"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" صدق الله العظيم

 بيان صادر عن قيادة حركة فتح – اقليم لبنان

(إن هذه الحكومة العنصرية معنية أن تضع نفسها دائماً موضع الضحية وان الفلسطيني هو الجلاد)

إستكملت حكومة نتنياهو العنصرية مخططها العدواني على الاراضي الفلسطينية فبعد مسرحية اختفاء المستوطنين الجنود الثلاثة وما تبعها من عمليات اقتحامات وتدمير، وتفتيش ورعب، وعمليات قتلٍ عمدٍ بالرصاص لما يزيد على ثلاثة عشر شهيداً ابتداء من 12 حزيران، وما رافق ذلك من سقوط جرحى، واعتقالات واسعة، وبين المعتقلين الجدد أسرى محررون حيث تجاوز العدد ستماية وتسعين أسيراً. وبعد الجريمة المُستنكرة التي أثارت جزعَ ومشاعر العالم بأسره، وخاصة أبناء شعبنا الفلسطيني ألا وهي جريمة حرق وقتل الفتى محمد حسين أبو خضير وما رافقها من حالة غليان، وانتشار الاشتباكات ضد جنود الاحتلال على مختلف محاور بلدة شعفاط ومخيمها ومدينة القدس بشكل عام، وكان يوم الدفن يوماً مشهوداً من أيام المقاومة الشعبية الفلسطينية.

بعد هذا الذي جرى في الضفة الغربية فإن العدوان على قطاع غزة ومختلف محافظاته كان ينطلق بشكل تدريجي وتصعيدي، وبوتيرة من العنف والحقد لإسقاط اكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحى وخاصة من المدنيين كما حصل مع عائلة كاملة من آل كوارع، بلغ شهداء هذه العائلة سبعة شهداء، وقد بلغ مجموع الشهداء في غزة حتى يوم الاربعاء تاريخ إصدار البيان ما يزيد على خسمة وثلاثين شهيداً في الأيام الأخيرة.

إن الواضح لنا من خلال هذا العدوان المتواصل أن حكومة نتنياهو تريد جرّ الفلسطينيين إلى مربع الحرب العسكرية حتى تستفيد من ردود الفعل على جرائمها وتمعن في الدماء والجرائم والمجازر، والواضح أن هذه الحكومة العنصرية معنية دائماً بإبراز الفلسطيني على أنه هو القاتل وهو الجلاد، وأن إسرائيل هي الضحية، باعتبار هذه المعادلة هي المعادلة الذهبية التي تُكسب الرهان للاحتلال، بما في ذلك التغطية الكاملة على جريمة قتل محمد ابو خضير حرقاً التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال الظالم الذي يمارس الارهاب الرسمي المنظم ضد الشعب الفلسطيني.

إننا نشيد بالدور المميَّز الذي يؤديه الرئيس أبو مازن في كيفية التعاطي والتعامل مع هذه السياسات الاسرائيلية الجهنمية، وهو الذي واصل الاتصال مع مختلف القيادات الفلسطينية وخاصة قيادة حركة حماس من أجل تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي، والاصرار على أننا ملتزمون بالتهدئة وضد التصعيد. كما يؤكد الرئيس للعالم بأسره بأن المعركة ليست بين جيشين فالشعب الفلسطيني شعبٌ أعزل ويعيش تحت الاحتلال.

والمطلوب من العالم بكل قواه سواء الامم المتحدة، أو الرباعية الدولية، أو المنظمات والمؤسسات الدولية، وتحديداً مجلس الأمن أن يأخذ قراره الواضح دون لبس أو غموض بتأمين الحماية لأبناء شعبنا في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وهذا حق طبيعي لحماية أهلنا من العنصرية والمجازر والارهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه (إسرائيل) ومستوطنوها ضد أطفالنا ونسائنا وأهلنا العزَّل من السلاح.

لقد بات واضحاً أن أحد أبعاد هذا العدوان هو نسف المصالحة الفلسطينية، وعرقلة التوصل إلى الوحدة الوطنية الكاملة، والعمل على العودة إلى الانقسام، ومن هنا فإننا نحذر الجميع من مغبة العودة إلى الماضي الأليم وتدمير طموحات وآمال شعبنا. إننا نطالب الجميع بتوحيد الموقف السياسي  تجاه ما يجري، والعمل معاً في مواجهة الاحتلال وعدوانه الهمجي المبيّت والمُعد مسبقاً في إطار خطة متكاملة تعزز الاستيطان في أرضنا وعلى حساب أي حل سياسي.

إننا نشد على يد الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية عموماً بأن يكون الموقف موحداً، كما نأمل التوجه السريع إلى المؤسسات الدولية لتجييش العالم ضد الاحتلال الاسرائيلي ومحاسبته على جرائمه، إلى جانب تصعيد المواجهات ضد الاحتلال في إطار مقاومة شعبية ناضجة وموحَّده.

التحية كل التحية إلى جماهير شعبنا في الضفة والقدس والقطاع.

التحية كل التحية إلى أهلنا في المناطق المحتلة العام 1948.

التحية إلى الشهداء الأبطال وإلى ذوي الشهداء.

التحية إلى الأسرى الأبطال الصامدين بوجه الجلاد الصهيوني.

التحية لكم يا أبناء شعبنا في الداخل من أهلكم في الشتات، ومن أهلكم في لبنان، وقلوبنا وعقولنا وسيوفنا معكم ضد العدوان والجرائم.

وإنها لثورة حتى النصر

حركة فتح – اقليم لبنا  9/7/2014