عظيمًا. إنَّنا نعتز بأهل التربية والتعليم إدارةً ومعلّمين، الذين عملوا جاهدين لتحقيق وقفة العز والنجاح لأبناء شعبنا الطيب. إنَّني اليوم أتقدَّم وإيّاكم بأسمى وأغلى آيات العرفان لمؤسّستنا "الأونروا" مؤسسة الكرامة الإنسانية لأقول لكم ورغم كل الأوضاع الصعبة التي تحيط بنا، ورغم كلِّ الضبابية في المشهد المقبل بسبب العجز المالي البالغ ٢١٧ مليون دولار، إلَّا أنَّنا نستوقف أنفسنا كثيرًا، ونتوسَّم خيرًا، لأنَّ "الأونروا" هي مداد الأقلام التي سطّرت نجاحات مشرّفة ومراكز عالية، إنَّها يا أعزائي مؤسسة شاركتنا وتشاركنا نبضات قلوبنا في الماضي والحاضر، وستُشاطركم المستقبل والغد المنشود بفضل القيّمين والحكماء والشرفاء إن شاء الله حتى يرتسم مع شمسنا الأصيل صباح العودة الفلسطينية".

وفي كلمته أعلن الأستاذ محمد خالد عن نسب نجاح الطلاب في مدارس "الأونروا" في بيروت وكانت على النحو التالي: (الثانوية العامة: علوم الحياة نسبة النجاح 85% 5 بتقدير جيّد جدًا و٢٢ جيد، الاقتصاد والاجتماع: خمسة بتقدير جيد، الإنسانيات: 95% 5 بتقدير جيد جيدًا و١٧ جيد).

الشهادة المتوسطة: (٢١ جيد جدًا و٢٤ جيد، نسب النجاح| مدرسة الكرامة: 85%، مدرسة جالود: 84%، القدس: 76%، حيفا: 72%، رأس العين: 20%).

وكانت كلمة لـ"م.ت.ف" وحركة "فتح" ألقاها أمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، فقال: "هذا التكريم اليوم هو تكريم لكم على هذا الجهد الذي بذلتموه وهذه النتائج الطيّبة التي تحدَّث عنها زميلنا الأستاذ محمد خالد. هذه النتائج نفخر بها ونعتزُّ بها، لأنَّنا بالعِلم والتعلُّم سنفوز بمعركتنا مع العدو الصهيوني، ولا يمكن إلَّا أن تكون بالعِلم والتفوق. هذا عدو استباح الكرامات واحتل الأرض، وبالتالي الراية تنتقل من جيل إلى جيل، ونحنُ اليوم نحتفل بتكريمكم الذي هو تكريم لنا جميعًا، تكريم للشهداء الأكرم منا جميعًا، شهداء ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، ورمزنا الشهيد ياسر عرفات. تكريمكم اليوم وتفوقكم لا بدَّ أن يُهدَى إلى الأسرى والمعتقلين في زنازين الاحتلال، إلى البطلة عهد التميمي، هذه المناضلة التي شاهدناها، بهذه الصلابة والتحدي والإرادة والإيمان في عينَيها وهي تصفع الجندي المدجَّج بالسلاح، هذا هو النموذج الذي سينتصر، إلى الشهيدة رزان النجار المسعفة والممرضة التي استشهدت في غزّة وهي تداوي الجرحى".

وتابع أبو العردات: "بالتفوّق والعِلم لا بدَّ أن نصنع هذا التحدي، وأن نصل إلى تحقيق أهدافنا المنشودة، بالعِلم والتفوُّق نستطيع أن نقف في وجه هذه العنصرية الصهيونية المتجسِّدة بقرارات الكنيست الإسرائيلي باعتبار أرضنا الفلسطينية هي أرض "قومية يهودية" يريدون أن يُلغوا حق العودة، وأن يبقى الفلسطيني في مخيَّمات الشتات يعاني قسوة الحياة والعيش، والبطالة.. صحيحٌ أنَّ المعاناة تكبر لكن الإيمان والإرادة ما زالا قائمَين، وما زلنا نتسلَّح بهما".

وأضاف: "مشروع ترامب لن يمر، لأنَّه لا يوجد أيُّ فلسطيني يقبل أن يوقِّع على هذه الصفقة، وقد رفضها الرئيس أبو مازن الذي أنقلُ لكم تحيّاته على هذا الإنجاز والنتائج".

وحول أزمة "الأونروا" المالية قال: "الكرامة لا تُقدَّر بثمن، ونحن نقف إلى جانب "الأونروا" في هذه الأزمة، لأنَّهم يريدون بعد أن أصدر ترامب قراره المعروف بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أن يُلغوا القدس عاصمة فلسطين بعد تهويدها بالكامل، عبر حصار "الأونروا" وتقليص الخدمات التي تُقدِّمها هذه الوكالة التي تمثِّل الشاهد الحي على قضية اللاجئين. نحن نقف بجانب "الأونروا" لكي تبقى وتصمد، ونطلب من الدول المانحة، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، المموِّل الأول، ومن أشقائنا العرب، تسديد العجز، والإيفاء بالتزاماتهم لـ"الأونروا" حتّى تستطيع أن تقوم بتحمُّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

أمَّا عن الوحدة الوطنية فقال أبو العردات: "الوحدة الوطنية والمصالحة ستُنجَز. نحن وقَّعنا على المصالحة في العامَين 2005 و2011، الانقسام ما زال موجودًا في شطرَي الوطن، نحن نريد أن ننهي الانقسام، ويتمَّ توقيع ما تمَّ الاتفاق عليه في 2011 لأنَّ في الوحدة قوة، وفي الانقسام الوهن والضعف، ونحن شعبٌ يريد الحياة، نريد أن نعيش في دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة حق مقدس".

كلمة المكتب الطلابي الحركي ألقاها مسؤوله في بيروت وسام أحمد، جاء فيها: "لنا الفخر في حركة "فتح" أن نكون معكم لنشارك أبناءَنا ثمار السنين، ونتاج الأيام المكلَّلة بالنجاح والمحمَّلة بالفرح. إنَّها اللحظة التي تُنسي طلّابنا العام الذي مضى، وتُوجِد فيهم الجهوزية للدخول في تجربة تعب ومعاناة جديدة، تحمل في داخلها نشوة المواجهة، ومتعة الاكتشاف ورحلة إثبات الذات".

وأضاف: "نعيش اليوم مرحلة حرجة في فلسطين والعالم العربي، استطيع أن اختصرها بالربيع العربي الذي كان مقدّمةً لما يُسمَّى بصفقة القرن التي أطلّ علينا بها أحمق البيت الأبيض ترامب، ولعلَّ أسلافه لم يخبروه من هو الشعب الفلسطيني؟ ومَن هي قيادة الشعب الفلسطيني؟ فمن أسَّس هذه الحركة العملاقة، حركة "فتح" مع الشهيد ياسر عرفات لن يُفرِّط، ولن يسمح بمرور هذه الصفقة، حتى لو اتَّحد أصدقاء الاحتلال جميعًا، لن ينجحوا لأنَّ فلسطين ليست وحيدة، فكلُّ أحرار العالم يحملون القضية الفلسطينية في قلوبهم وعقولهم".

وأردف أحمد: "نحن في حركة "فتح" كنا وسنبقى سندًا لأبناء شعبنا، وسنبذُل كلَّ ما لدينا من إمكانيات لاستمرار هذه المسيرة، وسنبقى سويًا ومعًا حتى النّصر والعودة، وسنبقى نعمل من أجل الحفاظ على رسالة التعليم، ولهذه الغاية يُعلن المكتب الطلابي الحركي عن استقبال طلبات الطلاب الناجحين في الثانوية العامة بفروعها للحصول على حسومات وتسهيلات في الجامعات الخاصّة، في مكاتب حركة "فتح" في كلِّ مخيمات بيروت (مارالياس- برج البراجنة- شاتيلا)".

ووجَّه وسام أحمد كلمة شكر إلى السيّد الرئيس محمود عبّاس الذي يؤمّن عبر "مؤسّسة محمود عباس" فرصًا لأبنائنا الطلاب لإكمال مسيرة العِلم والثقافة. كما وجَّه كلمة شكر للمعلّمين على جهودهم المتواصلة والحثيثة في مساعدة أبنائنا الطلاب على رسم مستقبلهم بالرغم من جميع الصعوبات التي يواجهها شعبنا.

وتخلَّل الحفل معرض صُوَر أقامه المكتب الطلابي الحركي في الشعبة الغربية، تضمن صورًا للرئيس الشهيد أبو عمار، وللانتفاضة، وللمدن والقرى الفلسطينية، وللأسرى والشهداء.

خبر: حسن بكير

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان