على مسرح قصر الأونيسكو قدّم الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين التعبيريين مساء الإثنين 30\11\2015، مسرحيته "وبعدين يا مجبور".

"وبعدين يا مجبور" مسرحية خبرية واقعية من رحم المأساة والمعاناة الفلسطينية. أخرجها محمد الشولي في إطار كوميدي قاتم وهادف صوّر فيها المعاناة الفلسطينية في المخيمات بكافة أشكالها: عن البابور والطبلية وتسريب مياه الأمطار من سقف الزينكو، عن الوحول في طرقات وأزقة المخيمات..

كما تحكي المسرحية مرحلة إنطلاقة الثورة الفلسطينية وإعادة الكرامة للفلسطينيين. ومرحلة البدء بالتدريبات وتحويل اللاجئين الى فدائيين. وتخلل المسرحية مقتطفات عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية و"فتح".

وتدور أحداث المسرحية حول لاجئ فلسطيني يدعى "مجبور" وُلد في بوسطة بينما كانت أمه متوجهة من مخيم برج البراجنة الى بعلبك لإحضار "الإعاشة".

عاش مجبور حياة بؤس ومعاناة كغيره من اللاجئين في مخيمات الشتات، فكافح وتعلّم الإخراج في الجامعة ليشعر بكينونته كإنسان و ليعبّر عن آلامه ومعاناته.

حمل مجبور منذ صغره حلم والده المتمثّل بإرجاع الجاكيت الى فلسطين، حيث انها كانت تشكّل رمز العودة لوالده.. عندما كان والده يرتدي الجاكيت في فلسطين قبل الهجرة، كان يتباهى بها، وكان يشار اليه بالبنان، وكانت وقتها تتمتّع بألوانها الزاهية الأصلية. وكان والد مجبور يلبسها في جميع المناسبات.

انتقلت الجاكيت من الوطن الى منافي اللجوء، وعلى مدار سني اللجوء عبثت أيدي الشياطين والعابثين، بالجاكيت، بحق العودة. وبدأت تظهر عليها الرقع البيضاء والسوداء والصفراء والحمراء والخضراء كي تبقيها بعيدة عن الوطن، واختفى معها اللون الحقيقي  للجاكيت.

وتتعرض الجاكيت في مرحلة للإستيلاء عليها من جهة ظلامية ظناً منهم ان الفلسطينيين قد تعبوا من الجاكيت، فيأخذونها بحجة إكمال المسيرة. فيستعملونها فزّاعة لإخافة العصافير في أحد البساتين.

وهنا تتقدم لجنة الدفاع عن الطيور بشكوى ضد مجبور، وتحت عنوان ان مجبور إرهابي يحاكم لإخافته الطيور. هنا يتقبّل مجبور حكم المحكمة مقابل محاكمة كل الأيدي التي عبثت وشوهت الجاكيت ووضعت عليها الرقع. وبما ان الرقع روسية وفرنسية وأمريكية، وبما ان القاضي لا يستطيع محاكمة  هؤلاء، يصدر قراراً ببراءة مجبور، ويطلب من مجبور الإحتفاظ بالجاكيت وعدم التفريط بها.

أتيح لمجبور وعائلته فرصة السفر الى فلسطين ليعيشوا فترة كانت كافية ليقارنوا وجه إختلاف الحياة في الشتات وبينها على أرض الوطن. فشعروا في فلسطين بقيمتهم، بكرامتهم، بواجباتهم تجاه وطنهم. خلال مدة عشرة أيام عاش مجبور وعائلته أحلى أيام حياتهم، لم ينغصها إلا حين طُلب منهم مغادرة أرض الوطن.

وركب الجميع البوسطة ليعودوا من حيث أتوا، وهم يشعرون ان البوسطة هي تابوت تنقلهم من الوطن الى المنافي حيث المعاناة والبؤس. وينهي مجبور كلامه بالقول: "شو هالحياة اللي بلشت ببوسطة وانتهت ببوسطة".

يذكَر أن المسرحية من بوطولة أعضاء "فرقة المسرح الوطني الفلسطيني"، وهم:

جمال هنداوي بدور مجبور، أحمد الخطيب بدور إم مجبور، وليد سعدالدين بدور صديق مجبور، عبد عسقول بدور أبو مجبور، محمد كرّوم بدور الأستاذ، خليل المتبولي بدور شخصية الصحافي هارون عمايرة، محمد عوض بدورالمدرب، آية المدني بدور بنت القدس، أما السينايو فهو للفنان محمد عيد رمضان.

أما أغاني المسرحية فكانت للفنان محمد آغا حيث غنّى أغنية "بعدين يا مجبور" وهي من كلمات محمد عيد رمضان والحان محمد آغا.

أغنية "نفسي أدخل بلدي" من كلمات محمد الشولي، الحان حسان عبد الحليم

أغنية "ما بدنا حكي" كلمات محمد عيد رمضان .. الحان وغناء محمد آغا.

وأغنية "ما تقولوا" كلمات محمد عيد رمضان، والحان حسان عبد الحليم.

أحمد الحاج (إيقاع)، وخالد مسعود(متابعة مؤثرات صوتية)، ومحمود بريش(سنوغرافيا).

هذا وحضر المسرحية ممثل سفارة دولة فلسطين في لبنان خالد عبادي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة وعدد من أعضاء الإقليم، وامين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال، ومدير منطقة لبنان الوسطى (الانروا) الاستاذ محمد خالد، وأبناء المرحوم الشيخ سليم اللبابيدي (دار الإفتاء الفلسطيني)، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعدد من الفنانين والممثلين اللبنانيين، وممثلو اللجان الشعبية وجمهور فلسطيني ولبناني حاشد.