وصل الرئيس محمود عباس عمان امس قادما من القاهرة حيث عقد فيها عدة لقاءات مهمة في مقدمتها لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، ووزير المخابرات المصرية العامة الوزير محمد التهامي، ووفدا دينيا برئاسة مفتي الديار المصرية شوقي علام، كما استقبل وفدا قياديا من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأجرى الرئيس عباس مقابلة متلفزة مع فضائية "صدى البلد" المصرية أعلن خلالها أنه سيطرح مفاجأة خلال الأسبوع المقبل بشأن القضية الفلسطينية.
واستقبل الرئيس عباس، بمقر إقامته في العاصمة الأردنية عمّان، امس، رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة. وتطرق اللقاء إلى التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد شعبنا، والانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات.
وخلال حواره مع الإعلامي أحمد موسى لبرنامج "على مسؤوليتي" على فضائية "صدى البلد" ليل السبت الاحد، قال الرئيس عباس انه سيطرح مفاجأة تتمثل بطرح حل غير تقليدى للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه لن يكون إعلان الحرب على إسرائيل بل سيكون حلا سياسيا دبلوماسيا، متوقعاً ألا يلقى قبول الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أنه سيصر وخلفه الدول العربية على ذلك الحل حتى لو رفضت أميركا.
وقال الرئيس عباس إنه سوف يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاسبوع المقبل. وأضاف "سأقول أمام الأمم المتحدة بدي دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس اليوم قبل غدٍ وإلا ستضيع هذه الفرصة الى الأبد"، مؤكداً انه لا يمانع من زيارة غزة .
وأضاف "أبومازن"، خلال حواره مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج "على مسئوليتي" المذاع علي فضائية "صدى البلد" أن العالم كله يوافق علي مطلبنا المشروع بما في ذلك الأميركان الذين يؤمنون بحدود الدولتين على حدود 67 ويصبح المعارض الوحيد لاقامة الدولة الفلسطينية هو إسرئيل".
وقال الرئيس ان جميع الفصائل الفلسطينية طلبت استكمال مفاوضات وقف اطلاق النار في القاهرة بما فيها حركة حماس. وأوضح "ان حركة حماس قالت خلال لقاء ثلاثي مع مشعل وأمير قطر بالدوحة انها تريد استكمال المفاوضات في مصر". وشدد الرئيس على دعم الجميع للمبادرة المصرية ودور مصر، قائلا " لم اسمع احدا ضد المبادرة المصرية". لكنه أكد ان العودة للمفاوضات بحاجة الى هدوء ووقف اطلاق النار للحديث عن الشروط بهدوء.
وحول موضوع معبر رفح، كشف الرئيس عباس عن موافقة مصر على تأهيل وتدريب عناصر حرس الرئاسة الفلسطينية حتى يتمكنوا من العمل على المعبر. وأوضح انه طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الاخيرة باستيعاب عدد من كوادر حرس الرئاسة لتدريبهم ليتمكنوا خلال شهرين من استلام المعبر والحدود مع مصر بعد التدريب، مؤكدا موافقة الرئيس السيسي على الأمر. واضاف الرئيس "نحن بانتظار انتهاء العدوان لإرسال الكوادر للتدريب، والعمل على المعبر وفق اتفاق 2005".
وحول لقائه مع امير قطر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قال الرئيس ان الاجتماع بحث ثلاث قضايا اساسية:
اولا: كيفية الوصول الى تهدئة وتوحيد المواقف، لافتا الى انهم يدرسون تهدئة مفتوحة حتى تتم معالجة كافة القضايا.
ثانيا: الحكومة ودورها في قطاع غزة.
ثالثا: الوصول الى حل جذري سياسي لمواجهة الازمة.
وأكد ان السلطة عزلت اسرائيل دوليا خلال العامين الماضيين، حيث أخذت اوروبا قرارا بالامتناع عن التعامل مع منتجات المستوطنات باعتبارها غير شرعية. وأكد الرئيس ان كيري هو الشخص الوحيد الذي طلب نزع سلاح المقاومة بجانب اسرائيل لكن الرئيس رد عليه بضرورة استقلال فلسطين وحريتها ومن ثم التفكير بسلاح المقاومة.
واستقبل الرئيس عباس، قبل مغادرته القاهرة امس، وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة والوفد المرافق. وأطلعه على آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
وأكد الرئيس أولوية تثبيت التهدئة لوقف العدوان وحقن دماء أبناء شعبنا، والعمل على فك الحصار الظالم المفروض على شعبنا في قطاع غزة من قبل الاحتلال. وأشاد بالمواقف المميزة التي تبذلها الجزائر لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يؤكد عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والجزائري.
بدوره، قال الوزير لعمامرة، في تصريحات صحفية عقب لقاء الرئيس عباس، إن الجزائر ستكون حاضرة حيث ما تتطلب المصالح الفلسطينية. وأشار إلى أنه ناقش الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، وتفعيل المساعي الرامية لإيجاد الحل السياسي من خلال المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي والتي ترعاها مصر، أو الاعتراف الدولي والإسرائيلي بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع لعمامرة: "تطرقنا لتحليل معمق وتبادل المعلومات في معظم هموم العرب حاليا، وكالعادة هناك اتفاق شامل وتطابق في وجهات النظر وسنواصل هذا التنسيق مع القيادة الفلسطينية". وقال إن الدبلوماسية الجزائرية تعمل يدا بيد مع الدبلوماسية الفلسطينية في العالم، خاصة مع الأمم المتحدة، للتعبير للرأي العام ولاستغلال كافة الفرص المتاحة عربيا وإسلاميا في إطار حركة عدم الانحياز، من أجل هذه الهبة القوية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم.