لم تنقطع عمليات بناء لمستوطنات في القدس الشرقية، رغم ادعاءت وزير الاسكان والاعمار الاسرائيلي أرييل أتياس من أن السلطات الاسرائيلية لم تصرح باي مشروع بناء في الضفة الغربية او القدس الشرقية منذ تولي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو منصبه في نهاية آذار (مارس)، كما تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم.

وتضيف الصحيفة قائلة انه "فيما يجادل الاسرائيليون والاميركيون والفلسطينيون في موضوع البناء وراء الخط الاخضر لما قبل العام 1967، فان اعمال البناء مستمرة". ويطالب الفلسطينيون بتجميد كامل كشرط مسبق لاستئناف محادثات السلام، وتحث الولايات المتحدة على التجميد ولكن ليس كشرط مسبق، اما اسرائيل فانها تعرب عن استعدادها في التفكير بالتجميد مستقبلا.

ويقول حاييم ايرليخ، منسق سياسة التنمية في منظمة "ارعميم" غير الحكومية التي تنادي بـ"المشاركة المتساوية" في القدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين ان هناك اكثر من 20 مشروعا جديدا في القدس الشرقية ينتظر موافقة البلدية، وان "من المتوقع ان تحظى كلها تقريبا بالموافقة، غير ان السؤال هو متى يتم ذلك".

غير أن إيليشا بيليغ، عضو المجلس البلدي عن حزب "ليكود" الذي انتقد التأخير في صدور تصاريح البناء، قال ان هناك عددا من المشروعات التي رفضت لاسباب سياسية.

وقد جرى تنفيذ العدد الاكبر من مشروعات الاسكان فوق اراض الملكية الخاصة ولا تخضع رسميا لتصريح وزارة الاسكان والاعمار، واحدها على الاقل مبنى يضم اكثر من 750 وحدة سكنية في حي "بسغات زئيف"، شمال شرق القدس، وذلك خلال فترة رئاسة نتنياهو.

وكان أتياس قد صرح للقناة الاولى الاسرائيلية مساء الثلاثاء انه "لم يصدر اي عطاء لاعمال بناء داخل المستوطنات او القدس الشرقية او خارجها". وتبريرا لهذا التصريح قال احد المسؤولين في وزارته ان مشروع "بسغات زئيف" ليس "جديدا" لان العقود الاصلية ابرمت خلال فترة رئاسة ايهود اولمرت لمجلس الوزراء. لكنه رفض التعليق على المشروعات الخاصة القائمة في القدس الشرقية متعللا بانها لا تقع ضمن اختصاص وزارته.

وكان أتياس قد اصدر تصريحات مماثلة تتعلق بالبناء في اواخر آب (اغسطس) لمواجهة الضغوط الاميركية التي دعت الى تجميد البناء في الضفة الغربية والقدس الشرقية. الا انه تبين بعد ايام من تصريحاته ان بلدية القدس تدرس خططا لبناء مجمع سكني كبير في منطقة راس العمود بالقدس الشرقية اضافة الى مشروعات اضافية في احياء اخرى من القدس الشرقية.

وأوضح ايرليخ ان "جميع المشاريع يجب ان تمر عبر لجنة التخطيط الحكومية" وان كانت البلدية لا تخضع مباشرة لوزارة أتياس للاسكان والاعمار. واشار الى مشروع فندق شيبرد المثير للجدل في حي الشيخ جراح حيث قد تأخر بناؤه لسنوات بسبب الضغوط السياسية. وتساءل عن "السبب في التغيير المفاجئ" حيث ان رئيس بلدية القدس السابق رفض الموافقة على تصريح البناء بينما وافق عليه رئيس البلدية الحالي نير باركات. "ما الذي حدث باستثناء التغيير في اسم رئيس البلدية؟".

ويقول ايرليخ "مضى زمن رفضت فيه بلدية القدس اي عمليات بناء في القدس الشرقية. اما الان فانها توافق على مجموعة من المشاريع". فقد تمت الموافقة على مشروع بناء "بسغات زئيف" الذي تأخر لمدة عام الى ان استملكت وزارة الاسكان والاعمار وسلطة الاراضي الاسرائيلية قطعة الارض واعلنت العطاءات النهائية للبناء عليها.