المتساقطون زادوا سقوطا، وفاقدو الإرادة الوطنية الفلسطينية جرجروا على وجوههم بمزيد من الانكشاف والفضيحة، ونتنياهو الذي ينتمي إلى القبيلة الخزرية الثالثة عشرة، ولا يستطيع أن يثبت انه ينتمي إلى قبائل بني إسرائيل الإثني عشر، يغرق أكثر في مستنقع الفساد، ويذهب أكثر إلى مدارات العزلة، وإعلان ترامب بشأن القدس يزداد فشلا ويكفي للدلالة على ذلك، أن ترامب جعل الولايات المتحدة لا تجد من تتنافس معه على نقل سفارتها إلى القدس سوى غواتيمالا !!!!

أما الوطنية الفلسطينية فقد حضرت بكل جلالها وحضورها ووعيها وجذورها القوية إلى قاعة احمد الشقيري في مدينة رام الله في فلسطين، لتحمي شرعيتها الفلسطينية، وتجعل القدس عنوانها الأول المتلألئ، في الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني الذي حظي باهتمام مكثف من العالم، والدلالة هي الستون وفدا الذين حضروا من العالم اجمع ليؤكدوا ايمانهم بالحقيقة الفلسطينية التي أضاءت بإبداع خارق في أعمال هذا المؤتمر الذي اكتمل نصابه بما يفوق التوقعات، وأضاف إلى أعضائه مئة وثلاثة أعضاء جدد من كل الشرائح الفلسطينية على امتداد العالم، ويجري نقاش معمق حول أولوياتنا وثوابتنا وأولها الاستقلال والحرية وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، ويواصل انتقاء خياراته وانتخاب قيادة جديدة تملك الهمة للذهاب بقوة إلى تلك الخيارات.

هناك أهداف خانت، ولكن خيانتها سقطت أمام الحضور الخارق للوطنية الفلسطينية، وهناك من اختلط عليه الأمر، وتشوشت عنده الرؤية، قد وجد نفسه ملقى بإهمال على قارعة الطريق الوطني، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، فالذين أغروه بخطيئة الخروج خدعوه وكان أكثر منه إهانة واضطراباً. ((ويوم يقول الكافرون يا ليتنا كنا تراباً))، ولكن شعبهم أرحم بهم من كل المحرضين الفاشلين، لأننا عبر التجربة الطويلة التي هي أصعب من المستحيل، ما مر علينا يوم وإلا كان فيه خائنون وحاقدون وعابثون، ولكن الوطنية الفلسطينية كانت دائماً هي درعنا الصلب وأملنا المضيء. طاقة أمل جديدة جسدها انعقاد المجلس الوطني في دورته الثالثة والعشرين، فقد حددنا اختياراتنا، وأعددنا أنفسنا بكل مستويات الأعداد، وتركنا وراءنا الذين خانتهم أخلاقهم المتعثرة، ويقينهم الضعيف، وانتماؤهم المشروخ، فهؤلاء أصبحت مشكلتهم مع أنفسهم، هم ذهبوا بأقدامهم إلى جهنم، وليس غيرهم ينقذهم من جحيم الندم، واضطراب اليقين ألا أن يتوبوا توبة نصوحاً، حينئذ يغفر لهم شعبهم، ويجدون لأنفسهم مكانا.

الوطنية الفلسطينية التي حمت شرعيتها بكفاءة عالية المستوى، مفتوح أمامها الطريق نحو معارك كبرى تخوضها بانتصار عظيم، لأن انتصار فلسطين هو انتصار العدل والحق والسلام للجميع.