أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' على التمسك بالثوابت الوطنية وحق العودة  وقيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس، والوحدة الوطنية كاستراتيجية لمواجهة التحديات والانتصار للقضية، والمقاومة الشعبية كمنهج نضالي مشروع ضد الاحتلال الاستيطاني.

وقالت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة بمناسبة الذكرى 49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية (انطلاقة حركة فتح)، أن لا اتفاق سلام بدون تحرير جميع الأسرى في معتقلات الاحتلال، وأكدت رفضها الحلول البديلة، واعتبرت الاستيطان جريمة حرب ضد الإنسانية، وأن قرارات حكومة الاحتلال بخصوص أرض دولة فلسطين باطلة ولا شرعية لها أبداً.

وعبرت الحركة عن وفائها وتقديرها للشعب الفلسطيني العظيم وتضحياته والأمة العربية كحاضنة للثورة الفلسطينية، واعتبرت تحرير الأسرى القدامى انجازا وطنياً، وانتصارا لمنهج الرئيس القائد العام أبو مازن.

 

وفيما يلي نص البيان :

يا جماهير شعبنا العربي الفلسطيني...

يا جماهير أمتنا العربية...

يا أحرار العالم وأصدقاء شعبنا الأوفياء لإنسانيتكم...

يحتفل شعبنا الفلسطيني العظيم  بالعام التاسع والأربعين على انطلاقة الثورة الفلسطينية، التي كان لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' شرف اطلاق رصاصتها الأولى ضد المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني على أرض وطننا فلسطين في الفاتح من يناير من العام 1965، ويحتفي بإنجازات وطنية رفعها على قواعد الوعي والانتماء الوطني بعزيمة وإرادة، ويبارك تضحيات الأبطال الشهداء، والأسرى، والجرحى، والقابضين على جمر الثوابت والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، المثابرين على درب النضال، يكملون بالبناء والمقاومة الشعبية مسيرة الكفاح والفداء التي جعلت من حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية رمزا  وملتقى حركات التحرر في العالم.

 

شعبنا العظيم...

ندخل العام التاسع والأربعين من عمر الثورة الفلسطينية، وقد عادت فلسطين كحقيقة على الجغرافيا السياسية، كما كانت دائما حقيقة  وحقا تاريخيا وطبيعيا لشعبنا، وأرضا مقدسة حماها شعبنا وضحى من أجلها لتبقى وطنه الوحيد في العالم، ففي فلسطين كنا، وسنبقى فيها دائمون  خالدون.. فعلى أرضها كنا وسنكون .. نرفع قواعد وقوانين بناء الانسان، ومؤسسات دولة هذا الشعب الحضاري العريق، بالتوازي مع منهج مقاومة شعبية تستمد روحها وديمومتها من ايماننا بحقنا  في الحرية والاستقلال وحقوقنا في أرضنا بسهولها وجبالها وبحرها ومياهها وسمائها، نعيش تحت ظلال علمنا الوطني احرارا كراما، نمارس سيادتنا على حدود دولتنا الديمقراطية المستقلة  بعاصمتها القدس، ومقدساتها، بمساجدها وكنائسها، بأسوارها وأحيائها وبيوتها الشاهدة على تاريخ شعبنا فيها منذ فجر التاريخ.

 

يا جماهير شعبنا وأمتنا...

لقد كانت انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' لاستعادة حياتنا وحقنا بالوجود التي طالما عمل  الغزاة الصهاينة على سلبهما من شعبنا... لكن ثورتكم وحركتكم فاجأت العالم بقدرات هذا الشعب العظيم، والتفاف الأمة العربية حوله في مسيرة كفاحه ونضاله، عندما حولت الثورة الفلسطينية شعبنا من مجرد لاجئين في خيام التشرد إلى فدائيين، ومناضلين صاروا رموزا عالميين، وفخرنا ان قائد الثورة الفلسطينية الفلسطيني ياسر عرفات (ابو عمار) قد أصبح رمزا ونموذجا  لكل الأحرار في العالم، وبكم يا شعبنا بفضل تضحياتكم  ومنهجكم الكفاحي، وإرادتكم  وإيمانكم، وانتمائكم وولائكم لفلسطين وقضيتكم الوطنية، رقما صعبا، وقوة إقليمية بفضل سلاح تمسك حركتكم وقيادتها بثوابتكم الوطنية، وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم، شعب يقرر السلام كلما استجاب المحتل والعالم لحقوقكم، ويدافع عن نفسه بمقاومة مشروعة كلما اشتد ظلم الاحتلال.

إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' ورئيسها وقائدها العام 'أبو مازن' ولجنتها المركزية، وهي تخوض معركة  تثبيت  أركان المشروع الوطني الفلسطيني المتوج بدولة فلسطين على حدود  الرابع من حزيران من العام 1967 كما اقرها  العالم، تقرر منهجها السياسي وإستراتيجيتها على قاعدة  الحياة الحرة العزيزة الكريمة للإنسان الفلسطيني، وبناء على هذا اصر الرئيس القائد العام على حرية الأسرى القدامى كحق واستحقاق، فوعد الشعب بالعمل حتى اطلاق حريتهم، وأوفى بوعده، وحقق انجازا وطنيا، بكسر قواعد وقوانين وثوابت الاحتلال، يوم عاد ثمانية وسبعون أسيرا إلى الحياة تحت شمس الحرية، إلى بيوتهم وعائلاتهم في الوطن من أصل 104 أسرى وقد وعد قائد حركتنا بتحرير كل الأسرى من معتقلات الاحتلال، وربط حريتهم بمصير أي اتفاق مع دولة الاحتلال... فللأسرى وطن تحت الشمس، يجب أن ينعموا بحريتهم فيه كما يجب أن ينعم شعبنا بحريته  بتحقيق الاستقلال والسيادة  وجلاء الاحتلال.. فحركة فتح  تفخر بسجل مشرف من عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين والعرب والقادة الشهداء على رأسهم الرئيس القائد ياسر عرفات ومعه خمسة عشر كوكبا من اللجنة المركزية للحركة قضوا شهداء في ميادين المواجهة ودروب النضال، والقادة الأسرى على رأسهم عضو اللجنة المركزية للحركة القائد مروان البرغوثي ومعه الآلاف أبطال من قياديي ومناضلي الحركة.

 

شعبنا الفلسطيني.. أمتنا العربية

إن حركتنا وهي تشارف على طوي مسيرة نصف قرن من الكفاح والنضال والبناء، تؤكد لشعبنا على:

أولاً: تمسكها بالثوابت الفلسطينية، وحق شعبنا في قيام دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس، ورفضها الحلول البديلة  كالدولة المؤقتة أو غيرها.

ثانيا: حق العودة للاجئين الفلسطينيين باعتباره حقاً مقدساً.

ثالثاً: حقنا في المقاومة الشعبية كمنهج نضالي مشروع.

رابعاً: الاحتلال والاستيطان جريمة حرب  ضد الانسانية وكلاهما  باطلان ولا شرعية لهما أبدا.

خامسا: الوحدة الوطنية الفلسطينية حقيقة شعبية تاريخية قائمة، وهي استراتيجيتنا  للعمل الوطني والانتصار لقضيتنا.

سادساً: المصالحة وإنهاء الانقسام يتمان بتنفيذ الاتفاقية الموقعة بالقاهرة، وإعلان الدوحة، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.

سابعاً: احترامنا لخيارات الشعوب العربية، والتأكيد على عدم التدخل بشؤون الدول العربية، وحماية قرارنا الوطني المستقل.

ثامناً: لا اتفاق سلام ما لم يتم تحرير كل الأسرى بدون استثناء من معتقلات الاحتلال.

 

جماهير شعبنا العظيم...

إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' ستبقي الوفاء للشعب.. للشهداء.. للأسرى.. للجرحى منهجا عمليا، تكرسه في الدفاع عن حقوقهم والتضحية من أجلهم وبناء مؤسسات دولة تليق بحجم تضحياتهم.. فهم قد أعطوا الأرض دماءهم وأرواحهم، ونحن نمنحهم الوفاء.. ليعيش جيل فلسطين القادم في ظل علم دولة فلسطين الحرة المستقلة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والحرية للأسرى

وإنها لثورة حتى النصر