لأنها تُعتبر الشاهد الحي على النكبة الفلسطينية، ولأنها مرجع توثيقي للمستندات التي تبرهن على أن الشعب الفلسطيني له الأحقية في فلسطين، ولأنها رمز للهوية الفلسطينية، يتمسّك الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وفصائله بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، حفاظاً على حق العودة.

من هذا المنطلق، قدَّمت الفصائل والأحزاب الفلسطينية واللبنانية، مذكرة إلى ممثل الأمم المتحدة في لبنان "الإسكوا" في الوسط التجاري لمدينة بيروت، ظهر الخميس التاسع والعشرون من شهر شباط 2024.

استُهلَّت المذكرة بتقديم الشكر إلى ممثل الأمم المتحدة، على موقفه الشجاع والجريء المُدين لجرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ثم سردت لمعاناة الشعب الفلسطيني منذ نكبة فلسطين في العام 1948، والتي تأسَّست بموجبها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الدولي رقم 302. 

واعتبرت المذكرة أنه ومنذ تأسيس  وكالة الأونروا في العام 1949، وهي تتعرَّض للحملات المركَّزة عليها من قبل العدو الصهيوني ومن قبل بعض الدول المانحة، بهدف إنهاء الوكالة التي تُعتبر الشاهد الأساس على نكبة فلسطين. 

وأدانت المذكرة الإجراءات العقابية التي قامت بها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، والمتمثِّلة بوقف التمويل للوكالة، تأييدًا للإدعاءات الإسرائيلية بحق عددٍ من موظفي الأونروا باشتراكهم في عملية طوفان الأقصى، رغم استعداد الوكالة لإجراء تحقيق وإتخاذ إجراءات على ضوئه، معتبرةً أن قرار وقف التمويل سيكون له تداعيات خطيرة على جموع اللاجئين الفلسطينيين. 

ودعت المذكرة المجتمع الدولي إلى التحرُّك الفوري والضغط على الدول التي أوقفت التمويل على الأونروا، بالعودة عن قرارها، لما لهذا القرار من تداعيات خطيرة تتمحور حول شطب حق العودة، خاتمةٍ بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تحمُّل مسؤولياتها وتدارُك الأزمة الناتجة عن وقف التمويل، والتأكيد على التمسُّك بوكالة الأونروا لحين العودة، بناءًا على القرار ١٩٤.