إحياءً للذكرى السبعين للنكبة، ورفضًا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، نظَّمت قيادة حركة "فتح" - منطقة صور مهرجانًا سياسيًّا حاشدًا في معسكر الشهيد ياسر عرفات في مخيَّم الرشيدية اليوم الثلاثاء 15-5-2018.

وتقدَّم الحضورَ سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" رفعت شناعة، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة "فتح" في منطقة صور، وممثِّلو فصائل "م.ت.ف"، وممثِّلو القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية، وممثِّلو اللجان الشعبية والجمعيات والمؤسّسات اللبنانية والفلسطينية، وحشدٌ من المشايخ، ورؤساء البلديات، والمخاتير، والفعاليات.

وبعد عزفِ النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، وترحيبٍ وتقديمٍ من الشاعر جهاد الحنفي، ألقى مسؤول العلاقات السياسية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في لبنان أبو جابر كلمةً استذكرَ فيها الشهداء قائلاً: "اليوم ونحن نتذكَّرُ الشهداء، نتذكَّرُ الشهداء الأوائل وقافلةُ الشهداء على طول مسيرة الثورة، وعلى رأسها الشهيد ياسر عرفات. فَتَحيةً للدماء الزكيّة التي سالت منذ النكبة، وما قبلها، وما زالت تسيلُ حتى اليوم في سبيل فلسطين وقضيّتها".

وأضاف: "يبقى السؤال ماذا تريدون منّا؟ اليوم يُعلن ترامب نقلَ سفارته إلى القدس، ونحن نقولُ للولايات المتحدة، إنَّكم اليوم غير صادقين وشرَّعتم الاستيطان، ونؤكِّد أنَّ الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يُساوِم ولن يُوقِّع على ورقة استسلامه".

وتابع أبو جابر: "اليوم وبعد كلِّ ما جرى حول انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني علينا أن نمضي إلى الأمام، لأنَّ الدّم الذي ينزف اليوم كفيلٌ بإذابة كلِّ الخلافات، ويتطلَّب منا موقفًا موحَّدًا تكريمًا لدماء الشهداء".

وأكَّد أنَّ "م.ت.ف" هي "الممثِّل الشرعي والوحيد، ولا بديل عنها، هي بيتُنا وسقفُنا نتشاجرُ تحتَهُ، وبين جدرانِهِ، لذلك ندعو الجميع إلى العمل على إصلاحها وتطويرها، وأن تضمَّ كلَّ أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله تحت مظلّتها".

أمَّا عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ومسؤولها في لبنان علي فيصل فقال في كلمته: "نلتقي اليوم بعد سبعين عامًا من النكبة لنقول إنَّ مسيرات العودة تتواصلُ منذ تلك الأيام، وستستمر إلى أن تُحقِّق أهدافها بالعودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف: "إنَّ ما يجري اليوم في غزّة والقدس والضفة هو دفاعٌ عن كلّ العرب، ولن نستبدل القدس بضاحية أو قرية. نحن رفضناهم محتلين لأرضنا، فالقدس ليست عقارًا للبيع والشراء هي عاصمة الدولة الفلسطينية. لن تجد فلسطينيًّا أو قائدًا فلسطينيًّا يُوقِّع أو يتنازل عن الثوابت الفلسطينية".

وحول انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني قال: "انعقد المجلس الوطني في رام الله، واتَّخذ قراراتٍ مهمّةً وأوّلها فكّ الارتباط بالكيان الإسرائيلي، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل) ومحاسبتها في المحافل الدولية ودعم شعبنا في صموده ومقاومته".

ودعا فيصل اللجنة التنفيذية لتنفيذ كلِّ القرارات التي اتَّخذها المجلسان الوطني والمركزي، بما فيها التوقيع المباشر من الرئيس محمود عبّاس لمحاكمة قادة العدو في محكمة الجنايات الدولية.

كلمة حركة "أمل" ألقاها عضو قيادة إقليم جبل عامل في الحركة صدر الدين داوود جاء فيها: "نلتقي اليوم في ذكرى النكبة وأنا أنظرُ إلى نكباتٍ ثلاثٍ؛ نكبة الـ٤٨، ونكبة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ونكبة العجز العربي، وأنظر إلى أهلك وأبنائك فلسطين يزحفون على الرمال ليقولوا نحن هُنا باقون جدار الكرامة الأخير ندافع عن كلِّ العرب".

ورأى داوود أنَّ "ما يجري في المنطقة انقلابٌ وتغييرٌ للثقافة المعتمَدة في منطقتنا حيث أصبح العدو الصهيوني هو الأقرب للبعض. هو خلل في الميزان ومعاكسة للتاريخ، فالمطلوب وحدة في الموقف في ظلّ الإصرار لتنفيذ القرار الذي اتُّخِذ بنقل السفارة إلى القدس".

وختمَ قائلاً: "هذا هو الشعب الفلسطيني يُقدِّم الغالي والنفيس من أجل العودة، ونحن أبناء الإمام موسى الصدر معكم، وإلى جانب مقاومتكم، لنرفع عَلم فلسطين فوق قبّة الصخرة وكنيسة القيامة".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" رفعت شناعة فقال: "قبل سبعين عامًا اكتملت المؤامرة ليُحرَم الشعب الفلسطيني من أرضه.

قطاع غزّة ليس مزرعةً لأحد، هو موقعٌ نضاليٌّ مُتقدِّم على كلِّ المواقع. لقد كتب شعبنا أمس رسالتهم لترامب ونتنياهو بأنَّهم لن يقبلوا بالمؤامرات ولن يسكتوا عنها. إنَّ شعبنا الفلسطيني على كلِّ أرض فلسطين التاريخية من أراضي الـ48 والقدس والضفة الغربية وغزّة يقول اليوم كلمته، ويرابط على هذه الأرض المقدَّسة، وصامدٌ في وجه كلِّ المؤامرات، ومع الوحدة الوطنية".

وأكَّد أنَّ الرئيس محمود عبّاس "هو الذي يرسم ملامح القضية الفلسطينيّة، وهو الذي أثبتَ أنَّه القادر على أن يصنع التاريخ بحرص كبير على شعبه وثوابته الوطنية".

وأضاف شناعة: "عندما انعقد المجلس الوطني (قامت قيامة البعض)، وسخَّروا أكثر من أربعين فضائيّةً للهجوم على المجلس الوطني، وعلى شخص الرئيس أبو مازن، فشكرًا لك لأنَّك لم ولا تلتفت إليهم، ودائمًا كانت وستبقى وجهتك فلسطين وقضية فلسطين. لقد كان البعض يُراهن على تأجيل المجلس الوطني ليس من أجل إمكانية المشاركة، وإنَّما كانوا يراهنون على أن يفقِد الشرعية، لكن هناك أبطالاً حضروا رغم كلِّ الصعوبات، وشاركوا، وقالوا كلمتهم في وجه الاحتلال.. نجحَ المجلس الوطني وتحطَّمت المؤامرة الإقليمية والدولية".

وتابع: "أقولُ لكلِّ الفصائل الفلسطينية التي أشبعتنا كلامًا نحن في حركة "فتح" لم نكن طرفًا في الانقسام. تحمَّلنا الكثير، وعضضنا على الجرح، ولم يترك الرئيس أبو مازن أحدًا ليتوسّط لإنهاء الانقسام، وللأسف بعد ١١ عامًا لم ينتهِ الانقسام، إلّا أنَّ الرئيس بقي يدفع ٥٧% من موازنة السلطة لقطاع غزّة لأنَّه لا يريد أن تشتعل الساحة الفلسطينية".

وأردف شناعة: "أمامَ التحديات التي نشهدها اليوم، وصفقة ترامب التي لا نخشاها، لأنَّ الرئيس أبو مازن قال ما لا يستطيع أيُّ رئيس قوله، نقول لإخوتنا في حركة "حماس" لقد آن الأوان لإنهاء الانقسام. على ماذا نختلف جوهريًّا ما دُمتُم وافقتُم على قرارات الشرعية الدولية وحدود العام 1967 وشاركتُم في السُّلطة؟!".

من جانبه، رأى السفير أشرف دبور في كلمته أنَّ "ما ينتظرنا كفلسطينيين مؤامرةٌ وصلت حدَّ التصفية، تصفية المشروع الوطني الفلسطيني برمّته من خلال ما يُطرحَ في العَلَن أو ما يُنفَّذ على الأرض تارةً هنا وتارةً هناك... ولنواجه هذه المؤامرة، علينا أن نكون معًا وكلمةً واحدةً يدًا بيد. فنحن تجمعنا قضية عادلة، ومعًا ننتصر لها".

وأضاف: "هنا في مخيَّم الرشيدية، مخيَّم الشهداء وأطفال الـ"آر بي جي"، نقِفُ لنُحيي ذكرى مأساتنا، وهناك في الشقيف لكم اخوة يقفون عند القلعة التي جسَّد فيها أبطال الثورة الفلسطينية ملحمة البطولة. اليوم ونحن نُحْيي هذه الذكرى نقول للعدو المتغطرس لا لاغتصابك لأرضنا، لن تهزمنا المؤامرات وقدرُنا نصنعُهُ بأيدينا".

وختمَ السفير دبور بقوله: "بِوحدتِنا الوطنية التي تكرسَّت هُنا على الأرض في لبنان استطعنا أن نحمي مخيَّماتنا والجوار، وأن نحوز على ثقة واحترام أشقائنا اللبنانيين. لن نحرِف بوصلتنا عن فلسطين، وسنبقى معًا إلى أن نعود إلى أرضنا ودولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

#أنا_راجع
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية