بدعوةٍ من حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" - إقليم لبنان/ منطقة بيروت نُظِّم اعتصامٌ جماهيريٌّ حاشدٌ دعمًا للقيادة الفلسطينية في مواجهة "صفقة القرن" المشؤومة ورفضًا ليهودية الدولة، وذلك أمام مكتب العلاقات في مخيَّم برج البراجنة عصر اليوم الخميس 26-7-2018.

وشاركت في الاعتصام حشودٌ شعبيّةٌ من مخيَّمات بيروت تقدَّمها عضوا قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان أبو إياد الشعلان وعلي خليفة، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأحزاب وقوى وطنيّة وإسلامية فلسطينية، وممثِّلون عن أحزاب وقوى وطنية لبنانية، وممثِّلون عن اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني والمؤسسات الأهلية الفلسطينية في بيروت، وعددٌ من المشايخ ورجال الدين، ووجهاء وفاعليات مخيَّمات بيروت، إلى جانب مشاركة فتحاوية واسعة من الأطر التنظيمية والمكاتب الحركية كافّةً، والفرق الكشفية الفتحاوية، حيثُ رُفِعَت الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح".

وألقى عضو الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين د.ناصر حيدر كلمة القوى الوطنية اللبنانية، جاء فيها: "من مخيَّم العِزّة والإباء، من مخيَّم الشهداء والأسرى والمعتقلين، من هذا المخيَّم الذي تحمَّل جور الصديق قبل العدو، بِاسمنا نُقدِّم التحية إلى فلسطين وشعبها وشبابها وشيبها وشبانها، إلى أسراها ومعتقليها وشُهدائها الذين يسطرون كلَّ يومٍ ملحمةً تاريخيّةً من ملاحم هذه الأُمَّة التي لم ترضخ ولن ترضخ، والتي تقاوم بدمها دفاعًا عن عِزّتها وكرامتها".

وتابع: "نقول لترامب وأعوانه الذين يعوِّلون عليه إنَّهم منهزمون، و"صفقة القرن" ستُعطي فلسطين المزيد من العزم والقوّة والوحدة، ومزيدًا من التضحية والوفاء، ومزيدًا من التلاقي والتفاهم، ومزيدًا من التماهي بين كلِّ الفصائل والأحزاب الفلسطينية والعربية، فلا يكفي فلسطين أن يقف طفل بحجر بوجه دبابة وقنّاص لا يملك الرحمة، يواجهون غطرسة العدو وآلياته الوحشية التي تُموَّل من جهل بعض عربنا، وبسلاح بعض عربنا، وتآمر بعض عربنا".

وحيَّا حيدر القيادة الفلسطينية و"م.ت.ف" كممثِّل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ودعا الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية وتوحيد قواها في وجه هذه الهجمة مؤكِّدًا أنَّها "ما هي إلاّ كالهجمات السابقة ساقطة، ساقطة، ساقطة".

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سر الحركة وفصائل "م.ت.ف" في منطقة بيروت العميد سمير أبو عفش قال فيها: "نقِفُ اليوم لنُجدِّد الدعم للشرعية الفلسطينية وعلى رأسها حامل الأمانة الأخ الرئيس أبو مازن من صاحب الأمانة الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات "أبو عمَّار" الذي أمرَّ بأن يُعادَ بناءُ ما تمَّ تهديمه على يد القوات الصهيونية في الخان الأحمر".

وأضاف: "تحيةَ ثورةٍ ونضالٍ ممزوجةً بتحيةِ منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت وما زالت وستبقى الخيمة الوطنية الفلسطينية التي تتصدَّى لكلِّ المؤامرات التي تحاك منذ العام 1965 وحتى اليوم بمشروع صهيوني أمريكي، هو مشروع ترامب، الذي كانت آخر تجلّياته قبل ثلاثة أيام عندما أقرَّ الكنيست الصهيوني قانون (قومية الدولة اليهودية)، وتصدَّى له الشعب العربي الفلسطيني برفع دعوى قضائية لهيئة التحكيم العُليا في الكيان الصهيوني، كما رفعت القيادة الفلسطينية شكوى لمجلس الأمن الدولي. فمِن هُنا نقول إنَّ كلَّ هذه المؤامرات يتصدَّى لها أيوب فلسطين، الأخ الرئيس القائد أبو مازن، ومعه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية والمجلس الثوري والمجلس المركزي وأعضاء اللجنة المركزية".

وأكَّد العميد أبو عفش أنَّ هذه المؤامرة الدنيئة على فضيّتنا الفلسطينية ستُسحَق تحت أقدام المقاومين المجاهدين في فلسطين مُشدِّدًا على أنَّ الدور الأكبر هو للاجئين الفلسطينيين الذين ستبقى بوصلتهم مصوّبةً باتجاه القدس وفلسطين.

ونوَّه بتصدّي أبناء شعبنا في فلسطين للاحتلال الإسرائيلي بالصدور العارية وبكلِّ الأساليب التي ابتدعوها وعلَّموها للعالم أجمع من الحجر إلى الكاوتشوك إلى الطائرة الورقية إلى القنابل الحارقة إلى الطعن والدهس مؤكِّدًا أنَّ شعبنا يستطيع ممارسة مختلف أساليب النضال التي يُعلِّمُها للعالم بكلِّ عزّة وفخر.

وتطرَّق إلى قرار كيان الاحتلال الصهيوني بحسم مخصَّصات الأسرى والشهداء الفلسطينيين بحُجج تُسيء للشعب الفلسطيني مؤكِّدًا أنَّ "أسرانا وشهداءنا هُم زينة أبناء شعبنا الذين سبقوا ونالوا مسار العزّة والكرامة"، ومستشهدًا بعبارة الرئيس محمود عبّاس: (لو بقي معي دولاران، فسأُعطي دولارًا للشعب ودولارًا لأسرة أسير وأسرة شهيد، فإنَّهم قدَّموا حياتهم لتحيا فلسطين).

وأكَّد العميد أبو عفش أنَّ "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا شاء من شاء وأبى من أبى"، وقال: "رغمًا عن كلِّ المؤامرات والضغوطات للالتفاف على منظمة التحرير لم ينالوا من عزيمة الشعب، لأن "م.ت.ف" دفع ثمنها شعبنا وقدَّم في سبيلها الشهداء والأسرى والجرحى ولا يزال حتى الآن مصرًّا على الكفاح والنضال. فالشعب الفلسطيني لا يزال يلتفُّ حول القيادة الفلسطينية لأنَّه يشعر أنَّها الأمينة والمؤتمنة على الشعب، وأنَّها ستُحقّق النّصر والعودة إلى فلسطين".

وشدَّد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية مضيفًا: "نحنُ أصحاب الوحدة الوطنية، وما زلنا ندفعُ بالدم باتجاه الوحدة الوطنية، ونطالب بالوحدة الوطنية لمصلحة الشعب الفلسطيني، مرارًا وتكرارًا نسعى لتحقيق الوحدة الوطنية". ووجَّه تحيةً لجمهورية مصر العربية على جهودها المبذولة على أمل أن تُنير وحدة الأرض ووحدة الجغرافيا في فلسطين.

وعن غزَّة المحاصرة قال: "نحنُ مع فك الحصار الصهيوني عن غزة، لأنَّ المتحكم الأساسي في غزة هو العدو الصهيوني، ونحن مع أي تخفيف عن الشعب الصامد الصابر في غزة، ولكن نرفض ضياع الحقوق السياسية وتبديل الحقوق السياسية بالحقوق الانسانية".

وتطرَّق أبو عفش للوضع اللبناني فقال: "نحنُ في لبنان لن نتدخَّل في الشؤون الداخلية اللبنانية. نحنُ على مسافة واحدة من الجميع، فنحنُ مع الجيش اللبناني والأحزاب والدولة ومع الوحدة في لبنان ليكون لبنان قويًّا، ليكون خير داعم لفلسطين. ونطالب الدولة اللبنانية بعد تشكيل الحكومة اللبنانية بالحقوق المدنية والإنسانية للشعب الصامد والصابر في كل المخيمات، والشعب تفكيره وبوصلته فقط للقدس، ولا يستطيع أحد تغيير هذه البوصلة. فنحن لنا عدو واحد (العدو الصهيوني)، وتفكيرنا وسياستنا ومشروعنا وبندقيتنا فقط باتجاه فلسطين والعودة إلى فلسطين، والقيادة الفلسطينية متمسّكة بحقوق اللاجئين، وما هو حق أزلي أبدي لا يستطيع أحدٌ التنازل عنه".

وختمَ كلمتَه لافتًا إلى أنَّ الأزمة المالية التي تعانيها وكالة "الأونروا" سببها مشروع ترامب وتخلي الدول المانحة عنها لأنَّ كيانها ووجودها من أجل فلسطين مؤكِّدًا أنَّ "الأونروا" ستبقى حقًّا أساسيًّا للشعب الفلسطيني.

خبر: حسن بكير

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان