بيان صادر عن إقليم حركة فتح في لبنان

 

لقد عَّمت السعادة نفوسنا وشعرنا بالفرحة نحن في مخيمات لبنان عندما رأينا أخوةً لنا يغادرون الزنازين والمعتقلات الإسرائيلية رغم أنف الجلادين والمجرمين الصهاينة، شاركنا أهلَنا فرحتَهم وسعادتهم وهم يحتضنون أبناءهم بعد طول غياب، بعد رحلة من العذاب والمرارة والألم، نالوا جائزة الحرية والكرامة لأنهم صبروا على الظلم والانتقام، وتحمَّلوا قهرَ السجَّان، وفنون التعذيب، آمنوا بأنَّ للحرية باباً بكل يدٍمضرَّجةٍ يُدقُّ، وأنه لا بد من دفع الضريبة، ضريبة الحرية والتحرير والاستقلال.

يوم الإفراج عن الأسرى كان يوم الوفاء، وفاء الأسرى الأبطال لفلسطين وشعبها، للشهداء وتضحياتهم، لياسر عرفات وكوفيته ورمزيته التي هي جزء لا يتجزَّأ من فلسطين وهُويتها، إنه يوم وفاء الرئيس أبو مازن للأسرى عندما أصرَّ على تحريرهم كخطوة على طريق تبييض المعتقلات، وإدخال الفرحة إلى قلوب الامهات والآباء والأطفال، هذا الاحتلال الغاصب الذي أراد تدمير إرادة الحياة في داخلنا فانتقم من فلذات اكبادنا.

إننا نثمِّن هذه المبادرة المدروسة للإفراج عن أسرى ما قبل إتفاق أوسلو وهم يحملون أحكاماً بالمؤبدات والسنوات الطويلة بسبب مواقفهم المشرقة وبطولاتهم التي أقضَّت مضاجع الاحتلال، أهمية هذه الخطوة الناجحة من القيادة وعلى رأسها الرئيس أبو مازن أنها أرغمت العدو الصهيوني على الإفراج عنهم بعد أن كان الأمل ميؤوساً منه، إنَّ هذا الإتفاق مع الإحتلال كان في قلب اتفاق العودة إلى المفاوضات لمدة أقصاها تسعة شهور وهذا هو السقف المحدد مقابل الإفراج عن المئة وأربعة أسرى على أربع دفعات. وعندما يتخلَّف العدو عن تنفيذ الإتفاق فإن المفاوضات ستتوقف، وهذا هو جوهر موضوع العودة إلى المفاوضات, أما ما يتعلق بجدول أعمال المفاوضات فحتى الآن لم يتم الاتفاق على أي شيء فالعدو متمسك بيهودية الدولة، واعتبار القدس عاصمة له، ورفض عودة اللاجئين. والجانب الفلسطيني متمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن حق العودة إلى أرضنا التي أُخرجنا منها العام 1948 هو حق مقدس لكل فرد. أما موضوع الاستيطان فإن العدو المحتل لأرضنا بكاملها يمارس بقوة السلاح والقتل والتدمير كلَّ ما يريد، ولم تفلح جهود العالم بأسره وخاصة الرباعية الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة في الضغط على الكيان الاسرائيلي للالتزام بقرارات الشرعية الدولية. وعندما قرَّر الرئيس أبو مازن وقف المفاوضات بسبب الاستيطان توقفت لمدة ثلاث سنوات لكنَّ الاحتلال إستمرَّ في توسيع الاستيطان، ولا رادعَ له، والولايات المتحدة غير جادة في الضغط لأن الحكومة الاسرائيلية العنصرية الحالية ما يجمعها هو الاستيطان.

إنَّ القيادة الفلسطينية ترى أن اعتراف دول العالم بدولة فلسطين عضواً مراقباً يعني الاعتراف بالدولة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، وهذا يعني بالضرورة عدم وجود إستيطان على أرضنا، وعدم وجود أي جندي إسرائيلي على ترابنا الفلسطيني.

إنَّ مسيرتنا شاقة ومؤلمة وطويلة، وأمامنا اليوم معركة حماية القدس وأقصاها من هجمات المستوطنين ومخططاتهم الرامية إلى تدنيس المسجد الأقصى وتنفيذ خطة اقتسامه مكانياً وزمنياً، نجاحنا في استكمال مسيرتنا يتطلب إنهاء الإنقسام بالسرعة القصوى، وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، والالتزام بالاتفاقات التي تم التوقيع عليها، والمسارعة إلى تحديد موعد البدء بالانتخابات وتشكيل الحكومة للانطلاق بتفعيل المقاومة الشعبية على أساس برنامج سياسي موحَّد.

نسجِّل اعتزازنا وتحيتنا إلى وزير الأسرى والمحررين الأخ عيسى قراقع على جهودهم الجبَّارة، كما نحيي أيضاً قيادات نادي الأسير الفلسطيني وكافة الكوادر الذين عملوا ليل نهار في خدمة الأسرى الأبطال.

بإسم شعبنا الفلسطيني وبإسم حركة فتح نهنئ الرئيس أبو مازن كما نهنئ الأسرى وذويهم على أمل أن نتمكن من تبيبض السجون وصناعة الحرية والإستقلال.

 

وإنها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

 إقليم لبنان   30/10/2013