ما زال الإخوة في حركة حماس في رهان مستمر على تغيير ما في موازين القوى في المنطقة.. تارة يلتحقون بركب المحور السوري الايراني.. وتارة القطري التركي واستكشفوا مؤخرا غور المحور السعودي والفكاك من الحوثيين ومن قبله محور الهدنة والدردشة عبر سويسرا وانفصال غزة عن الضفة.
رهانات خارجية خبط عشواء ليس هدفها انقاذ غزة من حصارها بل الحفاظ على سيطرة حماس عليها مهما كان الثمن السياسي وتبديل المواقف لقاء دعم سياسي أو مادي خارجي. ولعل فرض المزيد من الضرائب على شعبنا في غزة هو نتاج انقطاع الدعم الايراني وجفاف المنبع القطري ووصل الأمر إلى وقف ايران لدعمها الذي لم ينقطع إلى كتائب القسام ما يعني اضعاف العمود الفقري للحركة الذي ظل بمنأى عن التجاذبات السياسية. لكن الانقلاب على الموقف الايراني في اليمن من قبل قادة حماس السياسيين أدى إلى هذا الموقف.
لقد قلنا مراراً أن لا مخرج لا لحماس ولا لغزة سوى بتنفيذ اتفاق المصالحة وإطلاق يد حكومة التوافق لتمارس دورها دون منغصات واشتراطات مزاجية هدفها عرقلة التوافق والمصالحة معا، لأن الدوامة التي تعيشها المنطقة تفترض من العقلاء منا أن يضعوا المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، فليست قضيتنا قضية رواتب موظفين بل قضية شعب بأكمله، وليست حصار غزة فقط بل حصارنا كلنا، وليس أمامنا سوى حكومة يمين تحمل برنامجا استيطانيا عدوانيا هنا وهناك ولا تبيت لنا سوى المزيد من القهر والحصار والعذاب. من يراهن على الماء البعيدة فلن يطفئ النار القريبة.. لنراهن على وحدتنا وتوافقنا ففيه منجاة لشعبنا وقضيتنا العادلة.والله من وراء القصد.