استقبل الرئيس محمود عباس، في مقر إقامته بقصر الضيافة في القاهرة الليلة الماضية أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، حيث اطلعه على آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وترحيبه بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار حفاظا على حياة أبناء شعبنا من الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الطلب المقدم للأمم المتحدة بخصوص طلب حماية دولية للأرض والشعب الفلسطيني جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ احتلالها للأرض الفلسطينية عام 1967.
وقال العربي بعد اللقاء: "إن الشعب الفلسطيني يعتدى عليه وتنتهك حقوقه من إسرائيل منذ 50 عاما، ولذلك فإن فلسطين بحاجة ماسة لوضع نظام حماية دولية لتتوقف هذه الأعمال".
واضاف "إن الرئيس محمود عباس أرسل طلبا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومضمونه بأنه كفى لما يجري للشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون هناك حماية دولية لعدم تكرار ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وتدمير وقتل ضد شعب أعزل"، مؤكدا أن الجامعة العربية أيدت هذا الطلب، وأن هناك وفدا مشكلا من رئاسة القمة، والمجلس الوزاري، بالإضافة إلى بعض الوزراء وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية، لبحث المواضيع الخاصة بدعم الطلب الفلسطيني.
وحضر اللقاء، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح، ورئيس مكتب الأمين العام المستشار علي عرفان، ومبعوث الجامعة العربية بشأن ليبيا ناصر القدوة، وإشراقة التميمي وميساء هدمي من مكتب الأمين العام، ومن الجانب الفلسطيني: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، والمستشار أول وفيق أبو سيدو، وسكرتير أول آسيا الأخرس من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
كما استقبل الرئيس في مقر إقامته بالقاهرة أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري. وتم خلال اللقاء بحث مجمل التطورات في الأرض الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وسبل تثبيت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي أطلقت الاثنين الماضي.
وأكد الرئيس ضرورة التزام كافة الأطراف بالمبادرة الساعية لتثبيت الوقف الفوري لإطلاق النار حفاظا على حياة أبناء شعبنا ووقف إراقة الدماء وتجنيب المنطقة مزيدا من التدهور وعدم الاستقرار.
ومن المقرر ان يلتقي الرئيس اليوم في القاهرة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
والتقى الرئيس مساء أمس القيادي في حماس موسى أبو مرزوق، وتم بحث ومناقشة معمقة حول موضوع التهدئة والمبادرة المصرية. كما تم بحث كيفية إيجاد آليات لتطبيق ودعم هذه المبادرة، وذلك ضمن مساعي الرئيس لوقف شلال الدم الذي يتعرض له قطاع غزة.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها، عزام الأحمد، التقى في وقت سابق أمس مع أبو مرزوق وذلك تمهيدا للقاء الرئيس.
وتلقى الرئيس أمس اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الماليزي داتو سري نجيب رزاق، جرى خلاله بحث الأوضاع في فلسطين، خاصة العدوان على قطاع غزة، وضرورة التوصل إلى تهدئة وحقن دماء الأبرياء.
كما تلقى الرئيس الليلة الماضية اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية النرويجي بورغ برانداه، جرى خلاله البحث في كيفية تثبيت التهدئة وإيجاد آليات لتطبيق ودعم المبادرة المصرية وحقن دماء الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس تفقد في وقت سابق أمس جرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذين
يتلقون العلاج في مدينة الحسين الطبية في عمان.
ورافق الرئيس، سفير دولة فلسطين بالأردن خيري عطا الله، وعضو اللجنة التنفيذية صائب عريقات، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وكان في استقباله مدير الخدمات الطبية اللواء خلف باشا.
وأثنى الرئيس على الجهود الأردنية تجاه الأرض الفلسطينية في كافة الظروف، قائلا: "الدعم الأردني والعطاء والمساعدات الانسانية لا تتوقف سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة".
وتابع: "الخدمات الطبية الأردنية الموجودة لدينا والمستشفيات المتنقلة تقوم بواجباتها بأكمل وجه، وعندما تحصل أحداث تتضاعف هذه الجهود وبالذات في مثل هذه الأيام لاستقبال الحالات التي تحتاج لرعاية خاصة، وبالنسبة للموضوع السياسي رأينا واحد ونتشاور بكل صغيرة وكبيرة بما يتعلق بالعملية السياسية".
وعن موضوع التهدئة، قال الرئيس إن مصر قدمت مبادرة اعتمدتها الجامعة العربية بالكامل لأن هذه المبادرة تعني وقف القتال وهدر الدم، والشعب الفلسطيني يدفع الثمن والآن لدينا حوالي 200 شهيد وأكثر من 1700 جريح وآلاف البيوت المدمرة وان شاء الله قريبا يكون هناك وقف لإطلاق النار.