في الرابع عشر من نيسان الجاري، وصل اللاجئ الفلسطيني في الأردن جراح الحوامدة ( 22 عاما) المرحلة الأخيرة من صعود قمة جبل "ايفرست"، بساق واحدة.

مسيرة سير الحوامدة الذي جاء من أخفض بقعة في العالم إلى أعلى نقطة فيه استغرقت 18 يوماً والسير ما بين 10 -13 ساعة في اليوم، حيث وصل إلى مخيم قاعدة الجبل الذي يقع على ارتفاع 5364 متر عن سطح البحر.

لما وصل ارتفاع 3867 متر، بدأ يفقد الشهية والقدرة على الشرب، لكن هذا لم يمنعه من إكمال المسير، فأخذ أدوية فاتحة للشهية، وأخرى للارتفاعات، فالظروف هذه لم تمنعه إكمال تحقيق حلمه.

حلمه بالصعود إلى "ايفرست" بدأ عام 2013، من أجل إنقاذ الحياة التعليمة لنحو 700 طالب في مدرسته "ذكور الجوفة التعليمية"، التي درس بها لمدة 10 سنوات في عمّان، وهي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتواجه خطر الإغلاق في ظل انقطاع التمويل الدولي عن مدارس الوكالة.

يخشى على مدرسته بأن يصبح طلبتها رفاق للشارع، ما يعني أن 700 عائلة ستصبح فاشلة مهددة بالانقراض، لا تتوفر فيها نشأة صالحة تحافظ على القضية الفلسطينية، والوعي الكافي.

أطلق موقعاً لجمع التبرعات لمدارس "الأونروا"، وهو موقع تابع للأمم المتحدة، ويطمح بجمع مبلغ مليون دولار، فهو يرى أنه واجبه كفلسطيني لاجئ ومواطن أردني أن يدافع عن الطلاب، ويحافظ على حياتهم التعليمية.

عام 2010 هو في الخامسة عشرة من العمر تم تشخيص إصابته بمرض السرطان في العظام، وأخذ العلاج المناسب لكن جسمه لم يستجب للعلاج، ما اضطر الأطباء إلى بتر قدمه.

تحدي حوامدة الذي بدأه قبل 5 سنوات بصعود أعلى قمة "أم الدامي"، وهي القمة الأعلى في الأردن حيث يبلغ ارتفاعها 1845 متر، كما تمكن صعود جبال صخرية، ومؤخراً صعد قمة جبل "كليمنجارو" في تنزانيا الذي يبلغ ارتفاعه 5100 متر.

الرحلة إلى جبل "ايفرست" الذي يقع بين جبال نيبال والصين وتقع قمته على ارتفاع 8848 متر، لا تخلو من التعب، والملل، لطول الرحلة، وقلة الأكسجين، كلما واصل الصعود إلى الأعلى، لكن بالنسبة للحوامدة بأن هدفه الأسمى كان الشغف الحقيقي من أجل تحقيق هدفه المنشود، فهناك في عمّان ينتظره الأهل والأصدقاء من أجل أن يعود إليهم، والحلم قد اكتمل.

اللاجئ الفلسطيني لا يجب أن يشكل عبئاً على المجتمع الذي يعيش مؤقتا فيه وفق حوامدة، بل يجب أن يكون مبادرا ومثمرا داخل بيئته، فالأمل والنجاح لا يقف أمامها أي عائق.

رسالة "جراح" الذي يدرس دبلوم هندسة، بأن كل شخص يمكن أن يصل إلى الحلم الذي يتمناه، ويرى نفسه بأن الذي حققه ليس بمعجزة، بل جاء نتيجة صبر وتعب طويلين، وترتيب للأولويات، فالسرطان الذي أصابه أحدث وعيا كبيرا لديه بأن يسعى ويطمح نحو حلمه أي كان.

لما وصل إلى قاعدة جبل ايفرست قال: وأخيراً أنا موجود في مخيم قاعدة قمة ايفرست.

يفكر حوامدة بخوض تحدٍ جديد بصعود جبال ألتروس في روسيا، متمنياً أن يكون على قدر التحدي.