قال قائد كتيبة "شمشون" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي يخدم فيها الجندي القاتل إليئور أزاريا، الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، "إن أزاريا كذب خلال التحقيق معه وأنه خلافًا لزعمه، لم يكن يخشى وجود حزام ناسف على جسد الشهيد الشريف".

وأضاف شبيرا خلال شهادته أمام المحكمة العسكرية في يافا الثلاثاء، "أنه بعد ساعة ونصف الساعة من إعدام الشريف، تحدث شخصيًا مع الجندي القاتل "حاولت أن أفهم لماذا أطلق النار". 

وتابع "وقال لي إنه لاحظ أن هناك سكينا قرب المخرب. سألته لماذا لم تقترب لتبعد السكين وأطلقت النار، وقال إنه شعر بالخطر". 

وأضاف " قلت إنني أشعر أنه لا يقول الحقيقة لأنه قال لتوم (قائد السرية نعمان توم) شيئا آخر، وهو لم يتحدث عن تخوف من عبوة ناسفة، وإنما فقط من السكين".   

واستطرد "أن الأمر الصادر لتوم كان بأن يهتم بإخلاء المخربين من المكان بأسرع وقت سواء كانا أحياء أم أموات". 

وأشار إلى أنه أصدر تعليمات بعزل المكان ومعالجة الجرحى، قائلًا  وبدا لي عندما وصلت إلى المكان أن كلاهما منتهيان".

وبحسب شبيرا، فإنه لدى تسلمه البلاغ الأولي عن الحدث "اقترب توم مني وقال لي إن تقريرًا وصل من الخليل يتحدث عن إطلاق نار غير عادي في موقع الحدث، وطلب أن افحص الأمر".

وأفاد أن توم قال "إنه في المرحلة الأولى انشغل بعزل المكان وعندما اقترب من الشريف بالثوب الأسود، شاهده يحرك رأسه، علما أنه كان متأكدا من أنه استشهد. وبعد ذلك بثواني شاهد جمجمة المخرب تتفجر قربه، وحاول أن يفهم مصدر إطلاق النار هذا وأبلغوه بأن أزاريا أطلق النار".  

يشار إلى أن الجندي القاتل غير روايته بعدما قال لشبيرا إنه تخوف من وجود السكين، وقال إنه تخوف من وجود حزام ناسف على جسد الشريف وأن الأخير على وشك تفجير نفسه، علما أنه كان مصابًا بجرح خطيرًا وعاجزَا عن القيام بأية حركة.

وتنضم شهادة هذا الضابط إلى شهادات أخرى أدلي بها أمام المحكمة، وأكد فيها الشهود أن رواية الجندي القاتل بأنه تخوف من وجود حزام ناسف، فقط بعد أن استشار محامين.

ورغم أن بعض الشهود أيدوا رواية أزاريا الكاذبة، إلا أن أداء القوات الإسرائيلية في موقع الجريمة لا يدل على أنه كانت هناك شكوك بوجود حزام ناسف.   

وكرر جنود شهدوا أمام المحكمة أمس أنهم سمعوا الجندي القاتل يقول إن الشريف طعن صديقي ويستحق الموت.