خاص/ مجلة القدس- بقلم/ماهر حسين.

هناك نغمــــة تكبر يوماً بعد يوم حيث يتكرر الحديث عن حق أهلنا في غزة بأن يعيشوا بلا حصــــار وبحرية تامة تمكنهم من التحرك والتنقل بلا قيود.

هذه الأحاديث تأتي في سياق (التبرير) لحماس لتمرير إتفاق (بلير- مشعل) وهذا النمط التبريري لدى أنصار حماس وأتباعها ولدى وسائل إعلامها هو نمط معروف بالنسبة لأي متابع .

بالنسبة لي يجب أن أكون واضحاً ومحدداً تماماً بأننا مع كل ما هو خير لشعبنا في غزة... فلقد قلت وأكرر بأن غزة هي أساس هام وإن لم يكن الأهم في تثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية.

ولقد قلت وأكرر بأن ما قدمته غزة وشعبنا هناك للقضية الفلسطينية وللهوية الوطنية هو مثال على قدرة الفلسطيني على التضحية المطلقة من أجل فلسطين.

ومع أن أبناء شعبنا في غزة يعلمون بأن مشروع حماس الإنقلابي في غزة هو ليس مشروعهم  ومع أن أبناء شعبنا في غزة يعانوا الأمرين من الإنقلاب في غزة ومن عنصرية حماس في غزة إلا أنه لم يخرج صوت واحد نشاز خلال الحرب وبعدها محاولا" إستغلال ما حصل في الحرب مثلا" ضد حماس.

كلنا عشنا الإنتصارات الوهمية في  (إعلام) حماس والإعلام الموجه إقليميا"  حيث كانت حماس تَدعي النصر والإنتصار على حساب أبناء شعبنا ومع يقيننا  التام بأنه إنتصار وهمي إلا أننا لم نحاول المساس بالوحدة الفلسطينية في مواجهة العدوان .

حماس خلقت مسببات الحرب وبررت للإحتلال العدوان على غزة وخسرت الحرب غزة وشعبنا هناك فانتصرت حماس!!! أكرر بهدوء وأقول خسرت غزة وفلسطين معها الحرب وانتصرت حماس... فالنصر بالنسبة لحماس قد يكون (إعلاما) و(إستعراضا) وقد يكون (صفقهً) فقط .

 الآن حماس تبحث عن مبررات (تمكينها) الوهمي في غزة وأقول (تمكين وهمي) لأنه يأتي على خلفية إنتصار وهمي.

وحتى يكون لحماس (دولة ) ولتكون الدولة هي (دولة الإخوان ) يجب أن تكون  من خلال بوابة الإحتلال الإسرائيلي وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وحماس الآن تبحث عن التمكين من هناك وتبحث عن (دولتها)الوهمية من هناك ولديها من الأدوات الكثير.. فحماس تمتلك علاقات إقليمية تجعلها قادرة على ذلك.

لا أريد أن أكون فظاً في ذكر الحقائق.. ولكن حماس تبحث عن (التمكين) والتمكين أساس من أسس العمل السياسي لدى (جماعة الإخوان)  ويهدف التمكين في غزة الى إقامة دولة دينية كأساس للدولة الإسلامية الموعودة وقد تكون هذه الدولة أساسا للحل السياسي القائم على منطق (الدولة الدينية) فتقوم الدولة الإسلامية في غزة وبالمقابل يتم الإعتراف بالدولة اليهودية في الحدود التي تراها إسرائيل مناسبة لليهود.

أخيرا" حماس أكثر من أستفاد من الحصار في تحقيق الإنتصار ...ففي الفترات الأولى للحصار حماس قامت بجمع الملايين من الشواكل والجنهيات والدنانير والدولارات من( أنفاق الحصار)... بل ان حماس مأسست الأنفاق وجعلت لها هيئة رسمية تابعة لإسماعيل هنية وذلك لأن الأنفاق مصدر المال الحلال.

طبعا"حماس استفادت من الحصار  في كسب تعاطف العرب والمسلمين وبل أحرار العالم وأستغلت الحصار ليكون وسيلة للضغط على الدولة المصرية المستهدفة من قبل الكثير من الاعداء بحيث ظن البعض بأن الحصار على غزة بسبب مصر وليس بسبب إنقلاب حماس ورفضها لعودة قوات الرئاسة الفلسطينية على المعبر، كذلك حماس استفادت من الحصار الإسرائيلي عليها  عسكريا" وأمنيا" لأن الحصار جعل لها مبرراً للتحرك عبر الأنفاق وبالطرق السرية مما ساهم بتعزيز  عملها الامني في المنطقة وبشكل خاص في  سيناء المصرية وحاولت كذلك بدول أخرى .

الان ولتبرير كل سياسة حماس يوجد لديها مبرر واحد وهو كسر (الحصار)... والسؤال هنا هل كانت غزة محاصره قبل حكم حماس لها.

أكرر لعلنا معاً نصل الى حقائق ..هل كانت غزة محاصرة قبل إنقلاب حماس !!! ألم نكن نطور في الميناء!! ألم نكن نملك مطارا !!! غزة للأسف الان تباع وتشترى لأجل صفقات حماس ومشروعها (للتمكين).

 إن حماس أكبر مستفيد من الحصار لأنه صانع الإنتصارات الوهمية لحماس فحماس تستخدم كسر (الحصار) كحجة لتبرير (تمكينها) ولتبرير(مفاوضاتها) لتبرير (سياستها) ولتبرير(تخليها عن القدس) ولتبرير (تراجعها عن شعارات (خيبر خيبر.. وقف إسلامي.. حرمة المفاوضات).

شعبنا وغزة أكبر من الصفقات وأدعو حماس من جديد لتكون فقط فلسطينية وعندها ستجد الكثير من الحلول لفك الحصار على غزة.