المسعفة الفلسطينية ابنة غزّة الأبية تطوَّعت في الطواقم الطبية المسعفة لأنَّها ترفض، وهي من سلالة الشهيد القائد أبو يوسف النجّار، إلاَّ أن تكون لها بصمات من الوفاء والإخلاص للجرحى الذين رووا بدمائهم تراب شرق غزّة. المناضلة رزان النجار ابنة الحادي والعشرين عامًا قرّرت أن تضحي بنفسها من أجل إنقاذ حياة الجرحى من الأطفال والشبّان والنساء. نالت ما كانت تتمنّى فالتحقت بمواكب قوافل الشهداء. رحلت رزان الشهيدة مطمئنةً، لأنَّها زرعت في أذهان كلِّ الفتيات، بأنَّ الفتاة الفلسطينية أو المرأة الفلسطينية ليست زوجةً في البيت فقط، ولا هي طالبة في المدرسة، أو معلّمة، أو عاملة فقط، ولكنَّها منذ فاطمة برناوي الأسيرة الأولى، مرورًا بخديجة الشواهنة، ودلال المغربي، وبطلات العمليات الاستشهادية، والأسيرات في معتقلات الاحتلال، الشهيدة رزان النجار عزَّزت باستشهادها الذي كانت تتوقّعه الحقيقةَ التاريخيةَ الراسخةَ بأنَّ الشعب الفلسطيني هو شعبُ التضحيات، هو شعب الجبّارين، وهو الشعب الذي لم يرفع الراية البيضاء يومًا.

باستشهادها كشفت دموية ونازية الكيان الصهيوني الذي يقوده نتنياهو وحليفه ليبرمان قمّة الإجرام، وعشّاق سفك الدماء، وأعداء الإنسانية. قتلوها رحمة الله عليها، وبشكلٍ متعمَّدٍ فهي معروفة كممرضة ومُسعفة وترتدي الثوب الأبيض وشعار الهلال الأحمر، لكنّهم أصروا على قتلها من بين الكثيرين، كي يُضعِفوا حالة الاندفاع الوطني، وليزرعوا الخوف بين طواقم الاسعاف، كما استهدفوا سابقًا الطواقم الإعلامية من أجل تفتيت حالة الصمود الوطني بوجه الإجرام الصهيوني، نظرًا لأهمية أجهزة الاسعافات الطبية والطواقم الإعلامية في تشكيل حالة معنوية للمندفعين في مسيرات العودة.

الشهيدة رزان هي رمزٌ من رموز فلسطين، وهي عنوان وطني، وهي رضعت حليب الثورة والوفاء والتضحية من أُمها الثانية، وهي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهي التي نضجت وعاشت في رحاب عائلة وأسرة معروفة بالوفاء لفلسطين ولحركة "فتح"، هذه التربية الأصيلة هي التي أسهمت في تكوين شخصية رزان النجّار رغم صِغر سنها، فكانت قائدةً ميدانيةً نموذجيةً، فهي اليوم برمزيّتها الفلسطينية تقِف جنبًا إلى جنب مع إبراهيم أبو ثريا، وعهد التميمي.

كلُّ مَن يجري الدم الفلسطيني في عروقهم يرفعون القبعةَ لكِ، فأنتِ من صُنّاع المجد الفلسطيني، وأنتِ منارةٌ مضيئةٌ في مسيرة حركة "فتح". وسيادة الرئيس أبو مازن قائد الثورة، ورئيس الدولة من خلال تعزيته لوالدكِ باستشهادك، إنَّما عبَّر عن مشاعر كلِّ الفلسطينيين الحريصين على الثوابت الوطنية، وعلى الدولة الفلسطينية التي تضمُّ الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، والقدس الشرقية هي العاصمة الأبدية، وفي المقدمة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين استنادًا للقرار 194.

لك الرحمة، ومأواك الجنة مع الشهداء والصالحين والأنبياء ولأهلك ولنا جميعًا من بعدك الصبر والسلوان.

وإنَّها لثورةٌ حتى النّصر

الحاج رفعت شناعة

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"

2018-6-3

#أنا_راجع
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية