ضمن فعاليات معرض التراث الوطني الفلسطيني، وتضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ودعمًا لقضيتهم العادلة، وقّعت الكاتبة والإعلامية الفلسطينية حنان بكير كتابها "قصة الثائر محمد محمود أبو جلدة" الصادر عن دار نلسن للنشر بالتعاون مع "جمعية ممكن" - والذي سيُخصَّص قسم من ريعه لدعم الأسرى والأسيرات في السجون الصهيونية - وذلك في قصر الأونيسكو، مساء الثلاثاء 2014/4/29.

الكتاب يحكي قصة الثائر محمد محمود أبو جلدة، وتعتمد الكاتبة في قصتها على وثيقة، ربما تعتبر نادرة، وهي نسخة من مجلة يعود تاريخ صدورها إلى أيار 1934، ورئيس تحريرها اللبناني أديب يوسف صادر. مع فصل يعرض تضارب وجهتي نظر، لسيرة ذلك الثائر. وساهم اهتمام الكاتبة بالبحث عن سيرته، بوقوعها على تلك المخطوطة، التي قررت نشرها، مع تنويه، من الكاتبة، بأن البحث في سيرته بشكل دقيق، يتطلّب البحث في الأرشيف البريطاني. لكن الهدف الرئيس يبقى هو إعطاء هذا الثائر حقه كرمز نضالي، خاصةً للأجيال الناشئة.

وسيرة هذا الثائر، كما رواها أديب يوسف صادر مشوّقة وتستحق ان تحوّل الى فيلم سينمائي. والثائر محمد محمود ابو جلدة من قرية طمّون، محافظة نابلس. اعتصم في الجبال مع مجموعة من رجاله، حيث مارسوا حرب عصابات ضد الإنكليز والعصابات الصهيونية وطبقة الإقطاعيين الفلسطينيين، الذين أثروا زمن السلطة العثمانية. وفشلت كل وسائل الإغراء التي قدمتها الشرطة الإنكليزية، لمن يقبض عليه، أو من يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه. فقد كان ذا شعبية كبيرة في منطقته. فعمدت سلطات الاحتلال إلى تشويه سمعته، واعتباره خارجًا عن القانون وقاطع طريق.

وتشير الكاتبة في كتابها إلى أن هناك تقاربَ سيرة بين هذا الثائر وسيرة روبن هود الإنكليزي، وإن لم ينل شهرته، معلّلة ذلك والأغلب أنه بسبب التهجير وانشغال الفلسطينيين بالنكبة ومفاعيلها. فمن بقي عانى ضروب القمع والاضطهاد، من الاحتلال الاستيطاني، ومن ارتحل كان عليه التعامل مع واقع مرير، فرض عليه فانطوت سيرته، ولم يأخذ حقه كثائر ورمز نضالي.

تتوقّف رواية الجريدة/الوثيقة، عند اعتقال أبو جلدة ورفيقه العرميط، لكن نهايتهما كانت معروفة: الإعدام شنقا..

هذا وشهد توقيع الكتاب إقبالاً منقطع النظير، وكان في مقدم الحضور وزير شؤون الأسرى الفلسطينية عيسى قراقع، والنائب السابق حسن حب الله، والنائب السابق نجاح واكيم، وبسام الهاشم ممثل التيار الوطني الحر، وسفير دولة فلسطين اشرف دبور وأركان السفارة، وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل، ووزير العدل الأمريكي السابق رامزي كلارك، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال، ومسؤول القيادة العامة ابو عماد رامز، ووفد الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية، وحشد من الكتاب والشعراء والإعلاميين وممثلو جمعيات ومؤسسات أهلية وحقوقية دولية ولجان شعبية.