تضامناً مع غزة الجريحة واستنكاراً للقصف الهمجي والمجازر التي يرتكبها الجيش البربري الاسرائيلي بحق الغزييّن والأطفال، حيث بلغ عدد الشهداء 175 شهيداً وأكثر من 1000 جريح، نظَّم "تيار المستقبل" اعتصامًا تضامنيًا "دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني في غزة، امام مقر الإسكوا في بيروت، أمس الاثنين 2014/7/14.

وحضر الاعتصام مستشار الرئيس سعد الحريري ممثّلاً بالعميد محمود الجمل، وعضوا كتلة "المستقبل" النائبين زياد القادري وعمار الحوري، ونائب رئيس "تيار المستقبل" والأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، وممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية والمؤسسات  الاهلية اللبنانية والفلسطينية، اضافة الى شخصيات وطنية بيروتية وعدد من مخاتير المناطق في بيروت.

وبدأ الاعتصام بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء، تلا ذلك كلمة فلسطين القاها فتحي ابو العردات شكر فيها أصحاب الدعوة الكريمة الاخوة في "تيار المستقبل"، ابناء الشهيد رفيق الحريري، ووجّه التحية الى شهداء لبنان، والى شهداء المقاومة وشهداء فلسطين الذين استشهدوا من اجل لبنان وفلسطين.

 كما وجّه التحية من بيروت باسم جميع الفلسطينيين واللبنانيين الى اهالي وأبطال وشهداء غزة والى جرحاهم وكل الذين يدافعون ويستشهدون ويقاومون من اجل فلسطين ومن اجل الحرية ومن اجل الاستقلال ومن اجل الكرامة والتحرر والخلاص من الاحتلال البغيض، مؤكّدًا للأبطال في كافة الأراضي الفلسطينية أنهم ليسوا وحدهم وإنما يؤازرهم كل احرار العالم والأمة العربية وأبطال لبنان المناضل، ومضيفًا "لأنكم تواجهون العدوان وتواجهون الطغيان وتدافعون عن القدس، القدس عاصمة العرب والمسلمين، هي العاصمة الروحية وعاصمة دولة فلسطين، لأنكم تدافعون عن غزة وعن الضفة وعن كل شبر، تدافعون عن كرامة هذا الشعب المناضل".

 واستطرد قائلاً: "ان دماءكم الزكية التي تستصرخ كل العالم اليوم هي محط تقدير واعتزاز من قبلنا جميعًا. ان دماءكم الطاهرة لن تذهب هدرًا ان شاء الله لأن هذه الدماء ستُزهِر استقلالاً وحرية وخلاصًا من الاحتلال البغيض".

وأضاف: "إن كل الاحرار الذين يلتقون اليوم والذين كانوا بالامس وقبل الامس في بيروت وفي صيدا وفي الشمال وفي الجنوب وفي البقاع وفي مخيمات الشتات من جنوبها الى شمالها ينتفضون، يناصرونكم ويقولون لكم ايها الاخوة صبرا انتم تتألمون، ان النصر صبر ساعة، وبالتالي نحن نقول لكم اليوم ان الرسالة التي سلّمها الاخ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بالأمس لممثل الامين العام للأمم المتحدة سنسلم مثيلة لها اليوم لممثل الامين العام للأمم المتحدة في بيروت والتي سنطالب من خلالها وقف هذا العدوان الصهيوني الغاشم البربري ضد اطفالنا وضد شعبنا وضد اهلنا في فلسطي"ن.

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الامن وكل الدول إلى العمل لوقف هذا العدوان. وطالب الأشقاء العرب ان يتوجّهوا بكل امكاناتهم لدعم فلسطين، مؤكّدًا أن البنادق كلها يجب ان تتوجه الى العدو الصهيوني الذي يحتل الارض ويستبيح الكرامات، ومشدِّدًا على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي التي يستهدفها اليوم بنيامين نتنياهو وحكومته الصهيونية العدوانية، وداعيًا لمزيد من الوحدة بين الفصائل على ارض المعركة، لأن "هذه الوحدة التي ستتحطم عليها كل هذه الهجمة البربرية الصهيونية".

ونوَّه أبو العردات لتجلي هذه الوحدة الوطنية الفلسطينية في لبنان بأبهى صورها بين كل الفصائل الفلسطينية والمقاومة الوطنية والإسلامية، معلّقًا "ارسينا اسس التثبيت الامني لأمن المخيمات حتى نتفرغ لمناصرتكم بالتعاون والتكامل. وان كل الجهود يجب ان تنصب في دعمكم ولتتوقف كل الجبهات لصالح التناقض الاساسي مع الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني الغاشم".

ثم كانت كلمة تيار المستقبل القاها  النقيب سمير ضومط  جاء فيها "أن نتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم باللحم الحي، وبدماء أطفاله ونسائه وشيوخه ورجاله، آلة القتل الاسرائيلية الوحشية في غزة، معناه أن نتضامن مع أنفسنا ومع شعب لن يسطر التاريخ من هو أصبر منه على المصاعب، وأقدر منه على الصمود وأكرم منه في التضحية".

واستطرد: "من بيروت عاصمة لبنان التي احتضنت المقاومة الفلسطينية، تحية إلى صمود أخوتنا في غزة والضفة في مخيمات اللجوء، في السجون والقبور. تحية إلى الشعب الفلسطيني البطل الذي يثبت أن الإنسان أقوى من آلة الحرب.

من بيروت جئنا اليوم لنقول لكل العالم إن استمرار المجتمع الدولي بالتفرج على المذبحة الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة هو جريمة معيبة بحق الإنسانية، وهو الأساس الذي يدفع العدو الإسرائيلي إلى التمادي في إرهابه المنظم وفي جرائمه".

وختم الاعتصام بتسليم مذكرة الى ممثل الامم المتحدة في لبنان.