بدعـوة من رئيسة فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان "آمنة سليمان" نُظّمت ورشـة عمـل بالتواصل وتبادل الخبرات في مقر الاتحاد بعين الحلوة يوم الاثنين 2\3\2015، واستضافت خلالها عضو الأمانة العامة أمينة سـر الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية "منى الخليل"، وعضو المجلس الإداري للإتحاد "عفاف غطاشـه" القادمتين من الوطن للمشاركة بأعمال "مؤتمر تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسـة والعامـة للنساء" في بيروت.

 وحضر الورشـة عدد من عضوات الهيئة الإدارية للفرع، ومسؤولات الاتحاد في المناطق والمراكز، ومديرو برامج الاتحاد في مخيمات لبنان على اختلافها، وممثلون عن مؤسسة الكرامة للمعوقين الفلسطينيين، ومركـز الأمل للمسنين، ومعرض التراث الفلسطيني الدائـم.

افتتـحت "سليمان" أعمال الـورشـة بالترحيب بالحضور، وقدّمت مداخلة تطرقت فيها لحالة اللجـوء والعذابات التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان خاصةً في ظل الحرمان من حقوقهم الحقوق المدنية والإنسانية وتردي الأوضاع الاقتصادية في الوقت ذاته، ونوّهت بأجندة الاتحاد وبعلاقات التشبيك التي يقيمها مع مؤسسات المجتمع المدني اللبنانية، ومع المؤسسات المجتمعية والحكومية المساندة للفلسطينيين ودورها المهم بتبني العديد من مشاريع التأهيل ولفئات عمرية متفاوتة ومنها بشكل خاص الاطفال والنساء.

وبعد ذلك قدّمت مسؤولات المناطق ومديرات برامج المجتمع الأهلي بالإتحاد ومن خارج الاتحاد العديد من المداخلات فعرضن لمكانة دور رياض الأطفال بتأهيل المئات من أطفال المخيمات، وبرامج التأهيل والعلاج الفيزيائي تجاه مئات الاطفال من ذوي الاحتياجات الإضافية ومنهم من أُجرِيت لهم عمليات جراحية على حساب المانحين، وحصل آخرون وبالمجان على معدات ووسائل معينة، علاوةً على عدة برامج من القروض لتمكين المرأة اقتصاديًا، وقرض المهن للشباب، والقرض الدوار والقرض الجامعي، ومساعدات التكافل الأسري، وبرامـج "الجندر"، وتمكين المرأة سياسيًا وبالشأن العام، ومناهضة العنف ضد المرأة، وتقديم المشورة والنصح من خلال مراكـز الاستماع للمعنّفات وأطفالهن، ورعاية المسنين من خلال مركز الأمل للمسنين، ورعاية الفلسطينيين ذوي الاحتياجات الخاصة عبر مؤسسة الكرامـة والدعوة لمشاركتهم بتنفيذ أجندة الاتحاد.

بـدورها عرضت منى الخليل لواقـع الحركة النسوية بالوطن ومكانة ودور الاتحاد العام بلم الشمل وتشكيل الائتلاف النسوي الفلسطيني، باعتباره قـوة ضغـط بموازين مؤثرة وساهمت بتعجيل الموافقة على إعلاء الصوت النسوي في المحافل الشريكة بالوطن، وأدت دورا بمصادقة السلطة الوطنية على اتفاقية منـع التمييز السيداو الدولية، ودفعت الحركة النسوية لسن قانون بتجريم قتل النساء على خلفية الشرف، ونوّهت لـدور الاتحاد في مواجهة السياسات الاحتلالية الصهيونية، والمشاركة بتنظيم وترسيخ التضامن مع الأسرى ليكون بمثابة اعتصام اسبوعي، مشيرةً إلى أن العمل جـارٍ لسن قانون الحـد الأدنى لأجـور النساء العاملات في مجال الخدمات، ويتواصل الاتحاد مع النقابات لإدخالهم بقانون العمل في مجال الزراعة.

من جهة ثانية لفتت الخليل لجملة توجهات يتبناها الاتحاد للحد ما أمكن من هـول معاناة الغزيين والغزيات من خلال العمل على فتـح تعاونيات، والاتفاق مع صندوق العمل لتشغيل الخريجين بمرتب شهري "300$" لمدة ثلاثة أشهر تحسُّبًا من البطالة وسيستهدف 173 خريجًا وخريجة ريثما ينجح الاتحاد بالحصول على موافقة القطاع الخاص لتثبيت أقلـه ذو الكفاءة، وربطًا بذلك فمساعي الاتحاد تنحو باتجاه تنسيب الخريجات المتدربات واقله لمدة اسبوعيين بدورات بالمفاهيم والحقوق النسوية، ونوهت بجـرأة عضوات الاتحاد في قطاع غـزة اللواتي ينظّمـن وبشكل اسبوعي اعتصامًا ضـد الاعتقال.

من ناحيتها رأت عفاف غطاشـه بمؤتمر بيروت فرصة للتأثير بماهية الحراك النسوي، وسـلّطت الضوء على القواسم المشتركة وطبيعة المعيقات، ورأت بأجندة وبرامج فـرع الاتحاد في لبنان وإهتمامه بالمسنين "لفتة كريمة وتدل على نبل وانسانية وانجازًا كبيرًا، وأدرجت سياسة الاتحاد بالتمكين الاقتصادي للفلسطينيين بسياق التحدي للسياسات الاحتلالية الاسرائيلية جـراء مغزاها بتعزيز ثبات الفلسطينيين وصمودهم وتمسكهم بحقوقهم الوطنية وعـدم السماح بمحـو الذاكـرة الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة، وتوقفت حيال الحراك النسوي فأكـدت "ان النساء هـن الفئة الأشـد تهميشًا في المجتمعات والأقـدر على البذل والعطاء في سبيل العائلة ودون مقابل. كما أكـدت أن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يبقى رغم ما قـد يعتريـه أو يعترض عمله من صعوبات واشكالات، يبقى مظلة لعموم الحركة النسوية الفلسطيني، ما يستدعي برأيها إيلاء الشأن النسوي العام بالإتحاد أكبر درجة من الاهتمام والمسؤولية. وختمت بدعـوة الاتحاد لرصـد كافـة الانتهاكات الممارسـة ضـد المرأة، وتسليط الضوء على القضايا الـمُجحفـة بحقها.