دعمًا للشرعية الفلسطينية في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ورفضًا لـ"صفقة القرن"، وتحت عنوان "فلسطين وطنُنا، والقدس عاصمتُنا الأبدية"، نظّمت حركة "فتح" - قيادة منطقة بيروت اعتصامًا حاشدًا أمام مركز المساعدات الشعبية النرويجية في مخيَّم مارالياس مساء اليوم الجمعة 6-7-2018.

وشاركت في الاعتصام الأُطُر التنظيمية الفتحاوية كافةً وقيادة منطقة بيروت، وممثِّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، والفرق الكشفية والموسيقية التابعة لحركة "فتح"، وأهالي ووجهاء وفاعليات مخيَّمات بيروت.

وبدأ الاعتصام بالوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ثُمَّ كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها عضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، ممَّا جاء فيها: "اليوم نُجدِّدُ دعمَنا للشرعية الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها صاحب وحامل الأمانة، الثابت على الثوابت الوطنية الفلسطينية الأخ الرئيس محمود عبّاس، ونؤكِّد رفضَنا لصفقة القرن المشؤومة، وأيضًا تأكيدنا على أنَّ "م.ت.ف" هي الممثِّل الشرعي والوحيد لكلِّ أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والمنافي بقيادة الأخ الرئيس أبو مازن".

وتابع: "الكلُّ الفلسطيني يُدرك تمامًا أنَّ هناك ضغوطات هائلة تَنْصَبُّ على الرئيس أبو مازن بسبب إصراره على التمسُّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولو أبدى غير ذلك لكان الموضوع مختلفًا اليوم. بدءًا من ٦-١٢-٢٠١٧ عندما أصدرت الإدارة الأميركية المتصهينة قرارًا بأنَّ القدس عاصمة الكيان الصهيوني، وبنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، مرورًا بإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وشطب حقنا في إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، وتقليص دعم "الأونروا"، وصولاً إلى ما يحدث اليوم من قرار حاقد من الكنيست بحق الأسرى في معتقلات العدو الصهيوني، والشهداء بخصم مخصَّصاتهم من أموال الضرائب الفلسطينية. وفي حال تم َتنفيذ هذا القرار فإنَّ ذلك سيؤدي إلى اتِّخاذ قرارات فلسطينية مهمّة لمواجهته، لأنَّ هذا الموضوع يُعدُّ من الخطوط الحمر التي لا يُسمَح لأحد المسّ بها أو تجاوزها، وهو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومناضليه وأسراه وعلى شهدائه الذين حملوا راية الحُريّة من أجل القدس، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وطالبَ اليوسف كلَّ الدول العربية والإسلاميّة، وكلَّ المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بالتصدّي لهذا القرار لافتًا إلى أنَّ ترامب جاء بصفقة القرن تحت عنوان "حل القضية الفلسطينية بدون حق عودة اللاجئين"، ومُضيفًا: "(القدس عاصمة دولة فلسطين) قالها بصريح العبارة الأخ الرئيس أبو مازن".

وأشار إلى أنَّ الأدارة الأميركية لم تعد مؤهَّلةً لقيادة عملية السلام وأنَّ القيادة الفلسطينية لن تقبل بها راعيًا للمفاوضات بعد اليوم لأنَّها تنحاز انحيازًا كاملاً وسافرًا إلى جانب الكيان الصهيوني، ورأى أنَّ مصير "صفقة القرن" سيكون مماثلاً لمصير "كامب ديفيد" عندما رفضها رمز فلسطين، ورمز الكرامة الوطنية الفلسطينية، الشهيد الخالد أبو عمّار، وأكَّد أنَّ "المتمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطيني، حامي المشروع الوطني الفلسطيني الرئيس أبو مازن" وإلى جانبه كلّ القيادة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني سيُسقِطون صفقة القرن.

وقال اليوسف: "نحن في قيادة "م.ت.ف" في لبنان نُدينُ بأشدِّ العبارات اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قرية أم النوار البدوية والخان الأحمر، وترحيلهم من أراضيهم بالقوة، والاعتداء على القائد عدنان الحسيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومحافظ القدس"، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين.

كما ثمَّن اليوسف الدور الإيجابي لسفير اللاجئين في الشتات القائد أشرف دبور في توحيد الحالة الفلسطينية على مدى أكثر من ست سنوات، وجهوده من أجل إزالة البوّابات الإلكترونية عند مداخل مخيّمات الجنوب، وأكَّد أنَّ "الجميع يعلم أنَّ سفارة دولة فلسطين في لبنان هي البيت الجامع لكلِّ ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وهي المرجعية السياسية والدبلوماسية لكلِّ أبناء الشعب الفلسطيني"، وأعرب عن تقديره لقائد الجيش اللبناني الوطني المقاوم العماد جوزاف عون لتفهّمه وقراره الصائب بتخفيف المعاناة اليومية عند مداخل المخيّمات الفلسطينية.

وفي ختام كلمته دعا اليوسف كلَّ ألوان الطيف السياسي الوطني والإسلامي إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيزها، والالتفاف حول "م.ت.ف"، الممثِّل الشرعي والوحيد لكلِّ أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عبّاس، لتتمكَّن من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، لمواجهة كلِّ العدوان المتواصل على أرض فلسطين، بدءًا من تهويد القدس والأقصى، مرورًا بصفقة القرن، ووصولاً إلى ما يحدث اليوم من خصم لمخصَّصات الأسرى والشهداء.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سر الحركة وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش فقال: "نقفُ اليوم لنُجدِّد الدعم للشرعية الفلسطينية، وعلى رأسها حامل الأمانة الأخ الرئيس أبو مازن، من صاحب الأمانة الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات "أبو عمّار" الذي أمرَ بأن يُعاد بناء ما تمَّ تهديمه على يد القوات الصهيونية في الخان الأحمر" .

وتساءل أبو عفش: "لماذا اليوم نحن نقفُ لدعم الشرعية؟" مُجيبًا: "نقولُ كما قال وزير الخارجية الأمريكية أمس بأنَّه مُحبَط وهو يحمل صفقة القرن إلى الدول العربية والمحيط بسبب الرئيس أبو مازن، لرفضه الاجتماع والجلوس مع أمريكا. وهذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها الرئيس أبو مازن صفقة ترامب واللقاء مع الوفود الأمريكية.

ومن هُنا نقول، بعد قرار الكيان الصهيوني بحسم مخصَّصات الأسرى والشهداء من الشعب بحُجج غير مقنعة وحجج تُسيء للشعب الفلسطيني، فنحن نُؤكِّد أنَّهم زينة أبناء شعبنا الذين سبقوا ونالوا مسار العزّة والكرامة، وقد قال الرئيس أبو مازن: (لو بقي معي دولاران فقط، دولار للشعب، ودولار لأسرة الأسرى وأسرة الشهداء فإنَّهم قدَّموا حياتهم لتحيا فلسطين)"، وناشد الدول العربية والإسلامية بتبنّي الأسرى والشهداء بعد قرار الكيان الصهيوني.

وأكَّد أبو عفش أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد شاء من شاء وأبى من أبى، وأضاف: "رغمًا عن كلِّ المؤامرات والضغوطات للالتفاف على منظمة التحرير لن ينالوا من عزيمة الشعب، لأنَّ منظمة التحرير الفلسطينية دفع ثمنها شعبنا، وقدَّم الشهداء والأسرى والجرحى، وما زال حتّى الآن مُصرًّا على الكفاح والنضال. والشعب الفلسطيني لا يزال يلتفُّ حول القيادة الفلسطيني، لأنّه يشعر أنَّها الأمينة والمؤتمنة على الشعب، وأنَّها ستحقّق النّصر والعودة إلى فلسطين".

وعدَّد أبو عفش بعض تقديمات منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس أبو مازن للشعب الفلسطيني في لبنان، وذلك إحساسًا منهم بواجباتهم تجاه الشعب في لبنان، ذكر منها: صندوق الرئيس محمود عبّاس لمساعدة الطلاب الفلسطينيين في لبنان، الذي لم يستثنِ أحدًا، وصندوق الضمان الصحي لكلِّ فئات الشعب الفلسطيني، والمساعدات الاجتماعية، وتساءَل أبو عفش مُجدّدًا: "ماذا قدَّم الطرف الآخر؟"- في إشارة إلى حركة "حماس"- وشدَّد على وجوب عدم المزاودة على حركة "فتح" والقيادة الفلسطينية.

وتطرَّق إلى موضوع الوحدة الوطنية فقال: "لا مزاودة بالوحدة الوطنية الفلسطينية، فنحن أصحاب الوحدة الوطنية، وما زلنا ندفع بالدم باتجاه الوحدة الوطنية، ونطالب بالوحدة الوطنية لمصلحة الشعب الفلسطيني ومرارًا وتكرارًا نسعى لتحقيق الوحدة الوطنية".

وقدَّم أبو عفش تحيّة شكر للدبلوماسية الهادئة التي انتهجها سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور الذي كان له الجهد الأكبر مع قيادة منظمة التحرير في إزالة البوابات الإلكترونية عند مداخل مخيَّمَي عين الحلوة والمية ومية، وأكَّد التزام شعبنا الفلسطيني بعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأردف: "نحن على مسافة واحدة من الجميع. فنحن مع الجيش اللبناني والأحزاب والدولة، ومع الوحدة في لبنان، ليكون لبنان قويًّا، وليكون خيرَ داعمٍ لفلسطين".

وطالبَ العميد أبو عفش الدولة اللبنانية بعد تشكيل الحكومة اللبنانية بمنح الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والإنسانية مؤكِّدًا أنَّ بوصلتهم تتجّه فقط نحو القدس، ولا يستطيع أحد تغيير هذه البوصلة.

وحول الأزمة المالية التي تعانيها وكالة "الأونروا" قال: "تعيش "الأونروا" أزمةً سببها مشروع ترامب، وتخلّي الدول المانحة عنها، وقد تمَّ تقديم مقترحات وحلول مستقبلية تساعدها لحلِّ الأزمة وتخدم الشعب، وسيتم الاطلاع عليها ومناقشتها مع كلِّ المؤسسات والمنظَّمات والإجماع عليها".

وأدانَ منع العدو الصهيوني الناشط السويدي المتضامن مع القضية الفلسطينية بنجامين لادرا من دخول أرض فلسطين داعيًا الجالية السويدية لحماية مواطنيها واتّخاذ الإجراء المناسب.

وختمَ أبو عفش كلمته بمقولة الرئيس أبو مازن التي كانت تتردَّد على لسان الرئيس الشهيد أبو عمار بأنَّ (أول العائدين إلى فلسطين هُم اللاجئون الفلسطينيون من لبنان وسوريا).

خبر: حسن بكير

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان