تضامناً مع شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وعلى كافة مساحة الوطن، ضد العدوان البربري الاسرائيلي ضد المدنيين والابرياء وخاصة الاطفال، نظم وفد المنظمات النسائية اللبنانية اعتصاماً في مكتب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في مخيم شاتيلا، ظهر اليوم الثلاثاء 19\8\2014.

وضمَّ الوفد مسؤولة العلاقات الخارجية في لجنة حقوق المرأة اللبنانية المنسِّقة العامة للمركز الاقليمي العربي في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ليندا مطر، ورئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية عزة الحر مروة، ورئيسة جمعية حقوق الانسان نوال حيدر، وعضو جمعية حقوق الانسان سلوى الايوبي، وعضو المكتب السياسي في حركة أمل شهناز ملاّح، وعضو جمعية وردة بطرس (مساواة) غادة بشارة، وعضو جمعية الاهل للمعاقين صابرين سروجي، وعايدة نصرالله الحلواني عن لجنة حقوق المرأة.

وكان في استقبال الوفد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل، وعضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان زهرة الربيع، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني سميرة صلاح، وعدد من عضوات وكوادر الاتحاد.

استهلّت جبريل الحديث بالترحيب بالوفد النسائي الذي يزور المخيم ضمن سلسلة زيارات قام بها للمخيمات الفلسطينية، لافتةً إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن حدث اليم على الشعب الفلسطيني، الا وهو العدوان الاسرائيلي المجرم على شعبنا الفلسطيني في الوطن، حيث ذهب منذ بدايته لغاية اللحظة اكثر من الفي شهيد جُلُّهم من الاطفال والنساء والشيوخ، وعشرة آلاف جريح، وتهجير اربعماية الف فلسطيني، وتدمير آلاف المنازل والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية والخدماتية، واضافت "العدوان الاسرائيلي لم يكن يستهدف المقاتلين، بقدر ما كان يستهدف قتل الحلم الفلسطيني، الذي ناضل من اجله الفلسطينيون على مدى سنين، بإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودتهم الى ديارهم".

ورأت ان الشعب الفلسطيني بوحدته وبإرادته وإيمانه بعدالة قضيته، استطاع هزم العدوان مشيدة  بالوحدة التي تجلّت بوحدة المقاتلين وبوحدة الموقف السياسي.

وحيّت جبريل الوفد الفلسطيني المفاوض الذي لم يتنازل عن أي بند من بنود الاتفاق، كما وجهت التحية الى شعوب العالم الذين هبوا متضامنين مع فلسطين و الشعب الفلسطيني، خاصة في امريكا اللاتينية.

وتطرقت جبريل الى الاوضاع المعيشية والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان بشكل عام، والفلسطينيون في شاتيلا بشكل خاص.. هذا المخيم التي لا تتجاوز مساحته كيلومتر مربع واحد ويعيش فيه اكثر من عشرين الف نسمة، حيث زاد معاناته نزوح شعبنا من مخيمات سوريا، حيث لا كهرباء ولا ماء وبطالة مرتفعة وصلت الى نسبة 60%

وتوجهت جبريل الى ضيوفها بالقول: "لقد اثبتت الاحداث ان شعبنا الفلسطيني يرفض التوطين وبشدة، كما يرفض التهجير.. ولن يرضى الفلسطينيون وطناً بديلاً إلا فلسطين.. وما زال الكثير من اهلنا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم.. ولكن هذا الموقف بحاجة الى مقومات للصمود، منها اعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنية للعيش بكرامة الى حين تحقيق حلم العودة".

وأشادت بدور المرأة الفلسطينية ودورها النضالي والتضحيات الجسام التي تقدمها على مذبح الحرية والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

أمَّا ليندا مطر فقالت: "نعتبر اننا قمنا بهذه الزيارة الى القدس وان لهذه الزيارة موقف وجداني ومعنوي وانساني، وبعد استراتيجي يربط الشعبين اللبناني والفلسطيني بتاريخ ومصير مشترك". وأضافت "ان قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، ولا قضية تعلو عليها. لقد خيّب الحكام العرب آمالنا، بعدم قطع علاقاتهم مع اسرائيل، ونحن في لبنان المقاوم نفتخر بعدم اقامة علاقات مع هذا الكيان العنصري الصهيوني".

واستطردت: "نحن نعرف ان اسرائيل مدعومة امريكياً وعربياً، ولكن يبقى هناك فسحة للأمل.. المهم ان لا نفقد الأمل، لا يوجد في قاموس تحرير الاوطان كلمة مستحيل، بالمقاومة والنضال نجترح المعجزات. وفي كل الحروب هناك ضحايا.. هناك نصر يعني هناك خسائر.. معتبرة ان اسرائيل "أكلت كفًا" لن تنساه على مدى اعوام".

واعتبرت مطر ان الذي حقق النصر الفلسطيني هي الوحدة الوطنية التي ارعبت نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، حيث سارع نتنياهو ومنذ تحقيق الوحدة الوطنية الى محاولة اعادة الانقسام لتحقيق اهدافه التوسعية وضرب السلطة الفلسطينية ولمنع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والقضاء على حق العودة.

ولفتت مطر إلى ان جوهر الصراع في الشرق الاوسط هو القضية الفلسطينية، وانها المفتاح لكل القضايا العربية والاقليمية والدولية.

وختمت مطر الحديث عن الاتحاد النسائي الديمقراطي العربي وتاريخ تأسيسه والدول المشاركة بعضويته واهدافه، واشارت إلى ان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية من المشاركين في قيادته.

وكانت كلمات لعضوات الوفد اجمعت على: ادانة العدوان على غزة ومطالبة المجتمع الدولي تقديم اسرائيل لمحكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية باعتبار ما قامت به هو من جرائم الحرب، والتأكيد على التماسك، والوحدة الوطنية الفلسطينية فصائل وشعب، والتوجه الى الشعوب العربية والتعويل عليها، وليس على الأنظمة، بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والضغط على حكامها.

كذلك وجّهت المتحدثات الشكر الى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على الدور الوطني الكبير الذي تؤديه في كافة المجالات، وتوجيه التحية الى المرأة الفلسطينية المناضلة والمكافحة.