بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – إقليم لبنان

حصل اختفاء ثلاثة مستوطنين في المنطقة (ج) الخارجة عن سيطرة السلطة الفلسطينية، والتي هي تحت المسؤولية الأمنية المباشرة الإسرائيلية، ومنذ ذلك التاريخ والاحتلال الإسرائيلي بآلياته العسكرية، وجنوده وكلابه المسعورين يحكمون قبضة الإرهاب الرسمي، والجريمة المنظمة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، إضافة إلى القصف الجوي على المحافظات الجنوبية، واستهداف أهلنا وشبابنا هناك.

الهجوم الهمجي والوحشي لم يتوقف حتى هذه اللحظة وخاصةً على محافظة الخليل، لقد استخدم الاحتلال العنصري الغاشم عملية الاختفاء هذه لصبِّ جام غضبه على شعبنا الصامد منتقمًا من الانجازات الوطنية والسياسية والدبلوماسية التي حقّقتها قيادته وعلى رأسها الرئيس أبو مازن مما جعل نتنياهو وحكومته المتطرفة معزولة في قفص الاتهام بعد أن انكشفت الأوراق الإسرائيلية خاصة لأوروبا وأميركا وغيرها من الدول التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نيل العضوية في الأمم المتحدة، وأيضًا في الانتساب إلى المؤسسات الدولية المؤهلة لمساندة شعبنا تحت الاحتلال، والتي أقرت مقاطعة منتوجات المستوطنات الإسرائيلية، والعالم بأسره ورغماً عن نتنياهو اعترف بالحكومة الفلسطينية الجديدة، ووقف إلى جانب المصالحة الوطنية.

هذه النهاية التعيسة والمتوقعة لرجل يؤمن بالعنصرية، والقتل، والإبادة هي التي دفعته مجدداً لممارسة الجريمة، وتحدي الإرادة الدولية، وممارسة العنف بكل أشكاله ظناً منه بأن هذه الممارسات الوحشية قادرة على كسر إرادة شعبنا الوطنية، وقادرة على لَيِّ ذراع أبطال المقاومة الشعبية، ولا شك أن استشهاد ستة شبان وأطفال برصاص الجنود إضافة إلى مئات الجرحى، واعتقال ما يزيد على ستين، منهم أسرى محررون، وما يزيد على عشرين نائباً، ومداهمة البيوت في الليل والنهار وإرهاب النساء والأطفال، وتحطيم محتويات البيوت، وشلَّ الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي المحتلة، إن مثل هذا الإرهاب الرسمي والمنظم سيزيد من سخونة الأوضاع، وسيلهب المشاعر الوطنية لدى أبناء شعبنا، ويزيد من حرارة المقاومة الشعبية، وهذا ما يجب أن يفهمه الاحتلال الإسرائيلي لأن شعبنا يمهل ولا يهمل، وشعبنا هو صانع الثورات والانتفاضات، والقيادة الفلسطينية تتعاطى مع حالة العقاب الجماعية القائمة بوعي وحسم، وقد أعلنت بأنها ستذهب إلى لمؤسسات الدولية، كما طلبت اجتماعاً لمجلس الأمن لحمله على اخذ قرارات بحماية شعبنا تحت الاحتلال، ووقف هذه الهجمة المسعورة. أمام الجريمة المنظمة الحاصلة في الأراضي المحتلة فإننا نؤكد التالي:

أولاً: كل التحية لشعبنا في فلسطين الصامد بوجه الهجمة الصهيونية، ولا شك أن هذه الأعمال الهمجية ستتحطم على صخرة صمود شعب الجبارين، وهي لن تزيد شعبنا إلا تصميماً على تصعيد مقاومته ضد الاحتلال.

ثانياً: أن ثقتنا مطلقة بقيادة الرئيس أبو مازن صاحب المخزون الثوري والوطني والسياسي الذي أهَّله لقيادة شعبه نحو المزيد من الانتصارات والصمود بوجه المؤامرات، والحفاظ على الثوابت الوطنية، والتصرف بحكمة وموضوعية بعيداً عن ردات الفعل.وندعو الجميع للالتفاف حول رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من اجل تحقيق الطموحات الوطنية الفلسطينية.

ثالثاً: ندعو جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى التصرف بحكمة بعيداً عن المناكفات وافتعال الإشكاليات على الأرض مع الشرطة الفلسطينية ومع الأجهزة الأمنية، وان يتذكر الجميع أن هؤلاء دفعوا ثمناً كبيراً خلال السنوات السابقة، وهم من خاض المعارك المشرّفة عندما تطلب منهم القيادة ذلك، وهم المعنيون بحماية أمن المواطن، ولا شك أن دورهم تحت الاحتلال بالغ التعقيد، ولذلك فإننا ندين المحاولات المشبوهة من بعض الأطراف الداخلية التي تسعى إلى تحويل النزاع ليكون مع السلطة الوطنية بدلاً من أن يكون مع العدو الإسرائيلي، وهذا ما يشكل الداعم للعدوان الإسرائيلي.

رابعاً: إن العدوان العسكري الحالي على أراضي الدولة الفلسطينية  غير مبَّرر إطلاقاً لأن العدو هو المسؤول عن اختفاء جنوده، ولكن الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال اتهام حركة حماس أن ينتقم وبمنسوب مرتفع من الحقد والكراهية من الشعب الفلسطيني الذي حقق المصالحة الوطنية، وطوى صفحة الانقسام وشكل حكومة الوفاق الوطني، وكسب اعتراف كل دول العالم. ولذلك هناك ضرورة ملحة لتمتين اللحمة الداخلية بين الفصائل.

خامساً: إن ما يجري على الأرض، وحالة الغضب الجماهيري المنبعثة من الجرائم، وسقوط الضحايا، والخسائر الواضحة في الأرواح والممتلكات، وحالات الذعر المنتشرة، كل هذا يفرض على القوى الفلسطينية الحفاظ على المصالحة، وإنجاح دور حكومة التوافق الوطني، والاتفاق على البرنامج الوطني لمواجهة سياسة الاحتلال، وإطفاء نار الفتنة وكف أيدي كل من يريد العبث بصفنا الوطني.

إننا إذ نشد على أيدي أهلنا في الداخل وندعوهم إلى الصمود فإننا نُحيي وباعتزاز أبطالنا الأسرى المضربين عن الطعام والذين مرَّ على اعتصامهم ما يزيد على الشهرين، وهم في أوضاع خطيرة صحياً، وفي حالة عذاب وألم. وأننا ندعو كافة الجهات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة أسرانا، وإرغام الاحتلال على الاستجابة لحقوقهم المشروعة، وإلغاء نظام الاعتقال الإداري الجائر والذي لا يطَّبق في إي دولة في العالم، وإنما يتم تطبيقه على شعبنا الفلسطيني علماً إن أسرانا ليسوا إرهابيين، وإنما هم مقاتلون من اجل الحرية.

وإنها لثورة حتى النصر

حركة فتح – إقليم لبنان

24/6/2014