ارتفعت معنويات الشعب الفلسطيني كثيرا باعلان خبر القاء القبض من قبل الاجهزة الأمنية على اثنين من المجرمين الذين اشتركوا في نصب الكمين لقوات الأمن في مدينة نابلس وقتلوا اثنين من رجال الأمن الفلسطيني قبل ايام.

وذلك الحادث الذي وصفته بانه اخطر من مجرد انفلات أمني، لأن الانفلات يحدث في الغالب نتيجة الفوضى والاحداث العشوائية، بينما قتل الاثنين من رجال الأمن جاء نتيجة كمين, أي عمل متعمد ومخطط له مسبقا، ومعد له بدقة، وهذا ما يرجح ان الذين اشتركوا في الكمين وراءهم آخرين، ووراءهم خطة وهدف اجرامي كبير يسعى الى زجنا رغما عنا في احداث المنطقة، وجعلنا نتراجع عن أصالة نضالنا الوطني، والانخراط في هذه النيران المشتعلة في المنطقة منذ قرابة ست سنوات ولا تزال تأكل الاخضر واليابس، ولا تزال تكبد الأمة خسائر فادحة في مقدراتها، وفي غياب دورها، وفي التفريط بقضاياها المركزية، وتقذف بالمزيد من القوى في اتونها الملتهبة، مثلما يجري في تركيا الدولة الآمنة الكبرى منذ الخامس عشر من شهر تمور الماضي، واستمرار فشل السيطرة على الحريق في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتأثرنا فلسطينيا بطبيعة الحال بمزيد من الصعوبات ومن ابرزها بقاء الاحتلال الاسرائيلي مستمرا بسياسة عربدة القوة، وفرض الامر الواقع، والاستهانة بكل المرجعيات مما اكسبه ميلا مجانيا الى التطبيع المتهالك من عدد كبير من الاطراف العربية والاسلامية.

ومن هنا تبرز الاهمية القصوى لحماية حياتنا الفلسطينية وثوابتنا الفلسطينية من حالات الاختراق الوطني غير المسبوقة بإعداد كمين متعمد لقتل رجال الامن الفلسطينيين، والحمد لله ان الشعب الفلسطيني ادرك منذ اللحظة الاولى خطورة ذلك الفعل الاجرامي المشين وانه اخطر اكثر مرة من كلمة فلتان، ووقف بكل قواه الفاعلة لادانة هذا التورط السافر والخيانة الوطنية، وجدد شعبنا ثقته بأجهزته الأمنية واعطائها كل الدعم والثقة لملاحقة هؤلاء، والزامهم بالوقوف امام هيئات العدالة الفلسطينية.