يبحث نتنياهو عن فلسطيني وربما (غريب) بلحية وشعر داعشي أو ما شابه، ذي قابلية لهذا النوع من الأعمال، لتفخيخه وتفجيره عن بعد بين المدنيين الاسرائيليين، ثم يتخذ الضحايا كمبكى على جدار ضمير ومشاعر المجتمع الدولي، لافشال الهجوم الفلسطيني – العربي في ميدان القانون الدولي ومجلس الأمن الدولي، فيوجه ضربة قاضية للمشروع الوطني الفلسطيني، ويبعد امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 الى ما وراء الأفق!، ولا نستغرب ان شهدنا بروز متطوع تحت اسم وراية مستحدثين، ليقدم له هذه الخدمة بحكم التقاء المصالح، ومنع حركة التحرر الوطنية الفلسطينية من تحقيق ولو (نصف انتصار) في معركتها في ميدان القانون الدولي، فالتوأم الفاشي العنصري الارهابي موجود وجاهز لمهمة انقاذ دولة الاحتلال، وصلة القرابة بين اصحاب مشاريع الدول الدينية من المستوى الأول، رغم انجابهم من زواج باطل، لا يقر به قانون وضعي او شريعة دينية، فحتى الشواذ لا يعترفون به !
 
تصنع دولة الاحتلال شيطان الارهاب الديني، وتنفخ في بالونات جرائمه، وتفرقعها في وجه أي مطالب بتحقيق شرعية القوانين والمواثيق الدولية الانسانية، بالتزامن مع فتح ذاكرة المآسي في معسكرات ( اوشفيتز النازية ) في محاولة لإقناع العالم أن استعباد شعب فلسطين، واحتلال ارضه واقتلاعه منها وإحلال المستوطنين مكانهم، وتهويد مقدساته، وتطبيق قوانين عنصرية على الملايين الموجودين على ارضهم، ومنع اللاجئين من العودة وحق التعويض، ورفض الاعتراف بحق الفلسطينيين بتقرير المصير ونيل الحرية والاستقلال، هو لحماية اليهود وامن اسرائيل ( دولتهم القومية ) كما يرغب نتنياهو بتسميتها !.
 
لا يحتاج نتنياهو لإقرار خطة حرب جديدة كما ادعى، ولا لمواجهة الضغوط الدولية حتى لا يضطر للانسحاب الى حدود عام 1967، ولا يحتاج لأي رد فعل على ارادة دول وحكومات وبرلمانات العالم، حتى لا يصل الارهاب الى تل ابيب، او حتى لا تنشأ بجواره ايران صغيرة كما يحاول تخويف الاسرائيليين واستغناء العالم !!! لا يحتاج كل ما سبق، اذ يكفيه اغلاق وتفكيك اكبر مصنع للإرهاب وجرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية على وجه الكرة الأرضية، ليحظى الاسرائيليون بالسلام الحقيقي والأمان والتعايش والاعتراف. عليه انهاء الاحتلال والاستيطان، والقبول بسقف زمني تقرره ارادة العالم، وتدمير مفاهيم التفوق والتَّمَيُز العنصرية، والإقرار بحق العرب الفلسطينيين بقيام دولتهم على هذا الجزء من وطنهم التاريخي والطبيعي فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، ونبذ ارهاب الدولة، وإحراق مخططات الاستيطان، لأنها ستبقى الدليل الدامغ على جرائم الحرب الاسرائيلية، ليس هذا وحسب، بل محوها من عقلية اليهودي الفردية والجمعية.
 
قد تتخذ دولة الاحتلال بقيادة نتنياهو قرار المواجهة مع الشعب الفلسطيني، وتصعيد وتيرة الهجوم عليه المستمر منذ أكثر من مئة عام، لكنه مع كل يوم سيكتشف ويفاجأ بقدرة الفلسطينيين على ابداع اساليب مقاومة مشروعة، وصور الصمود، والتجذر في الأرض، ويعود للمخططين الاستراتيجيين عنده ليسألهم عن السر، ويقول صاحب ضمير استيقظ لتوه: ان الشعب الفلسطيني محكوم بمنطق الحق، أما انت ومن معك فمحكومون بعقلية شيطان الارهاب.. وربما يقول له واحد ممن يعرفون اسرار العالم: العالم يترنح بسبب فقدان العدالة، وخروج اسرائيل على قيم الأخلاق والقانون وشرعة حقوق الانسان، وبدا يستعيد توازنه منذ اعترافه بالحقيقة العربية الفلسطينية على هذه الأرض المقدسة، فقد كان نكرانها، ومحاولات دفنها حية، سببا للكثير من المآسي التي تعرضت لها شعوب المنطقة والعالم،ويكون سببا لانتشار نار حروب دينية يصنع سلاحها في اسرائيل، تفوق قدرة سلاح التدمير الشامل على افناء فكرة الانسانية.
 
ضل نتنياهو فيما هو يبحث عمن يفجر عقلية الكفاح الفلسطينية المعاصرة، فهل تراه يحظى بواحد ممن امتهنوا الضلال والتضليل، فنسقط في الطريق ويصل هو الى منبر صلاح الدين سالما معافى؟! فاليقظة والحذر يا شعبنا.