اكدت مصادر سياسية كبيرة ان الرئيس محمود عباس أبلغ الوفد الاسرائيلي الذي زار المقاطعة الأربعاء ان تمديد المفاوضات سيعتمد على قبول اسرائيل واميركا ترسيم الحدود لدولة فلسطين في غضون ثلاثة أشهر وتجميد الاستيطان تجميدا كاملا خلال هذه الشهور.
وقالت المصادر ان الوفد الفلسطيني ابلغ الوفد الاسرائيلي خلال جلسة المفاوضات التي عقدت أمس بحضور الوسيط الأميركي مارتن انديك هذا الموقف، ولكن ولغاية الآن يرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الالتزام بهذا الجدول التفاوضي ويريد ان يبقي الأوراق مختلطة دون الزام حكومته بأي شيء. واضافت المصادر ان "الهوة عميقة والخلافات كبيرة ولم ينجح انديك بما فشل في احرازه وزير الخارجية الأميركي جون كيري".
وقالت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي ان جهود التوصل لاتفاق مستمرة لكن التفاصيل تمنع أي اتفاق، فالخلافات مستمرة وكبيرة، والفلسطينيون يطالبون بتجميد الاستيطان وترسيم الحدود خلال ثلاثة أشهر فيما ترفض اسرائيل ترسيم الحدود وتجميد الاستيطان واطلاق سراح أسرى يحملون الهوية الاسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ان هناك شعورا باليأس آخذ بالتزايد في اوساط الادارة الأميركية من نجاح المساعي لتحقيق اتفاق، على الرغم من استئناف المفاوضات.
واضافت الصحيفة ان "الأيام الأخيرة شهدت تصعيدا في مطالبة الأوساط الاعلامية الأميركية للرئيس باراك اوباما بسحب يد الولايات المتحدة من المفاوضات بسبب الشعور المتزايد باليأس من إمكانية النجاح".
وكتب توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأربعاء ان كيري يقوم بجهد كبير في هذا الاتجاه، ولكن "في حال قام كيري بفك خيمة التفاوض فإن الاسرائيليين والفلسطينيين سيأسفون أسفا عميقا على ذلك".
واوضح فريدمان المقرب من الادارة الأميركية "ان البيت الأبيض اصبح لا يتمتع برغبة كبيرة للاستمرار في المفاوضات بآلياتها الحالية، ففي الوقت الذي تتجه فيه اسرائيل الى اليمين والى التزمت الديني، نجد ان الجيل الشاب من الفلسطينيين ايضا غير راغب بحل الدولتين".
واعتبر فريدمان ان "الشرق الأوسط لم يعد يتمتع بأهميته الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة بعد استقلال الأخيرة في مجال الطاقة"، مشيرا ان "السلام في عهد وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر كان ضرورة اميركية الا انه الآن اصبح مجرد هواية".
في غضون ذلك اتهم نائب الوزير أوفير إكونيس أمس مجددا السلطة الوطنية بـ "التحريض"، وانتقد أعضاء الكنيست من حزبي "العمل" و"ميرتس" الذين اجتمعوا مع الرئيس عباس الأربعاء، معتبرا أن الاجتماع جاء في "توقيت حساس قريب من توقيت عملية إطلاق النار قرب الخليل".
وفي حديثه مع الإذاعة الإسرائيلية "ريشيت بيت" قال إكونيست إنه يعارض "حل الدولتين".
في المقابل، قال عضو الكنيست نيتسان هوروفيتش من حزب ميرتس إنه "يرفض انتقادات إكونيس، وان المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حتى اليوم فارغة من أي مضمون". وأضاف هوروفيتش أنه "إذا استمرت المفاوضات فيجب التحدث عن القضايا الجوهرية".
وردا على اتهامات إكونيس للسلطة بالتحريض، قال هوروفيتش إنه "يجب محاربة التحريض في الطرفين"، على حد تعبيره.