قالت صحيفة معاريف "الإسرائيلية"، إنَّ وزير الدفاع "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان، زار منطقة غلاف غزة وتابع عن كثب حجم الاستعدادات العسكرية للجيش، وذلك إثر مجزرة إرتكبتها قوات الإحتلال ضد "مسيرة العودة"، الجمعة الماضي، وراح ضحيتها 18 شهيداً فسطينياً وحوالي 1500 جريح من المدنيين العزل.

وقال ليبرمان إنَّ "إسرائيل" حددت قواعد عامة للتعامل مع الأحداث على حدود غزة. وحذر من القيام بأي أعمال "إستفزازية"، مضيفاً أن "كل فلسطيني يقترب من السياج الفاصل يخاطر بحياته". وطالب سكان قطاع غزة بتوجيه إحتجاجاتهم ضد قيادتهم، واستبدالها، بدلاً من أن تكون ضد "إسرائيل".

وأضاف "في الوقت الذي يتوقف فيه الفلسطينيون عن التفكير بالقضاء على "إسرائيل"، يجب أن يركزوا جهودهم في تنمية إقتصادهم"، وقال إن "صيغة إعادة إعمار قطاع غزة مقابل نزع سلاحه، هي المقبولة من إسرائيل، والموضوعة على الطاولة".

وأوضح أنَّ "الجيش يتوقع أن يشهد الجمعة المزيد من الإضطرابات الأمنية على حدود غزة، أكثر من يوم الجمعة الماضي، وهناك إستخلاص لعدد من الدروس والعبر للتعامل مع تطورات الأحداث"، وقال إن "الجيش الإسرائيلي سيدافع عن اليهود المقيمين في غلاف غزة، وهذا الأمر غير خاضع للمساومة". وحمّل حركة "حماس" مسؤولية التصعيد.

من جهتها، حملت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان، من وصفتهم بـ"المسؤولين الإسرائيليين الكبار" المسؤولية عن مجزرة غزة، بعدما طالبوا بشكل علني باستخدام الذخيرة ضد المتظاهرين.

وقال بيان المنظمة، إنَّ أعمال القتل التي قام بها الجيش "الإسرائيلي" بضوء أخضر من مسؤولين "إسرائيليين"، تسلط الضوء على أهمية قيام المدعية العامة لـ"المحكمة الجنائية الدولية" بفتح تحقيق رسمي في الجرائم الدولية الجسيمة في فلسطين.

وأكَّد البيان أنَّ المتظاهرين الفلسطينيين كانوا عزلاً ولم يشكلوا أي تهديد وشيك لحياة الجنود "الإسرائيليين" خلف السياج الحدودي، مشيراً إلى أن الحكومة "الإسرائيلية" لم تقدم أي دليل على أن إلقاء الحجارة وغيره من قبل بعض المتظاهرين هدد بشكل خطير الجنود "الإسرائيليين". كما اعتبر أن دخول منطقة محظورة ليس جريمة يُعاقب عليها بالقتل.

وفي هذا السياق قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، إريك غولدستين "لم يكن الجنود الإسرائيليون يستخدمون القوة المفرطة فحسب، بل كانوا ينفذون أوامر تكفل جميعها رداً عسكرياً دموياً على المظاهرات الفلسطينية".

وفي سياق التحضير "الإسرائيلي" لتحركات "مسيرة العودة"، الجمعة المقبل، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن أوساط في الجيش قولها، إن "قيادته عززت من تعليمات إطلاق النار باتجاه المتظاهرين الذين يتجاوزون مسافة الـ300 متر من خط الهدنة، لكن المهمة الأساسية للجيش اليوم تتمثل في تأمين العمل الجاري في الجدار التحت-أرضي لمواجهة الأنفاق".

وقال قائد فرقة غزة في جيش الإحتلال يهودا فوكس، إنَّ "الجيش يستعد لإمكانية اقتراب المتظاهرين الفلسطينيين أكثر من السياج الفاصل، تحضيراً لتصعيد هذه المظاهرات في أيام المناسبات التي يتحضرون لها".

من جهتها، كتبت صحيفة "ذي فايننشال تايمز" البريطانية في إفتتاحية بعنوان "قتلى غزة يصبون الزيت على نيران الشرق الأوسط "، إنَّ "على الإسرائيليين أن يتعلموا ضبط النفس لدى تعاملهم مع المتظاهرين الفلسطينيين".

وأضافت أنَّ "غزة أضحت في الواقع أكبر سجن مفتوح في العالم بجدرانه المحمية بشكل لا مثيل له من قبل إسرائيل ومصر"، مضيفةً أنَّ "غزة كأي سجن يتم فيه تقليص إمدادات السلع الأساسية بصورة غير إنسانية، ما يؤدي إلى إحتجاجات من قبل السجناء".

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الحكومة "الإسرائيلية" ردت على الإحتجاجات بالقوة القاتلة، مشيرةً إلى أنَّ الجيش "الإسرائيلي" لم يقدم أي أدلة دامغة على أن جنوده تعرضوا لإطلاق النار، كما أن منظمات حقوق الإنسان شككت بمزاعم "إسرائيل" حول أنَّ الاحتجاجات شكلت تهديداً لسياجها الحدودي شديد التحصين. وأضافت أن تطبيق استراتيجية حكومة بنيامين نتنياهو والإستخدام المفرط للقوة يمكن اعتباره قصراً في النظر.