نعم هو غول، وليس حالة اعتيادية، بالامكان تأجيل مجابهتها الى حين ميسرة، لأنه سيكون قد اكل الاخضر واليابس وداس حتى كل ما يمكن ان يزهر، نعم انه غول الفلتان.

الفلتان الحاصل بالمناسبة ليس الامني فقط، بل يشمل مناحي عديدة في حياتنا، وان كان الفلتان الامني هو الاخطر، كون نتائجه نلمسها على الفور، ولا تنتظر لاجيال تتعاقب حتى تظهر.

حالة الفلتان كانت بدايتها منذ ان بدأ التراخي في التعامل معها، خوفا من تأليب الشارع، وبسبب الضعف الذي كان يعتري المؤسسة الامنية، ولتضييق ممنهج من قبل الاحتلال عليها ومنع حركتها، بهدف اسقاطها، او الابقاء عليها ضعيفة، لتكون النتيجة تغول قطعان الفلتان، وتصرفهم وكأنهم السلطة الحاكمة.

حالة الفلتان التي استشرت منذ سنوات، ولم تكن المعالجة لها كما يجب، حصدت عشرات الارواح، وسطت على ممتلكات الكثيرين، الذين لا يزال بعض منهم يدفع "الخاوة" خوفا على عائلته او مصالحه، كان لا بد من اجتثاثها، حرصا على هيبة الدولة وسيادة اجهزتها، التي لا ينقصها المزيد من التطاول والاستهداف، فيكفيها الاحتلال ومن يتآمر عليها.

وما حدث في نابلس الاسبوع الماضي باستهداف شبلي والطرايرة، وهما ليسا اول شهداء الواجب، فقد سبقهم قبل شهرين الطبوق والصيفي، في نابلس ايضا، وفي جنين وصل الاستهداف ليصل محافظها قدورة موسى، وبينهما حوادث كثيرة، حتى بتنا معتادين على هذه الحالة، ونرضى بتبريرها باننا تحت احتلال.

ان حالة الفلتان التي نمت وترعرعت، وقد يصعب تحديد حجمها ومدى انتشارها، رغم عشرات الحملات الامنية التي تم تنفيذها في مختلف المحافظات، يعود سبب عدم تحقيقها لما نطمح ونتمنى بتنظيف البلد من قطعان الزعران والبلطجية، ذلك لانه لم يتم من البداية قطع رأس الأفعى في جحرها، واكتفينا فقط بالفرح بقطع ذنبها، فنمت للرأس اذناب كثيرة.