في بدايات العام الحالي، بدأ اسم OnePlus يتردد بين صفحات مواقع الأخبار التقنية، وبشكلٍ ما بدأ الحديث يدور حول هذه الشركة الصينية الناشئة الجديدة التي تريد هز سوق الهواتف الذكية وتغيير المفاهيم السائدة فيه. وكأن الشركة برزت فجأةً من اللامكان إلى القمّة، احتلّت أخبارها العناوين البارزة لمعظم المواقع المُهتمة بالتقنية، التي بدأت تتحدث عن هاتف غامض سيغيّر كل شيء يحمل اسم OnePlus One.

ما جعل الجميع يتحدث عن شركة OnePlus أنها وقفت بجرأة وقالت: يُمكننا أن نصنع هاتفًا ذكيًا بأعلى نوعية وأفضل المواصفات، وبنصف سعر الهواتف المُنافِسة. وقالت بأن الشركات تربح الكثير والكثير من أموال المُستخدمين، وبأنها تريد إثبات أنها تستطيع صنع هاتف من أعلى مستوى وتحقيق الربح دون الإثقال على المُستخدم. وأعلنت لاحقًا أنها ستبيع هاتفها القادم بسعر يبدأ من 300 دولار لكن بمواصفات وجودة الهواتف التي تُباع بـ 600 و 700 دولار. ومن هنا جاء شعار الشركة “لا تتنازل” Never Settle، بمعنى أنك ستدفع نصف ثمن الهواتف المٌنافسة، لكن دون أي تنازل عن الجودة أو المواصفات.

إن كنت ممن سمعوا عن الهاتف ويريدون معرفة المزيد، أو ممن يفكّرون بالحصول عليه فعلًا ويتساءلون عن مدى الجودة الفعلية التي يقدّمها بهذا السعر المُنخفض، سنقدّم لكم اليوم مراجعتنا الكاملة للهاتف، والتي ننشرها بعد اختبارنا للهاتف لمدة ثلاثة أيام، وسنحاول الإجابة على الأسئلة: هل يستحق الهاتف بالفعل كل هذه الضجة؟ هل صحيح أنك ورغم السعر المُنخفض لن “تتنازل” عن شيء من الجودة؟ كيف أداء الهاتف؟ ماهي ميزاته البرمجية؟ وكيفية الحصول عليه؟ كل هذا سنتحدث عنه في مراجعنا التي ستبدأ حالًا.

لا تتنازل

دعنا نبدأ مراجعتنا بالحديث عن هذه النقطة. الهاتف يُقدّم بالفعل مواصفات عتادية مُقاربة وأحيانًا تتفوق على ما تجده في أقوى الهواتف مثل Samsung Galaxy S5 و HTC One M8 و Sony Xperia Z2، لكن سعره يبدأ من 300 دولار أمريكي لنسخة 16 غيغابايت و 350 دولار لنسخة 64 غيغابايت.

وللإجابة بشكل مُختصر على هذه النقطة نقول: مع هاتف OnePlus One أنت بالفعل لن تتنازل، رغم أن بعض الميزات الإضافية تغيب عن الهاتف مثل الشحن اللاسلكي أو مقاومة الماء، لكن هذه الميزات ليست موجودة في جميع مُنافسيه كذلك، كما أنه يتفوق على مُعظم المُنافسين بامتلاكه لـ 3 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، ويُقدم جودة تصنيع وبناء عالية جدًا.

وكي تكون المُراجعة عادلة، قُمنا في هذه المُراجعة بالتركيز على مواصفات وميزات وتجربة استخدام الهاتف كما هو، بغض النظر عن سعره المُنخفض، أي أننا لم نضع السعر بعين الاعتبار، ولن (نغفر) للهاتف أي خطأ أو هفوة لمجرّد أن سعره مُنخفض. في الحقيقة فالهاتف ند حقيقي للهواتف من مستوى Galaxy S5 (لكنه ليس أفضل بالضرورة) بغض النظر عن سعره. ومن هُنا، فالهاتف لا يُقدم بالفعل أية تنازلات.

الآن نفتح الصندوق

2014-08-06 12.58.24

يحاول OnePlus One إثارة إعجابك بدءًا من الصندوق نفسه، ومن الواضح بأن الشركة أولت اهتمامًا كبيرًا بتصميم علبة الهاتف كي تُعطي المُستخدم انطباعًا مُباشرًا بأنها شركة تهتم بأدق التفاصيل، وبأن سعر الهاتف المُنخفض لا يعني بأن تحصل على تعليب سيء.

في الحقيقة يصل الهاتف بعلبتين وليس علبة واحدة، واحدة للهاتف نفسه (العلبة الكبيرة في الصورة أعلاه)، وواحدة تحتوي على الشاحن الخاص به. ونرى اهتمام الشركة بالتفاصيل حتى بطريقة تغليف علبه الهاتف بالكرتون الخارجي (الذي يحتوي بداخله على العلبة الفعلية الأنيقة)، فحتى كرتون التغليف الخارجي قد زودته بخيط بارز إلى الخارج مع شعار +1 لفتحه بسهولة من أجل الوصول إلى العلبة الفعلية في داخله. ولدى فتحه ستجد في داخله علبة مُغلفة بغلاف متين وبتصميم أنيق يجمع مابين الأحمر والأبيض:

2014-08-06 13.03.07

بفتح العلبة الحمراء، ستجد الهاتف محفوظًا ضمن طبقة قابلة للفتح، بحيث ترى الهاتف في الأعلى، وسلك الشحن الخاص به في الأسفل. سلك الشحن رائع التصميم بلونيه الأبيض والأحمر، وهو مُبسّط بطريقة تمنعه من الاشتباك وتُسهل تمييزه من بين الأسلاك الأخرى. ونرى في الجزء الأسفل كذلك حافظة حمراء اللون مُبالغ بأناقتها تحتوي بداخلها على الدبّوس الخاص بفتح درج الشريحة الخاصة بالهاتف وهي من نوع Micro SIM.

2014-08-06 13.05.09 copy

2014-08-06 13.10.49 copy

الانطباع الأول والتصميم

تنجح الشركة في إعطائك انطباعًا أوليًا بأنك وباختيار هذا الهاتف لم تتنازل عن شيء بالفعل، يبدأ هذا مع الصندوق الفخم والأنيق، ويستمر بمُجرد إخراج الهاتف من العلبة. الهاتف كبير، إذ يحمل شاشة بقياس 5.5 إنش (المزيد عن المواصفات لاحقًا)، وتصميمه بشكل عام يوحي بالقوّة والمتانة. ستعتقد عند إمساكه للمرة الأولى أنه سيكون ثقيل الوزن نوعًا ما، لكنك ستجد بأن الجهاز أخف ممّا تتوقع وهذا أمر جيد يجعل من استخدام الجهاز أكثر راحة. في الحقيقة الجهاز ليس ثقيلًا فيُزعجك، ولا خفيفًا جدًا بحيث يُعطي شعورًا وهميًا بقلّة الجودة، بل يقع وزنه في نقطة مُناسبة مابين النُقطتين.

2014-08-06 13.06.39

لكن أكثر ما يلفت نظرك في الجهاز عند إمساكه للمرة الأولى هو الغطاء الخلفي الخاص به. الغطاء مصنوع من البلاستيك، لكن لا تُقارنه ببلاستيك سامسونج، فهو عدا عن المظهر الفخم والمميز مُعالج بطريقة تُعطيه نوعًا من الخشونة الرملية. النسخة التي أجرينا المُراجعة عليها هي النسخة المُسمّاة SANDSTONE BLACK وهي التي تأتي بسعة 64 غيغابايت. الترجمة الحرفية لـ Sandstone هي الحجر الرملي، وهذا ليس مُجرد اسم جذاب، بل لأن الغطاء الخلفي للهاتف يُعطي إيحاءً أنه مصقول من لوح حجر رملي خشن. ملمسه الرملي الخشن لطيف في اليد ويُتيح إمساك الجهاز بشكل متين دون أن تقلق من انزلاقه. في الحقيقة يصعب أن تُصدّق أن هذا مصنوع من البلاستيك.

الغطاء الخلفي قابل للفك بصعوبة، حيث تحتاج إلى إخراج الشريحة والضغط في فتحتها على لسان خاص من الداخل كي تبدأ فك الغطاء، وللمتابعة عليك إدخال شيء مثل قطعة بلاستيك أو قطعة معدنية لفصل الغطاء عن جسم الهاتف بحذر من جميع الجوانب كي تتفادى انحناء الغطاء بشكل غير مرغوب به. هذا لأن الغطاء غير مُصمم للفك والتركيب بشكل مُتكرر وذلك لأن البطارية غير قابلة للتبديل، لكن الغطاء نفسه قابل للتبديل حيث ستطرح الشركة قريبًا في الأسواق أغطية مُختلفة مصنوعة من الخشب والقُماش وغير ذلك. وبالتالي فلن تحتاج إلى فك الغطاء الخلفي إلا إن أردت تبديله.

سماكة الجهاز 8.9 ميليمتر ووزنه 162 غرام. الشاشة يحيط بها شريط معدني أنيق. في الحقيقة فالشريط المعدني هو أسفل الشاشة، فالشاشة بارزة في الأعلى وكأنها تطفو على صفيحة معدنية تفصل مابين البلاستيك والشاشة. التصميم مميز، لكن هذا يعني بأن الشاشة غير محمية بأي شكل في حال سقوط الجهاز باتجاهها على الأرض. لهذا إن كنت ممن يوقعون أجهزتهم كثيرًا فسوف تكون فكرة جيدة أن تشتري إطار الحماية الخاص به والذي يجعل مسافة حماية صغيرة فوق الشاشة.

2014-08-06 13.18.53 copy

2014-08-06 13.18.17

2014-08-06 13.16.27

2014-08-06 13.17.46 copy

في الجهة اليُمنى للهاتف نرى زرًا وحيدًا هو زر التشغيل المُنخفض نوعًا ما باتجاه ما قبل مُنتصف الهاتف بقليل، الموقع المُنخفض لزر التشغيل هو تصميم ذكي بالنسبة لهاتف في مثل هذا الحجم، بحيث يسهل الضغط عليه أثناء إمساكه باليد. وفي الأعلى هناك فتحة السماعات وفتحة صغيرة لمايكروفون ثانوي. ومن الجهة اليُسرى هناك فتحة الشريحة والمُدمجة بشكل ممتاز مع جسم الهاتف، وزر رفع وتخفيض الصوت البارز قليلًا وسهل الضغط.

في الأسفل هناك مُكبري صوت (لكنهما ليسا بتقنية ستيريو، أي في الحقيقة مُكبر صوت واحد لكن بفتحتين). الصوت مُرتفع جدًا، إن كنت ممن يُحبون أن يكون صوت رنين هاتفهم من أعلى ما يُمكن، سيُعجبك هذا الجهاز بالتأكيد. في الواقع لقد اضطُررت إلى تخفيض صوت الرنين قليلًا. أما بالنسبة لنوعية الصوت فهي جيدة، لا يجب أن نُقارنها بشيء مثل نوعية الصوت العالية في HTC One M8 بتقنية BoomSound وتقنية ستيريو الفعلية، لكن الصوت جيّد جدًا نسبةً إلى مُكبر صوت واحد، ويتفوق بمراحل على الصوت في الكثير من الهواتف وخاصةً أجهزة Nexus. كما يأتي مع الهاتف تطبيق AudioFX الذي يقدم خيارات عديدة لتعديل الصوت. الجهة السُفلى من الهاتف تتضمن كذلك فتحة micro USB لشحن الجهاز ومايكروفون.

2014-08-06 13.08.25 copy

في الخلف نرى الكاميرا في الأعلى وهي ذات فتحة غائرة قليلًا إلى الأسفل لحماية عدستها لدى وضع الجهاز على الطاولة، وتحتها فلاش مزدوج من نوع LED في جوارها مايكروفون صغير، وفي أسفلها شعار الشركة المحفور وذو اللمعة الخفيفة. أما من الجهة الأمامية فهناك فوق الشاشة الأشياء المعتادة مثل الكاميرا والسماعة والحساسات. وفي أسفل الجهة الخلفية نرى شعار Cyanogen وهي الروم المُثبتة بشكل افتراضي في الجهاز (المزيد عن هذا لاحقًا).

الجهاز بشكل عام أنيق جدًا، وذو تصميم مميز. لدى وضع الهاتف إلى جوار هواتف أخرى سيبرز OnePlus One بتصميمه المُختلف حقًا. بمعنى آخر فالجهاز ليس عبارة عن مواصفات عتادية قوية فقط، بل يتميز كذلك بتصميم جميل وبُنية قوية وجودة عالية.

المواصفات العتادية

الجهاز يُقدم بعضًا من أقوى المواصفات العتادية الموجودة في السوق. الشاشة بقياس 5.5 إنش عالية الوضوح بدقة 1080p بكثافة تصل إلى حوالي 401 بكسل في الإنش وهي محمية بطبقة من زجاج Gorilla Glass 3، والمعالج Snapdragon 801 والمعالج الرسومي Adreno 330 مع 3 غيغابايت من ذاكرة RAM، ويتوفر الجهاز بنسختين من حيث المساحة التخزينية: 16 و 64 غيغابايت بدون دعم بطاقات microSD. ويحمل الجهاز في الجهة الخلفية كاميرا بدقة 13 ميغابيكسل بحساس Exmor IMX214 من سوني قادرة على تسجيل الفيديو بدقة 4K، وكاميرا أمامية بدقة 5 ميغابيكسل.

يحمل الجهاز بطارية بسعة 3100 ميلي أمبير ويدعم شريحة NFC و Bluetooth 4.1 والاتصال اللاسلكي Wi-Fi 802.11 a/b/g/n/ac كما يدعم اتصال الإنترنت عبر شبكة الجيل الرابع LTE بترددات تعمل على جميع الشبكات العالمية. لكن يغيب عن الجهاز دعم الشحن اللاسلكي وهي ميزة قد يفتقدها من اعتاد عليها.

سنقوم في الفقرات القادمة بالحديث بشكل أكثر تفصيلًا عن أبرز الميزات العتادية وخاصةً الكاميرا والشاشة.

الشاشة

2014-08-09 19.36.13

بالنسبة لي، الشاشة قد تكون أهم عنصر في أي هاتف على الإطلاق، في النهاية فأنت تتعامل مع الشاشة طوال الوقت، يُمكن التغاضي عن مُعالج بتردد أقل بمقدار بضعة مئات من الميغاهرتز، ويمكن قبول أن يأتي الهاتف مع 2 غيغابايت بدل 3 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، لكن ما لا يُمكن التغاضي عنه هو الشاشة السيئة، وفي الحقيقة كنتُ أخشى أن تكون الشاشة هي (التنازل) الذي يُمكن للشركة أن تقدّم الهاتف من خلال بهذا السعر المُنخفض.

لحسن الحظ، لا تنازل هنا، الشاشة هي من نوع LCD بتقنية IPS وهي رائعة وممتازة وذات نوعية عالية، والقراءة عليها مُريحة وجميلة جدًا، نعتقد بأن شاشة AMOLED من سامسونج الموجودة في هاتف Galaxy S5 أكثر تميزًا في بعض النواحي، لكن شاشة OnePlus One ليست بأقل شأنًا من شاشات One M8 أو Xperia Z2. كما أن إعدادات الهاتف تتضمن خيارًا لتعديل نبرة الألوان في الشاشة، حيث تقدم الخيار القياسي Standard وخيار Vivid الذي يُعطي الألوان درجة أعلى من الإشباع، ستُحب هذا الخيار إن كنت من محبي شاشات AMOLED والإشباع العالي في الألوان الذي تقدمه. كما يُمكن من الإعدادات التحكم يدويًا بتفاصيل أكثر مثل درجة تباين الألوان والإشباع وغير ذلك لتعديل الشاشة كما تُحب.

لا داعٍ للحديث عن الدقة العالية وحدّة النصوص، فبكثافة تزيد عن 400 بيكسل في كل إنش فهو أمر مفروغ منه. قد يكون الجانب السلبي الوحيد هنا هو حجم الشاشة الكبير 5.5 إنش. ليس جميع المستخدمين يحبّون الشاشات من هذا القياس الكبير. بالنسبة لي فجميع الهواتف التي استخدمتها كهواتف شخصية ويومية هي بقياس يصل إلى 5 إنش على أعلى تقدير وكنت أعتقد بأنني لن أشعر بالراحة مع هواتف بحجم أكبر. لكن عندما استخدمت OnePlus One لعدة أيام الآن كهاتفي الرسمي اعتدتُ بسرعة على هذا الحجم وأعتقد بأنني سأجد صعوبة في العودة إلى هواتف بشاشات أصغر. لكن رغم متعة العمل على الشاشة الكبيرة وذات الدقة العالية، إلا أن عملية التحدث هاتفيًا ليست مريحة فيه إلا إذا استخدمت السمّاعات. إن كنت ممن يتحدثون لفترات طويلة على الهاتف فلن تجد الإمساك بهاتف بقياس 5.5 إنش ورفعه على أذنك مريحًا جدًا خاصة إن طالت مدة المكالمة، ستضطر إلى إمالة يدك بزاوية غير معتادة كي تتمكن من إمساك الهاتف بشكل جيد وقد يؤلمك معصمك شيئًا ما بعد فترة طويلة من التحدث. لحسن الحظ أني لا أتحدث على الهاتف تقريبًا!

نظام التشغيل: مرحبا بك في Cyanogen

2014-08-06 13.21.23

يعمل الجهاز بنسخة أندرويد 4.4.2 (كيت كات)، لكنها ليست نسخة غوغل الصافية، بل هي الروم الشهيرة CyanogenMOD التي بدأها فريق من الهواة قبل أعوام قبل أن تتحول إلى شركة تتابع في نفس المجال، وهو تعديل نسخة أندرويد الصافية وتخصيصها بهدف منح المُستخدم المزيد من الميزات القوية وإمكانيات التخصيص غير الموجودة في نسخة غوغل الأصلية من أندرويد. لكن في ذات الوقت فالجهاز مُرخص رسميًا من غوغل وهو يقدم متجر Google Play وكافة خدمات وتطبيقات غوغل الرسمية.

هاتف OnePlus One يعمل بنسخة CyanogenMOD 11S وهي نسخة خاصة بالهاتف من الإصدار 11 من الروم المتوفر للتثبيت على طيف واسع من الهواتف. إن كنت من أصحاب الخبرة برومات Cyanogen فلابد أنه لديك فكرة كافية عمّا تتوقعه برمجيًا من الهاتف. إن لم تكن لديك معرفة مُسبقة بميزاتها سنقدم هنا نظرة سريعة عليها لكننا لن نسرد كافة الميزات بالتفصيل (وهي ميزات كثيرة … كثيرة جدًا!).

من أبرز الأشياء التي سيُطلب منك اختيارها أثناء إعداد الهاتف هي فيما إذا كنت تريد استخدام أزرار التنقّل اللمسية التي تقع تحت الشاشة، أم أزرار التنقّل من ضمن نظام التشغيل نفسه. نعم لا تستغرب! فالهاتف يأتي مع أزرار لمسية مُضاءة تحت الشاشة لمن يرغب بالاستفادة من كافّة مساحة الشاشة المتوفرة، أما بالنسبة لمن يُفضل أزرار التنقّل القياسية ضمن نظام التشغيل فيُمكن إلغاء الأزرار الخارجية واستخدام أزرار نظام التشغيل كما تُبيّن الصور التالية:

استخدام الأزرار الخارجية:

2014-08-09 16.37.03

الأزرار ضمن نظام التشغيل:

2014-08-09 16.48.09

رغم أنه لدى تفعيل الأزرار ضمن نظام التشغيل يتم إلغاء تفعيل الأزرار الخارجية تمامًا وتعطيل الضوء الخلفي الخاص بها، إلا أنها يمكن أن تظهر لدى النظر إليها من زاوية معيّنة كما في الصورة أعلاه، لكن أثناء الاستخدام العادي تختفي تمامًا ولن تكون مُلاحظة. بمعنى آخر لا تقلق من احتمال أن ينتهي بك الأمر مع صفّين مرئيين من الأزرار. فالأزرار الخارجية عند تعطيلها تُصبح غير مرئية إلا عند التدقيق بشكل عالٍ وإمالة الجهاز بزاوية معينة ووجود إضاءة مُباشرة. هذه ليست مُشكلة على الإطلاق. تستطيع دائمًا اختيار الأزرار الخارجية أو الداخلية كما تشاء من إعدادات الهاتف.

حسنًا، عند تشغيل الهاتف للمرة الأولى سيُحييك ويطلب منك تسجيل الدخول بحسابك في غوغل، وسيطلب منك أيضًا تسجيل حساب لدى Cyanogen يُمكنك من الحصول على التحديثات والخدمات الجديدة الخاصة بها. بعد عملية الإعداد الأولية ستظهر لك الشاشة الرئيسية. من حيث التصميم فواجهات Cyanogen الافتراضية مُشابهة بشكل كبير لواجهات نسخة أندرويد الصافية، ستشعر تقريبًا وكأنك على هاتف Nexus فيما عدا بعض التغييرات في الأيقونات. لكن إن أردت مزيدًا من التخصيص تقدّم روم Cyanogen تطبيق Themes Showcase الذي يتيح لك تحميل أو شراء الثيمات المُصممة خصيصًا لـ Cyanogen والتي تقوم بتغيير تصميم هاتفك بشكل كامل.

الصور التالية هي للواجهات الافتراضية للهاتف:

الثيمات لا تُغير شكل الصفحة الرئيسية والأيقونات فحسب، بل تُغير كل شيء في الهاتف: شريط التنبيهات، القوائم، أزرار التنقّل، الخطوط … الخ. هناك ثيمات يُمكن أن تحول الهاتف إلى نسخة طبق الأصل عن واجهة TouchWiz الخاص بسامسونج، أو واجهات LG G3. كما يتيح لك التطبيق تفعيل أجزاء معينة من ثيم معين إن كنت لا تريد تغيير الخطوط مثلًا أو شكل أزرار التنقّل لا توجد مُشكلة، تستطيع استثناء ذلك لدى تفعيل الثيم.

ولأنني أحب نسخة أندرويد الصافية، قمتُ بكل بساطة بتثبيت ثيم Holo الذي يأتي موجودًا بشكل مُسبق مع الجهاز، ثم قمت بتثبيت Google Now Launcher، فحصلت على تجربة مُطابقة لتجربة هواتف Nexus التي أُفضّلها، سواء من حيث الأيقونات والقوائم والأزرار وكل شيء. كما قمتُ على سبيل التجربة بشراء ثيم مدفوع يحوّل الواجهات إلى نسخة عن واجهات Android L.

متجر الثيمات وصور الواجهات بعد استخدام ثيم Android L ولانشر Google Now:

تُضيف نسخة Cyanogen الكثير من الميزات إلى أندرويد والتي تتيح للمُستخدم تخصيص تجربة الاستخدام، لن نذكر جميع الميزات البرمجية لأنها تحتاج إلى موضوع خاص، لكن هذه بعض الأشياء التي يمكنك عملها على OnePlus One مع روم Cyanogen:

  • تغيير شكل أيقونات شريط التنبيهات وتغيير طريقة عرض مُستوى البطارية (نسبة مئوية، دائرة، .. الخ)
  • تغيير شامل للثيمات والواجهات كما ذكرنا أعلاه
  • تخصيص واجهة الإعدادات السريعة بإضافة وإزالة الخصائص منها
  • التحكم ببعض خصائص درج التنبيهات
  • إمكانية تحديد اختصارات للتحكم ببعض التطبيقات عبر إيماءات حركية يتم تنفيذها على الشاشة دون تشغيلها. على سبيل المثال رسم حرف V على الشاشة (وهي مُغلقة) يؤدي إلى تشغيل الفلاش، رسم دائرة يؤدي إلى تشغيل الكاميرا، اختصارات أخرى تؤدي إلى التحكم بالموسيقى. هذه الحركات تبدو مفيدة بالفعل (وهي خاصة بهاتف OnePlus One وغير متوفرة على نسخة سيانوجين للهواتف الأخرى). لكن مشكلة هذه الاختصارات هي أنها يمكن أن تعمل بشكل تلقائي أثناء وجود الهاتف في جيب البنطال، بالنسبة لي فقد قمتُ بإلغائها من الإعدادات
  • النقر المزدوج على الشاشة يؤدي إلى فتحها كبديل عن الضغط على زر التشغيل، وهي ميزة جميلة
  • التحكم بألوان الشاشة
  • التحكم ببعض الحركات الانتقالية لدى الانتقال بين النوافذ والتطبيقات
  • تغيير شكل أزرار التنقل وإضافة أزرار أُخرى إلى جانب الأزرار الأساسية، كإضافة أيقونة للبحث مثلا

الأداء

يقدّم الهاتف أداءً فائق السرعة والسلاسة، ينجح معالج Snapdragon 801 المصحوب بـ 3 غيغابايت من الذاكرة العشوائية مع تحسينات نسخة Cyanogen والأداء السلس أصلًا لنسخة أندرويد 4.4 (الكيت كات)، ينجح كل هذا في تقديم أداء متفوق. وحتى الآن لم نلحظ وجود أي بطىء أو مشكلة في الأداء ولا حتى لجزء من الثانية. قائمة تعدد المهام تفتح بشكل فوري، الانتقال بين التطبيقات يتم بشكل سلس وفوري. أداء الألعاب ممتاز، قُمنا بتجربة لعبة Asphalt 8 وكانت الرسوميات ممتازة والأداء رائع.

لا يوجد الكثير مما يُمكن أن نقوله هنا، إن أردت شراء OnePlus One يُمكنك أن تطمئن من ناحية الأداء بشكل كامل.

الكاميرا

يحمل الهاتف كاميرا خلفية بدقة 13 ميغابيكسل مزودة بحساس من سوني، وتقدّم أداءً جيدًا لكنه ليس متفوقًا. لا تتوقع أن تحصل على جودة وميّزات كتلك التي تجدها في كاميرا Xperia Z2 مثلًا. إن كنت تريد شراء هاتف بأفضل كاميرا موجودة على الإطلاق فهو بالتأكيد ليس هذا الهاتف، لكن إن كنت تريد هاتفًا بكاميرا جيدة إلى جيدة جدًا فهاتف OnePlus One أكثر من كافٍ. فيما يلي بعض الصور التي التقطناها ضمن ظروف الإضاءة المُنخفضة، مع وضع جميع الإعدادات بالشكل التلقائي Auto (لمُشاهدة الصورة بالحجم الأصلي إضغط بالزر الأيمن واختر فتح الرابط في تبويب جديد):

يمتلك حساس الكاميرا قدرة جيدة على امتصاص الضوء، الصور أعلاه هي على أرض الواقع مُظلمة أكثر مما تبدو عليه في الصورة، لكن الحساس الجيّد ينجح في امتصاص كمية عالية من الضوء مما يجعل الصور الليلية تبدو أكثر إنارة. للأسف رغم ذلك فالنتيجة النهائية ليست ممتازة فالصور تُعاني من ضجيج واضح.

هذه بعض الصور في ظروف الإضاءة النهارية:

كما ذكرنا أعلاه، صور الهاتف جيدة لكنها ليست مميزة، خاصة أن الكاميرا على ما يبدو تُعاني من التقاط الإضاءة الصحيحة عند وجود تفاوت كبير في إضاءة الصورة في حال وجود مناطق مُعتِمة ومناطق مُضاءة بشكل كبير.

بغض النظر عن جودة الصور، فإن تطبيق الكاميرا الافتراضي الذي يأتي مع الهاتف جيد جدًا في الحقيقة، ويُقدم طريقة سهلة جدًا لتغيير الإعدادات والتحكم بها، وهو سريع جدًا كذلك (وجزء منها هذا يعود إلى المُعالج بالطبع)، حيث يتم التقاط الصورة بشكل آني دون أي تأخير يُذكر.

الكاميرا تستطيع التقاط الفيديو بدقة 4K، وهذه عيّنة قُمنا بتصويرها بالدقة المذكورة:

الكاميرا الأمامية بدقة 5 ميغابيكسل، وهي ممتازة لهواة صور السيلفي، كما تبرز أهمية دقتها العالية في السرعة الكبيرة لتمييز الوجه لدى استخدام ميزة إلغاء تأمين الشاشة عبر الوجه، إذ يتم تمييز الوجه وفتح الشاشة بجزء من الثانية.

البطارية

لا نُبالغ إن قُلنا بأن أداء البطارية هو أفضل مافي الهاتف. في النهاية مهما كان الهاتف رائعًا، لن تستمع به في حال كانت البطارية سريعة نفاد الطاقة. لحُسن الحظ فإن البطارية الكبيرة بسعة 3100 ميلي أمبير، بالإضافة إلى التحسينات البرمجية في روم Cyanogen يُساعدان على تقديم أداء رائع للبطارية.

هذا هاتف من الهواتف التي تفصلها صباحًا عن الشحن دون أن تقلق من انتهاء البطارية قبل أن تعود إلى منزلك ليلًا. في الحقيقة يُمكن للاستخدام العادي المتوسط للهاتف أن يُعطيك ما قد يصل إلى يوم ونصف اليوم من عمل البطارية بسهولة! قُمنا بتجربة الهاتف وفصله عن الشحن في الساعة العاشرة صباحًا، الاستخدام تخلله استخدامات عادية للبريد الإلكتروني وفيسبوك وتويتر، واللعب بلعبة Asphalt 8 لمدة نصف ساعة تقريبًا مع وضع إضاءة الشاشة على أقصاها. الهاتف كان مُتصلًا بشبكة الاتصال اللاسلكي WiFi طوال الوقت ويقوم بالمزامنة بشكل طبيعي، وحوالي ثلاث ساعات على اتصال LTE من ضمنها أكثر من ساعتين استخدمنا فيهما الجهاز كنقطة إنترنت ساخنة Hotspot. مجموع الوقت الفعلي لتشغيل الشاشة كان حوالي 4 ساعات (مابين بريد إلكتروني وشبكات اجتماعية ولعب كما ذكرنا). وبعد مُنتصف الليل كان الجهاز ما زال مُحافظًا على 20% من البطارية. لم نقم بشحن الجهاز وتركناه حتى صباح اليوم التالي (مُتصلًا بالشبكة اللاسلكية والمُزامنة فعالة طوال الليل)، وحتى حوالي ظهر اليوم التالي كانت البطارية ما زالت مُحافظةً على 14% من طاقتها.

لم يسمح الوقت بإجراء المزيد من التجارب، لكن نعتقد بأن الهاتف يُمكن أن يكفي نهارًا كاملًا من الاستخدام بسهولة شديدة ودون قلق.

أفضل هاتف لا تستطيع شراءه!

نأتي هنا إلى النقطة التي يسألنا الكثير عنها، وهي: كيف أحصل على الهاتف. في الحقيقة فإن الصعوبة العالية في الحصول على الهاتف قد تكون الأمر السيء الوحيد فيه، إلى درجة أن الكثير من المواقع أطلقت عليه لقب: أفضل هاتف لا تستطيع شراءه! الهاتف حتى الآن ليس متوفرًا للبيع المُباشر بشكل رسمي. لأن الشركة الناشئة المُنتجة للجهاز لا تمتلك حاليًا القدرة على ما يبدو لتلبية الطلب المُرتفع للحصول على هاتف بهذا السعر وهذه المواصفات، ولأن خطوط إنتاجها لا تحتمل إنتاج كميات كبيرة حاليًا، فقد جعلت شراء الهاتف بطريقة الحصول على دعوات، حيث لا يُمكن أن تشتري الهاتف إلا بعد حصولك على دعوة من شخص اشتراه، وفي حال حصولك على دعوة وشراء الهاتف حينها ستحصل على دعوات تستطيع إرسالها لأصدقائك كي يشتروا نسختهم الخاصة.

المشكلة الثانية هي أنه حتى ولو حصلت على دعوة، فإن الشركة لا تقوم بشحن الهاتف إلا إلى 16 دولة يُمكن أن تجدها هنا. وبالتالي يجب أن تكون لديك طريقة لشحن الهاتف مرة أخرى إلى بلدك. كخيار آخر يمكن العثور على الهاتف في بعض المتاجر على الإنترنت لكن بسعر أعلى بكثير من سعره الأصلي، لهذا قد يكون من الأفضل أن تنتظر قليلًا  حيث وعدت الشركة بتيسير نظام الدعوات قريبًا بحيث ستُرسل كميات أكبر من الدعوات، كما من المُتفرض أن تُلغي هذا النظام وتطرح الجهاز للبيع المباشر بعد فترة، لكنها للأسف فترة غير معروفة.

الخُلاصة

حتى لو لم يكن الهاتف مُنخفض السعر، فهو ما زال واحدًا من أفضل الهواتف الذكية الموجودة في السوق، فما بالك لو كان مثل هذا الجهاز متوفرًا بسعر يبدأ من 300 دولار فقط؟ نعتقد بأن الشركة نجحت فعلًا في تقديم جهاز قد يقلب المعايير، فقط لو كان بإمكان الجميع الحصول عليه! لكن على أية حال نأمل بأن تكون الشركة عند وعدها وتقوم بتوفير الهاتف للجميع خلال فترة قريبة. بغض النظر عن مشكلة توفر الهاتف، فإن جهاز OnePlus One هو هاتف مُتكامل يُقدم للمُستخدم كل ما يحتاجه بأفضل سعر ممكن.