بعيداً عن الأضواء، زار مدير عام الأونروا في لبنان ماتياس شمالي مدينة صيدا والتقى رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود في مكتبه في ثكنة زغيب العسكرية بحضور مدير مكتب الأونروا في المدينة ابراهيم الخطيب، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع الحياتية والانسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الجنوب إلى جانب الوضع الأمني فيها وانعكاسه على تلك الأوضاع.

ويعود شمالي مجدداً إلى صيدا يوم الخميس ليلتقي عدداً من فاعليات المدينة، من دون أن يُعرف ما إذا كان سيعرج في طريقه على مخيم عين الحلوة خاصة في ظل الظروف الأمنية التي يعيشها حالياً.

وبحسب أوساط فلسطينية مطلعة، فان زيارات شمالي إلى صيدا وإن كانت تعد «بروتوكولية» للتعارف، فهي تكتسب أهمية من حيث توقيتها بالتزامن مع تفاقم الأزمة المالية التي تعانيها وكالة الأونروا والتي تنعكس بدورها مزيداً من تقليص التقديمات والخدمات للاجئين والنازحين الفلسطينيين، وآخر مظاهر هذه الأزمة ما تردد عن احتمال تأجيل العام الدراسي في مدارس الأونروا، وما يتم تحضيره من تحركات رافضة لهذا التقليص ومطالبة الدول المانحة بتجديد دعمها للوكالة الدولية باعتبارها الشاهد الحي الوحيد على قضية اللاجئين. وأيضاً تكتسب أهمية لتزامنها مع الأحداث الأمنية التي يشهدها مخيم عين الحلوة وتأثر الحياة اليومية للاجئين كما عمل الوكالة، بالوضع الأمني المتوتر الناجم عنها.

ووفق الأوساط نفسها، فان شمالي سيحاول خلال هذه اللقاءات أن يطلع فاعليات المدينة، الحاضنة لأكبر تجمع للاجئين والنازحين الفلسطينيين في لبنان يتركز في مخيم عين الحلوة، على واقع الأونروا وما تعانيه من صعوبات في القيام بمهامها في ظل تضاؤل جرعات الدعم التي كانت تتلقاها من الدول المانحة وسيبحث معهم كيفية التخفيف من وطأة هذا الواقع.

ويرى متابعون لحركة شمالي في اهتمامه بزيارة صيدا تحديداً ولقاء فاعلياتها في هذه الفترة، محاولة لإستطلاع آراء ومواقف مختلف الأفرقاء فيها سواء في ما يتعلق بأزمة الوكالة نفسها خاصة في ظل تصاعد وتيرة تحركات اللاجئين المناهضة لها، أو في ما يتعلق برؤيتهم لمآل الوضع الأمني المتوتر في مخيم عين الحلوة وتأثر أوضاع اللاجئين كما عمل الوكالة به.