قالت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير نشرته أمس ان الحملة العسكرية التي تبادر اليها الولايات المتحدة ضد سوريا، والتي هي أقرب من أي وقت مضى، ومع أن المسؤولين الاسرائيليين يقدرون بأن هجوما من دمشق ضد اسرائيل هو أمر ذو احتمالية منخفضة، إلا أن محافل أمنية مختلفة تستعد لجملة من السيناريوهات المحتملة في اطار مثل هذا الهجوم.
واستعرضت الصحيفة أبرز السيناريوهات المتوقع حدوثها:

1 - اسرائيل تنضم
وقالت الصحيفة انه في حال حصول هجوم سوري على اسرائيل فان ذلك يمنح شرعية للجيش الاسرائيلي بالرد. وأضافت "في الوقت الذي يعمل الأميركيون ضد النظام في دمشق دون نية اسقاط الرئيس، فان ردا اسرائيليا كفيلا بأن يؤدي الى انهاء حكم الأسد بل وربما موته. اسرائيل يمكنها أن تستغل الوضع والرد السوري كي تصفي تماما محور الشر (ايران وسوريا وحزب الله) وهكذا تقتلع العنصر المركزي في المحور وهو الحكم في دمشق ومن يقف على رأسه".

2 - مهاجمة "إسرائيل" من قبل الجماعات المسلحة
ضمن هذا السيناريو ستهاجم بعض الجماعات المسلحة الموجودة في سوريا والمؤيدة لنظام الأسد اسرائيل بينما ينأى النظام السوري بنفسه عن تلك الجماعات.
وسيكون هدف هذه الجماعات اشعال الحدود بين اسرائيل وسوريا، وأحد السيناريوهات التي تؤخذ بالحسبان هو تدخل حزب الله من داخل لبنان لاطلاق الصواريخ على اسرائيل بل ويحتمل من داخل سوريا نفسها. ولنصرالله الذي اهتزت مكانته يوجد الكثير مما يخسره اذا ما ضربته اسرائيل، لكن يحتمل أن يجره ضغط ايراني في نهاية المطاف الى الرد بهذا الشكل سواء علنا أو من خلال ارسال منظمات صغيرة وغير معروفة لاطلاق النار نحو اسرائيل.

3 - حزب الله يستيقظ
يواصل حزب الله محاولات نقل السلاح الاستراتيجي من سوريا الى أراضيه ويحتمل ان تتم مثل هذه المحاولات ايضا اثناء الهجوم الأميركي. في مثل هذا الوضع، كما يوضح مسؤولون اسرائيليون، سيحبط الجيشاهذا النقل حتى في ذروة هجوم أميركي، مشيرين إلى التصريح الذي ادلى به وزير الجيش الاسرائيلي بوغي يعلون مؤخرا عندما قال: إن هذا خط أحمر لن توافق اسرائيل على اجتيازه.

4 - اطلاق الكيماوي على اسرائيل
وقالت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة نشرت في الشمال ثلاث بطاريات للقبة الحديدية اضافة لمنظومات صواريخ باتريوت وبطاريات حيتس المخصصة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، ورفع مستوى التأهب فيها".
وأضافت: "رغم الهستيريا الاسرائيلية التي تجد تعبيرها في الانقضاض على محطات توزيع الكمامات، فان احتمالات ان تطلق سوريا سلاحا كيميائيا على اسرائيل منخفضة، لكنها ليست مستبعدة تماما. في مثل هذا الوضع سيهاجم الجيش سوريا بكل قوته". وقالت محافل في جهاز الأمن الاسرائيلي أمس الأول ان هجوما كيميائيا من جانب سوريا سيؤدي لاعادتها الى العصر الحجري.

5 - إسرائيل لا ترد
التوتر في اسرائيل يذكر بالوضع في عهد حرب الخليج. في حينه عمل الأميركيون في العراق، ورد صدام حسين بقصف اسرائيل، حليفة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وطلبت واشنطن من اسرائيل ومن رئيس الوزراء في حينه اسحاق شامير عدم الرد كي لا يمس بالائتلاف الواسع الذي بلوره الرئيس جورج بوش. في هذه الأثناء ليس معروفا طلب أميركي من اسرائيل عدم الرد، لكن يحتمل انه رغم التصريحات سيطلب الأميركيون من اسرائيل الجلوس بصمت.

6 - استفزاز من غزة
وقالت الصحيفة: "ينبش الايرانيون في جنوب البلاد ايضا، وأحد السيناريوهات التي تؤخذ بالحسبان هو هجوم من قطاع غزة بالتوازي مع حملة عسكرية في سوريا" مشيرة إلى أن الحركات التي من المتوقع أن تقوم بذلك هي الجهاد الإسلامي وحركات صغيرة أخرى.
واضافت: "حماس، التي تسيطر في غزة، بعيدة نسبيا عن الايرانيين وتمتنع حاليا عن مواجهة مع اسرائيل بعد حملة عمود السحاب. وعزل الرئيس المصري محمد مرسي الذي أدى بالمنظمة في القطاع الى أن تفقد سيدها، يدفع الحركة للعمل على استئناف العلاقات مع طهران. يحتمل أنه كهدية مصالحة تتنكر حماس للتفاهمات مع اسرائيل بعد عمود السحاب وتطلق صواريخ نحو اسرائيل. هنا أيضا من المتوقع لاسرائيل ان ترد".
وتابعت الصحيفة: أما في الضفة الغربية فان احتمال اندلاع أحداث منخفض نسبيا لأن الأسد ليس له تأييد كبير في الشارع الفلسطيني، إلا أن حركة الجهاد الإسلامي يمكن أن تحدث عمليات استفزازية تجاه إسرائيل.