يبدو ان شبح الانتخابات البرلمانية المبكرة عاد ليخيم على اسرائيل امس في ظل التجاذبات والخلاف حول ميزانية عام 2015 بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية يائير لبيد. وفي مؤشر على إمكانية إجراء تغيير في الائتلاف الحكومي، التقى نتنياهو امس، بأعضاء كنيست من المتدينين الشرقيين "حريديم" ، وجاء هذا اللقاء بمبادرة من نتنياهو وهو الثاني خلال أسبوعين، واعتبر معلقون إسرائيليون أنه يرسل رسالة سياسية إلى حزب "ييش عتيد" بأنه يوجد بديل لهم. الا أن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، رفض مساء امس، إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي بديل، وشدد على أن حزبه سيوافق فقط على أحد خيارين؛ إما الائتلاف الحالي، أو الانتخابات.
وقال الوزير الإسرائيلي، يعكوف بيري، إنه تحدث امس، مع أعضاء كنيست عرب، وفحص معهم موافقتهم على أن يشغل لبيد رئيس حزب هناك مستقبل "ييش عتيد"، منصب رئيس المعارضة بدلا من عضو الكنيست يتسحاك هرتسوغ من حزب العمل.
جاء ذلك بعد أن عجز لبيد ونتنياهو، عن التوصل إلى تفاهم بشأن الميزانية، وبعد أن قام الأخير بتوجيه انتقادات مبطنة للبيد في جلسة لهيئة أركان الجيش في "المجلس الإقليمي أشكول". ونقل عن مصادر في "ييش عتيد" قولها إنهم يستعدون لكل إمكانية في حال عدم تمرير الميزانية وعدم حل الأزمة.
وقال د. جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديقراطي في الكنيست "اتصل بنا يعكوف بيري وقال إن لبيد يريد ترؤس المعارضة ويطلب دعمنا لذلك، برأيي ما هذه إلا مناورة بائسة سربت بقصد للإعلام لتشكيل ورقة ضغط في اللحظات الأخيرة على نتنياهو لتحقيق مطالبه".
وأضاف زحالقة: "لبيد لم يطرح بديلًا سياسيًا لنتنياهو، وخلافهما حول أمور اقتصادية فقط ولا أظنه سببًا كافيًا لخروجه من الائتلاف خاصة مع وضع حزبه الصعب جماهيريًا، حيث من الممكن أن يقضي على ما تبقى له من شعبية في حال خرج من الائتلاف. نحن في كل الأحوال لا نرى سببًا لدعمه لترؤس المعارضة، ولو كان حزبه هو الأكبر فليس بالضرورة أن يكون الرئيس مع التأكيد على أن موضوع خروجه من الائتلاف مستبعد جدًا".
وقال النائب عن القائمة العربية الموحدة ، مسعود غنايم"استبعد أن يخرج لبيد من الائتلاف الحكومي، فوضع حزبه صعب جدًا على الصعيد السياسي والجماهيري، وآخر الاستطلاعات تمنحه خمسة مقاعد مع أنه يحتل 19 مقعدًا حاليًا، إضافة لذلك سيفقد مصداقيته بعد الشعارات التي طرحها وتعهد بها. لكن في حال خروجه فليس مفهومًا ضمنًا أن يكون رئيسًا للمعارضة".
بدوره عقب رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، د. حنا سويد "بتقديري شبه مستحيل أن يخرج لبيد من الائتلاف، فمشاريعه وقوانينه التي يطمح لتمريرها تتعلق بغالبيتها بالميزانية وعدم رفع الضرائب ومشاريعه جميعها مربوطة بالاقتصاد، وهذه أمور لن يتمكن من تحقيقها اذا كان خارج الائتلاف، برأيي لا يوجد توافق بين الحدث ومسبباته، خروج يائير لبيد من الائتلاف سيكون حول خلاف سياسي فقط وهذا ما ليس قائمًا حاليًا، وهذه مجرد مناورة ضاغطة لتحقيق مطالبه وتمرير قوانينه وإجبار نتنياهو على عدم رفع قيمة الضرائب".
وقال د. باسل غطاس النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي: "لا أرى يائير لبيد وحزبه خارج الحكومة، هذه الخطوة جاءت كمحاولة ضغط على نتنياهو ليوافق على عدم رفع قيمة الضرائب وإزالة قيمة الضريبة المضافة عن أسعار الشقق السكنية، وكمقابل لاجتماع نتنياهو مع المتدينين التي تعتبر ورقة ضغط مقابلة من قبل نتنياهو على لبيد". وأضاف: "احتمال ضعيف جدًا أن يكون الأمر حقيقيًا، وحتى لو كان فهذا لا يعني أن يكون لبيد رئيسًا للمعارضة".
وكان نتنياهو قد صرح في جلسة هيئة أركان الجيش إن الحكومة صادقت على خطة واسعة النطاق في الجنوب، مضيفا أن "بناء البلاد بحاجة إلى اقتصاد قوي وأمن". وقال أيضا إنه "من السهل نثر التعهدات، ولكن الأصعب هو إدارة سياسة مسؤولة". وأضاف أن الاقتصاد الإسرائيلي حصل على علامات عالية في الأسواق الدولية.
وأشار نتنياهو إلى أن ميزانية الجيش هي إحدى نقاط الخلاف بينه وبين لبيد، وقال إن التهديدات الأمنية تلزم بزيادة ميزانية الجيش، مضيفا أنه "المسؤول عن الحفاظ على الأمن وعلى الاقتصاد، وأن هذه الاعتبارات هي التي وجهته في الميزانية".
يذكر أن نتنياهو، وبناء على طلبه، قد التقى صباح امس، للمرة الثانية خلال أسبوعين، مع ممثلي "الحريديم"، عضوي الكنيست موشي غفني ويعكوف ليتسمان من كتلة "يهدوت هتوراه". ونقل عن مصادر سياسية قولها إن نتنياهو يسعى إلى تحسين العلاقات في حال طلب منه إجراء تغيرات في الائتلاف الحكومي خلال الدورة الشتوية.
وفي مؤشر على إمكانية إجراء تغيير في الائتلاف الحكومي، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بأعضاء كنيست "حريديم"، وجاء هذا اللقاء بمبادرة من نتنياهو وهو الثاني خلال أسبوعين، واعتبر معلقون إسرائيليون أنه يرسل رسالة سياسية إلى حزب "ييش عتيد" بأنه يوجد بديل لهم.
ولم ترشح أنباء حول فحوى اللقاء، لكن مصادر سياسية قدّرت أن خطوة نتنياهو المتمثلة باستدعائهما مجددا تهدف إلى كسب ودهم والتقرب منهم والاستعداد لإمكانية أن يتطلب منه إجراء تغييرات في الائتلاف الحكومي خلال الدورة الشتوية للكنيست.
وكان نتنياهو قد أجرى لقاء مع الحريديم مطلع الشهر. وقالت مصادر سياسية لصحيفة "هآرتس" إن نتنياهو بهذه الخطوة يلوّح في وجه لبيد وباقي شركاء الائتلاف بأن لديه خيارات أخرى في حال قرر أحدهم الانسحاب أو التهديد بالانسحاب من الائتلاف.
ورفض ليبرمان، مساء امس، إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي بديل، وشدد على أن حزبه سيوافق فقط على أحد خيارين؛ إما الائتلاف الحالي، أو الانتخابات. وجاء أنه في ظل الخلافات حول الميزانية، وتبادل التصريحات العلنية بين نتنياهو ولبيد، قال ليبرمان رئيس حزب "اسرائيل بيتينا" إنه في "عصر الهزة الأمنية في الشرق الأوسط فإن إضافة هزة سياسية أمر غير مسؤول. لن نوافق على أي تغيير".