يدفع اليمين الاسرائيلي الوضع نحو نقطة اللاعودة وهو الذي يبادر منذ سنوات باستفزازاته الاستيطانية واقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى واعتداءاته برعاية رسمية الى جر شعبنا الى مواجهة شاملة وخلق حالة من العنف والدم، لأنه يمين كالبعوض لا يحلق الا فوق مستنقع دموي ويكره السلام وصفو الماء. ويتبارى رعاة الاستيطان من الوزير ليبرمان الى الوزير كاتس في اقتراح اساليب قمعية هدفها تركيع وتجويع شعبنا، والمطالبة بسرقة اموال الضرائب المستحقة، الى طرد العمال وحظر الطرق وقطعها في الضفة، وتقييد عمل وحركة اهل القدس بدلا من البحث عن الأسباب. وهؤلاء يظنون ان هذه الاساليب التي سبق وان جربوها مرارا ستجعلنا نتخلى عن مقدساتنا والاستسلام لقطعان المستوطنين، ولا يدركون اننا قادرون على تجويعهم ان جعنا، وان نقطع ارزاقهم ان قطعوا ارزاقنا؛ لأن قطع الارزاق من قطع الاعناق.

ان هذه الاساليب الفاشية لن تفلح في جعل شعبنا يركع او يستعطف، فالذين يغلقون افق السلام ويريدون الاستفراد بشعبنا الأعزل المسالم ومقدساتنا وارضنا هم اعداء السلم والانسانية، وهم من يحاولون استغلال اللحظة المريضة للوضع الدولي والعربي المحيط، بهدف تحقيق اوهامهم التوسعية الاستيطانية. لكن شعبنا الأبي الصابر المرابط خيب امالهم في كل مواجهة وبدد اوهامهم، لأنه شعب ينشد السلام للجميع فما نحن الآن الا دولة تحت الاحتلال، ويجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ان تتحرك لتطبيق المواثيق والقرارات الدولية بهذا الشأن ووقف الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية على شعبنا وتوفير الحماية.

ان الاجراءات الاسرائيلية المقترحة هي اعلان حرب شاملة على شعبنا تشمل التجويع ومنع التنقل والحركة، وهي بالتالي شكل من اشكال حرب الإبادة، وكان حريا بمن ينشدون الأمن والسلام في اسرائيل ان يتحركوا للجم المستوطنين وقادتهم؛ لأن هؤلاء يجرون الجميع الى  الجحيم، فبينما نجد ردود الفعل عندنا فردية بحتة، نجدها مبرمجة ومنظمة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، بهدف إغراق الجميع في حمام من الدم. لكن دمنا سيبقى مرا كما كان، وفي النهاية "ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما".