كتب: حسن بكير|

في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني الخالد، ودعمًا لصمود شعبنا الفلسطيني في الداخل، وبدعوة من "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" في لبنان (مستشفى حيفا)، و"الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين"، نفَّذ الطاقم الطبي من أطباء وممرّضين وممرّضات والجهاز الإداري والعاملين في مستشفى حيفا وقفةً تضامنيّةً رمزيّةً أمام المستشفى قبيل ظهر الخميس 29 آذار 2018، شارك فيها إلى جانب الطاقم الطبي، أعضاءٌ من قيادة حركة "فتح" في بيروت، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية وعدد من كوادر حركة "فتح"، وممثِّل "حزب الله" الشيخ عطالله حمود، وممثِّل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا ووفد من حركته، وممثِّلو اللجان الشعبية.

واستُهلَّت الوقفةُ بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ كلمة لمدير مستشفى حيفا الدكتور خليل مهاوش قال فيها: "في الذكرى الـ42 ليوم الأرض نؤكِّد أنَّ لا وطن للفلسطينيين إلّا فلسطين، وأنَّ لا أرض لهم إلّا أرض فلسطين، فهي وطن الشعب الفلسطيني، وعليها ستقوم دولته الحُرّة المستقلة بعاصمتها القدس.

وأضاف: "يأتي الثلاثون من آذار هذا العام، يوم الأرض الفلسطيني، فيما سلطات الاحتلال الاستعماري الاستيطاني ما تزال ماضيةً بمخطَّطاتها ومشاريعها للسيطرة على أرض وطننا فلسطين، والسيطرة على عاصمتها القدس، بعد إعلان ترامب الاعتراف بها كعاصمةٍ للاحتلال".

وتابع: "لقد قدَّم شعبنا الفلسطيني أحسنَ صورةٍ معبّرةٍ عن مستوى الوعي والانتماء الوطني، وأثبت للعالم أنَّ أرض فلسطين منبتُ جذوره منذ فجر التاريخ والحضارة والثقافة، وأنَّ حقيقة وجوده منذ فجر التاريخ فيها، ولا يمكن إخضاعه لمتطلّبات المشروع الصهيوني الهادف لإلغاء وجودنا. لقد برهن شعبنا في هذا اليوم المجيد عمق الصِّلة المصيرية مع أرض وطنه فلسطين وبعثَ للعالم برسالة تاريخية عنوانها: (هُنا كنا هُنا باقون، وهُنا سنكون، كتبها شهداء يوم الأرض من الجليل وحتى النقب في الثلاثين من آذار من العام 1976".

وختم د.مهاوش كلمتهُ قائلاً: "شعبنا العظيم لم يتوانَ لحظة واحدة للدفاع عن أرض وطنه والتسابق على التضحية من أجل حُريّتها وتحريرها، فالأرض جوهر هُويّتنا الوطنية، وهي حقُّ الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي الموروث عبر الأجيال منذ آلاف السنين".

وألقى د.مصطفى البياسلي كلمة "الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين" وكلمة مكتب الأطباء الحركي، استهلَّها بتوجيه التحية إلى الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات الحركية. وجاء في كلمته: "في العام 1976 حاول الاحتلال اقتطاع أراضٍ فلسطينية في منطقة المثلث، فكانت انتفاضة شعبية عارمة، ارتقى فيها العديد من الشهداء الأبرار. ومنذ ذلك الوقت والفلسطينيون في الداخل والشتات يُحيون هذا اليوم. إنَّه يوم العزّة والصمود. إنَّه يوم فلسطيني بامتياز يُعبِّر عن إصرار شعبنا على كنس الاحتلال تمامًا كما تتصدّى قيادتنا اليوم لكلِّ محاولات التركيع والاستسلام".

وتابع قائلاً: "إثنان وأربعون عامًا مضت على ذكرى يوم الأرض الخالد. وهُنا نقول أن مخطَّطات اليهود في تهويد الجليل التي كانت سببًا في انفجار الغضب الشعبي العام 1976 قلبَت الميزان لتعزيز منجزات يوم الأرض بصفته انتفاضةً عارمةً ومحطةً مهمّةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكفاح شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج. وأيضًا في مستوى تعزيز الهُويّة والكينونة الفلسطينية التي شكَّلت وما زالت تُشكَّل الوعاء الحاضن للحقوق والمطالب الوطنية لشعبنا، وعلى حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف".

واستطرد د.بياسلي قائلاً: "يا جماهير شعبنا الأبي، إنَّ يوم الأرض هو يوم فلسطين، يوم الوطن، يوم اللُّحمة الوطنية، يوم استعادة الهُويّة، تلك الهُويّة التي كانت الصهيونية، وما زالت تسعى بشتّى الأساليب والطرق إلى تصفيتها، وآخرها وكالة غوث اللاجئين "الأونروا"، والهجمة الشرسة لإخفاء معالم نكبة فلسطين، ونسف القرارات الأُمَمية والدولية، ومحاولة تهويدها، جنبًا إلى جنب مع الاستيلاء على الأرض، وتعزيز المقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض). وجاء يوم الأرض العام 1976 الرد الأبرز على تلك المخطَّطات".