إلى أن يهتدي كوشنير وحماه – والد زوجته - سيد البيت الأبيض دونالد ترامب إلى طريق السلام الصحيح، وعنوان الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على رأسها قائد حركة التحرر الوطنية ورئيس الشعب الفلسطيني رئيس السلام الرئيس الإنسان محمود عباس، فإن كثيرا من الحبر سيهدر على صفحات الجرائد، وسنرى احتلالاً مباشرا بسلاح الدعاية الإسرائيلية لفضائيات من صنف (ناقصة العقل والدين)، وفي أحسن الأحوال سنشهد إحلالا لذات الدعاية ولكن ليس بوجوه وألسنة بشرية (إسرائيلية)، وإنما بصور لقصاصات أخبار ومقالات وتصريحات وتسريبات وتقارير، وإفادات من مصادر خاصة مترجمة من العبرية، فيأخذها (ناقصوا العقل ودين الوطنية)، الفقراء للمعرفة والمعلومة، ضعاف التفكير والتحليل، والثقة بالذات كمسلمات، وحقائق، ليكونا خير تعبير عن المصابين بمرض وعقدة (الإسرائيلي هو الصح).

قد يفلح حلف (واشنطن- تل أبيب) بإثارة غبار يعمي بصيرة وبصر اللاهثين الباحثين عن تمكين تمهيدا لإنشاء (دويلة على رغيف الخبز) خدودها علبة الدواء، ومركزها عمود الكهرباء!! ويشجع المستغلين لأي فرصة توفر لهم الطعن بالشرعية الكفاحية والوطنية النضالية لقيادة الشعب الفلسطيني، وتحديدا الرئيس أبو مازن، قبل الإعلان عن وصول عاصفة ما تسمى (صفقة القرن) إلى الشرق الأوسط، رغم يقيننا أن ترامب نفسه لم يضع حتى الساعة حرفا منها على ورق، فهو قد أجهضها بضرب أهم ركيزتين في الثوابت الفلسطينية: القدس وقضية اللاجئين، لذا فإن القيادة الفلسطينية وجماهير حركة التحرر الوطنية قد أعلنت رفضها المسبق للصفقة (المبهمة) المجهولة للأشقاء العرب وللعالم، والتي عرفنا أهدافها الحقيقية قبل ان يخطها ذاك المصاب بمرض التوقيع بالقلم العريض !!

تفيد المؤشرات أننا في هذه اللحظة في خضم معركة سياسية دبلوماسية إعلامية يستخدم فيها أعداء المشروع الوطني على تنوع وتعدد جبهاتهم ومواقعهم، كل ما لديهم من الأسلحة المصنفة (قذرة) وتلك الأسلحة المدمرة للوعي الوطني، القادرة على إحداث الخلل في الرؤية القصيرة والبعيدة المدى على حد سواء، وعلاوة على ذلك تؤدي إلى اختلاط المشاكل اليومية والحياتية وتشابكها إلى درجة يصعب فيها على المواطن العادي لرؤية إمكانية حلها، فيذهب مستجيبا إلى طلب رغيف الخبز المر كبديل عن التحرر والاستقلال والحرية والسيادة.

هنا تبرز مجموعة أسئلة مثل أولاً: أين موقعنا كإعلاميين وسياسيين في هذه اللحظة التاريخية؟!، الجواب بكل تأكيد في خندق جبهة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، فنحن نعتقد أن الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وفي خارجها ما زال يعيش حيثيات حركة تحرر وطني، لكنها تقدمية ديمقراطية تقدس حق المواطن في المعلومة وحرية الرأي التفكير والتعبير تعتمد مبدأ احترام الإنسان وحقوقه وعقله ومشاعره.

ثانيا: ما دورنا كإعلاميين وسياسيين؟ الجواب بالتأكيد هو الحفاظ على هذا التوازن، لنقدم للعالم حالة فريدة ونموذجية لحركات التحرر الديمقراطية، حيث يلمس العالم قدرتنا على المواجهة بمقاومة شعبية سلمية، وسياسية دبلوماسية وقانونية، معززة بثبات وصمود على ارض الوطن، وبذات الوقت نباهي دولا مستقلة منذ عقود بواحة الحريات في ارض الانتماء الوطني وتحت سماء الثقافة الوطنية الإنسانية.

السؤال الثالث: أي لغة تلك التي تمكننا من مجابهة حملات التشكيك والكذب والافتراء، وجيوش الطابور الخامس المستحدثة زيادة على الكامنة في جبهتنا الداخلية؟! الجواب بكل تأكيد، هو التسلح بلغة الخطاب العقلاني الواقعي، حيث يفوز المنطق الوطني الفلسطيني المعزز بالمعلومة والحقائق، وبالمصطلحات المؤسسة والمكونة للوعي والشخصية الوطنية، ونبذ السلوك الانفعالي العبثي، ومحاسبة المضللين عن قصد، وتصويب مسار من سمح لنفسه ركوب موجات التضليل قبل اصطدامه وهلاكه بصخور محركيها.

ينتصر الإعلامي والسياسي للأفكار والمبادئ وقيم الأخلاق والأهداف النبيلة، وليس في حياتنا قضية أنبل من الانتصار للحرية والاستقلال والسيادة ، فنصطف نحن الإعلاميين والسياسيين على جبهة واحدة، نقاوم، ندافع، نحمي الشعب العظيم الذي شرفنا الانتماء إليه، ونصون عروبة هذه الأرض المقدسة التي شرفتنا أن نكون منها واليها مرجعنا وعليها قيامتنا ... بذلك نحيا ونقبر صفقة القرن حتى لو كانت محمولة على ألف حملة أشرس وأفظع من حملات المغول والتتار.

الإخلاص والتحرر من الأنانية والمصالح الشخصية ، سيحرر طاقاتنا، وسيمكننا سياسيين وإعلاميين من درء خطر المصابين بانفصام الشخصية، المغرومين بالتوقيع بالأقلام الرفيعة، وهذا أمر لا بد منه لحماية الهوية الوطنية، والقضية الفلسطينية من حلف نتنياهو - ترامب الذي وقع بالقلم العريض على قرار اغتيال السلام.