في هذا اليوم المبارك الذي يحمل في طياته كلّ معاني التقدير والتبجيل للمرأة المكافحة، والمناضلة من أجل حرية واستقلال الوطن، والمحافظة على كرامة الانسان، وضمان حياة مستقرة وآمنة وخلاّقة ، ومن أجل بناء أجيالٍ تمتلك القدرة والكفاءة لبناء مستقبلٍ زاهرٍ وواعد، وعالمٍ منفتحٍ على القيم والأخلاق والحضارة.

في الثامن من آذار من كل عام يحتفل العالم كلُّ العالم بالمرأة،  نظراً لدورها في حياة المجتمعات البشرية، فهي نصف المجتمع دون منازع، فهي الزوجة الصالحة، وهي الأم الساهرة على أطفالها، وهي المعلمة المربية للأجيال، وهي المقاتلة والفدائية جنباً إلى جنب مع الرجل، إنها فاطمة برناوي الأسيرة الأولى العام 1967، وهي الشهيدة دلال المغربي التي قادت عملية الشهيد كمال عدوان، وهي آيات الأخرس صاحبة العملية الاستشهادية في الانتفاضة الثانية، ورفيقاتها وفاء إدريس، ودارين ابو عيشة ،وهي أيضاً خديجة الشواهنة شهيدة يوم الأرض، وهي سعاد سرور الشاهد الحي على مجزرة صبرا وشاتيلا العام 1982، وهي الشهيدة دوابشة التي استشهدت حرقاً مع زوجها وابنها.

وهي أيضاً الشهيدة أم ناصر التي أمضت حياتها تخدم قائد المسيرة التاريخية الرمز ياسر عرفات وتكتمُ أسراره، والشهيدة فدوى أبو طير ابنة القدس آخر شهيدات هبة الأقصى والقافلة تطول.

من واجبنا الوطني، والانساني، والأخلاقي أن نحيي المرأة الفلسطينية في كل بقاع أرض الوطن، في فلسطين التاريخية، وفي أرجاء المعمورة، وخاصة في سوريا البلد الجريح الذي استضاف أبناء شعبنا، واليوم يعانون الأمرَّين بين جحيم القصف والتدمير، والنزوح والتهجير، والضياع والعذاب.

والتحية في هذا اليوم أيضاً إلى المرأة الفلسطينية في لبنان التي عاشت جحيم الويلات، والنكبات، والازمات، والمجازر، والصراعات، وكانت باستمرار تنهض من تحت الركام كطائر الفينيق لتنفض عنها غبار المأساة، وتلملم بقاياها، وتحتضن أطفالها، وتلتحق بركب الكفاح تبلسم جراحها، تنظر باستمرار إلى مستقبلها الواعد المتجسّد بدولة عتيدة مستقلة، وقدسٍ أبية، وجيل مبتسم قُبالة العلم المرفرف.

كل التحية إلى المرأة الفلسطينية في المجلس الوطني وفي اللجنة التنفيذية، واللجنة المركزية لحركة فتح، وفي المجلس التشريعي، والمجلس الثوري، وفي كل سفاراتنا، وكلّ ساحات عملنا في دول الطوق، وفي كل الاقاليم وكافة الأطر، كما نتوجه بالتحية إلى المرأة اللبنانية في مختلف الاحزاب والقوى والمؤسسات وهي المرأة التي ضحّت وتحمّلت الكثير من الأعباء والهموم ووقفت دائماً إلى جانب المرأة الفسطينية العاملة في صفوف الثورة، والمؤسسات، والجمعيات، والنقابات، وفي سلك التعليم والتربية.

وألف تحية وتقدير إلى أرواح شهدائنا عامة، وخاصة إلى  أرواح شهيداتنا من أُمهات، وأخوات، وزوجات، وبنات، نسأل الله لهنَّ جنان النعيم.

التحية للرمز الشهيد ياسر عرفات مفجّر الثورة الحديثة، والتحية موصولة إلى الرئيس أبو مازن المؤتمن على الرسالة، وهما أول من دعم المرأة وحقوقها ونضالها.

ونحن نحتفي بهذا الأرث من الكفاح الوطني الفلسطيني لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني وخاصة المرأة فإننا نؤكد على منطلقاتنا الثورية، وعلى مبادئنا الوطنية، ونؤكد تمسكنا بمشروعنا الوطني مشروع "م.ت.ف" وفي هذا اليوم ووفاءً للمرأة فإننا ندعو إلى طي صفحة الانقسام في الساحة الفلسطينية وتجسيد الوحدة الوطنية. كما ندعو إلى الاحتضان الكامل للهبة الشعبية الفلسطينية، ورعايتها لتتحول إلى انتفاضة عارمة تمكن شعبنا من الامساك بزمام المبادرة، وازالة الاحتلال، ونيل الاستقلال الوطني والسيادة الكاملة في الدولة الفلسطينية العتيدة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والمجد والاعتزاز لأسرانا البواسل الصامدين في معتقلات الاحتلال

وانها لثورة حتى النصر

قيادة إقليم لبنان – فتح  9/3/2016