بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، نظمت المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية "ندى" في صور اعتصاما تضامنيا في مخيم برج الشمالي أمام عيادة الاونروا، شارك فيه ممثلو المنظمات الفلسطينية والاندية وفاعليات نسوية، رفع خلاله المشاركون أعلام فلسطين ويافطات تندد باستمرار اعتقال اسرائيل لالاف الأسرى في سجونها.

هذا وقد تلت الرفيقة ليلى الموسى عضو قيادة المنظمة النسائية الديمقراطية نص مذكرة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجاء فيها:-

في هذا اليوم ذكرى يوم الأسير الفلسطيني وعلى امتداد مناطق ومخيمات لبنان نلتقي اليوم في هذا الاعتصام التضامني مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، تضامنا مع الذين يقبعون في الزنازين خلف القضبان، يحاكمون بتهمة مقاومة الاحتلال ورفض العدوان.

هذا الاحتلال هو الأولى بالمحاكمة، وهو الأولى بالمسائلة، أمام المحاكم الدولية والمجتمع الدولي على كل الذي يقترفه بحق الأسرى، والمناضلين والمقاومين. لكن شاءت الأقدار أن تنقلب الآية، ويصبح الجلاد المحتل قاضيا والمقاوم المدافع عن حقه متهما ومجرما.

لأن الإجراءات الصهيونية العنصرية اللاإنسانية، تخرق كل المواثيق الدولية وتستهين بها، بدءاً من "ميثاق روما" الذي يمنع محاصرة المدن واعتقال السكان، ما ينطبق على المدن والبلدات الفلسطينية، وأكبر معسكر اعتقال في العالم ممثلاً بقطاع غزة، بل يتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" لعام 1948، والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نصه على حق التمتع بجميع الحقوق والحريات، ومادته التاسعة التي تحدد "عدم جواز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفياً". واتفاقية "مناهضة التعذيب والعقوبات واللاإنسانية" والصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، والنافذة في عام 1987، بتحديد رفض وعدم جواز أي عمل ينتج عنه ألم بدني أو معنوي نفسي، والمس بالكرامة المتأصلة بالإنسان، مخالفة للمبادئ المتأصلة في الأمم المتحدة المعلنة في الحرية والعدل والسلم، فضلاً عن "ديباجة مناهضة التعذيب" المادة الرابعة حول أعمال التعذيب بأنها جرائم في نظر القانون الجنائي، ودعوة كل طرف بمحاكمة من يرتكبها.

حيث هناك الآلاف من أبناء وبنات شعبنا يعيشون العذاب اليومي على مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكنا، أطفال دون السن القانونية، أجنة ترى النور من خلف قضبان المعتقلات، خيرة ابناءنا يستشهدون نتيجة التعذيب داخل زنازين، والعالم لا يسمع ولا يرى، بينما يقيم الدنيا ولا يقعدها على جندي إسرائيلي اعتقل داخل الأراضي الفلسطينية.

ولم يكتف الاحتلال باحتلال أرضنا عام 1948 وعام 1967 كانت عمليات الاعتقال الخطوة اللاحقة لهذا الاحتلال، وأرادها محطة من محطات الإذلال اليومي لشعبنا. لكن التعذيب والقتل والإرهاب لم يزد شعبنا إلا إصراراً وعنادا في تمسكه بحقه الوطني في أرضه وحقه في الدفاع عنها.. بإرادة شعبنا ومناضلينا، تحولت المعتقلات إلى مدارس نضالية لتخريج القادة.. الذي ما ان يطلق سراحهم حتى يعودوا أشداء أقوياء إلى ميادين النضال إلى جانب شعبهم..

من هنا فإننا ندعو اليوم إلى أوسع حملة وطنية وعالمية في وجه التعُسف الصهيوني، وفضح الممارسات الصهيونية بحق القانون الدولي العام، وتحويل ذلك إلى رأي عام دولي، نحو فجر حرية الأسرى ... نحو الشمس والهواء على أرض الوطن.

لأن الأسرى الفلسطينيون هم عنوان فلسطين ... وعنوان "وثيقة الأسرى" والوحدة الوطنية. وهم في النضال في سماء مجدها ... في مواجهة سكاكين الضلال ... وهم مدرسة مانديلا فلسطين شهيد سجون الاحتلال، عمر القاسم، والأسير القائد سامر العيساوي بطل الامعاء الخاوية، واحمد سعدات ومروان البرغوثي، وإبراهيم أبو حجلة.. وعشرات المعتقلين من النواب والوزراء والقادة الفلسطينيين..

لتتحول قضية الأسرى، القضية الوطنية الكبرى إلى جدول أعمال الأمم المتحدة والمجتمع المدني العالمي، والحكومات الدولية الصديقة لشعبنا، كما أنها مسؤولية عربية رسمية وشعبية. وينبغي فرضها بنداً أساسياً وعلى رأس أجندة منظمة التحرير الفلسطينية والأنظمة الرسمية العربية لإطلاق سراح جميع الأسرى باعتبارهم رجال حرية وفوارس الاستقلال الوطني في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي.